اخر الأخبار

5‏/6‏/2012

بحث عن الخيول العربية

بسم الله الرحمن الرحيم
سأقدم الان بحث عن الخيول العربية واليكم التفاصيل

يعد الحصان العربي أقدم وأنبل وأجمل الخيول في العالم وهو من السلالات الخفيفة يرجع تاريخه الى ما قبل المسيح ومن المعروف أن معظم سلالات الخيول في العالم تحمل خاصة من خواص الحصان العربي حيث يقال أنه حدث اختلاط ما في احدى سلاسل تطورها مع الدم العربي ومهما اختلف في أصله يبقى اسمه العربي في كل بقاع الدنيا فهناك الكثير من الجدل والنقاش حول الأصل الأول لهذا الحصان فالبعض ينسبه الى الحصان المنغولي وآخرون يشيرون الى أن أصله يعود الى الصحراء الليبية وهناك من يزعم أنه وجد على شكل قطعان حرة برية في شبه الجزيرة العربية منذ القدم بينما تؤكد المصادر القديمة والحديثة أن هذا الحصان أصيل في شبه الجزيرة العربية ولم يفد اليها من خارجها كما يدعي بعض الدارسين وهناك من المغرضين من يزعم ان الحصان الأصلي نشأ خارج الجزيرة العربية ثم ادخل الى فلسطين وسورية من الشمال الغربي لبلاد العراق ابان غزو الديانيين في القرن الحادي عشر قبل الميلاد فقد أدخله الهكسوس الرعاة من سورية الى مصر ومنها الى الجزيرة العربية ولكن جميع تلك النظريات تفقد الركائز العلمية الثابتة التي من شأنها حسم النقاش وانهائه لطرفها ومن الأكيد أن الخيول العربية كانت موجودة في شبه جزيرة العرب في عهد المسيح وظهرت أهميتها بشكل واضح أثناء الجاهلية قبل الأسلام وتبقى بقية الآراء والنظريات فقيرة الى دليل تعوزها الحجة والبرهان وتنحصر في دائرة الظن والتخمين فقد ذهب العلماء الذين قاموا بدراسة التطورات الجوية والجيولوجية الى القول بخب الجزيرة العربية في الماضي السحيق وأنها كانت مأهولة بالإنسان والحيوان وأقاموا الأدلة الصحيحة على رأيهم بما وجدوه من محار في المناطق الصحراوية يرجع الى عصور ما قبل التاريخ


وهكذا تبين لنا بما لا يدع مجلا للشك أن الخيل الأصيلة نشأت في جزيرة العرب فوق هضاب نجد ومنطقة عسير واليمن تلك المناطق التي كانت وما زالت من أخصب وأطيب المناطق وأكثرها ملاءمة لتربية الجياد استناد الى الأدلة العلمية التي قدمتها أحدث الكشوف الأثرية وهذا ما تؤيده فعلا نصوصنا القديمة فما تم التوصل اليه حديثا كان معروفا وبديهيا منذ خمسة عشر قرنا ونيف هذا ولم تبخل المصادر القديمة بتقديم أوصاف شاملة للفرس العربي الأصيل حيث ألفت في ذلك كتب كثيرة وكم هي تلك الدراسات الحديثة التي أجراها الغرب في تحديد أوصاف الحصان العربي معتمدين على ما سمعوه وما شاهدوه بأم أعينهم في الصحراء العربية حيث استقوا معلوماتهم من الأصل والمنبع ثم أخذوا يفسرون ويعللون حسب الموجودات التي بين أيديهم فتوصلوا الى الطرق المثالية الحديثة والمطورة في الحفاظ على الجياد العربية

وقد ذكر الدكتور كامل الدقيس في الصفات الجسمية للحصان العربي فقال

وهذا الخيل العراب هي أصل لكل الجياد الأصيلة في العالم وأجودها الخيل النجدية وتمتاز برأسها الصغير وعنقها المقوس وظهرها المستقيم وذيلها المرفوع المموج وحوافرها الصلبة الصغيرة وشعرها الناعم ومفاصلها المتينة وصدرها المتسع وقوائمها الدقيقة الجميلة وهي قوية جدا وسريعة وتلوح على وجوهها علامات الجد ولعل من الأمور الهامة التي كان لها العامل الأكبرفي صيانة هذا العرق النبيل واصطفئه اهتمام العرب وولعهم الشديد بأنساب خيولهم وأصلها فكانوا يقطعون المسافات الطويلة مع خيلهم ليصلوا بها الى فحل ماجد العرق معروف النسب والحسب فيلقحونها منه وهم مطمئنوا البال مرتاحوا الخاطر ولعل الأمر الأهم من هذا وذاك هو العادات والتقاليد التي اتسمت بها حياة ابن الصحراء فانعكست بأسلوب أو بأخر على الجواد العربي فكان للجواد العربي نظامه وعرفه الاجتماعي الخاص به الأمر الذي ساعد على تحسين الأنسال بشكل مستمر والمحافظة عليها نظيفة من أي عيب أو شائبة ومثل على تلك الأمور هو امتناع صاحب الفحل أن يأخذ مالا مقابل تلقيح أفراس الغير حيث يتم الأمر من غير مقابل والا فانها تسىء الى حسن خلقه وكرم ضيافته وكانت هذه العادات سارية منذ الجاهلية ثم جاء الأسلام وأكد عليها فاستمرت الى عهد قريب في جزيرة العرب ومن تلك العادات ايضا عادة يطلق عليها اسم التخريض وهي ان يقوم ابن البادية بخياطة فروج اناثه من الخيول بخيوط من الفضة خوفا من يصيبها فحل غير ذي نسب وحسب اوأصل الأمر الذي يخفض من قيمتها وينزل من قدرها ولو كانت عريقة وأصيلة وابن البادية في صحراء الجزيرة العربية يعتبر حصانه في منتهى الكمال ولا يمكن لأي دم غريب أن يضيف عليه صفات ايجابية بل العكس تماما اذ أن أي اختلاط ما مع سلالة غريبة تسبب انحطاطا في نوعية النتاج القادم فكنتيجة حتمية وكمحصلة لكثير من تلك الأمور كان للحصان العربي الأصيل أن يتميز بنبالته ورشاقته وألوانه الساحرة وتوازنه الطبيعي عدا خلوه من عيوب القوائم وتحمله للظروف الصحراوية القاسية وسرعة البديهة والإخلاص لصاحبه واليقظة والتحفز الدائمين

الخيل في القرآن

ورد ذكر الخيل في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم كلها ترفع من قدرها على غيرها من الحيوانات الأخرى كما أقسم بها الله خالق هذا الكون وما فيه من مخلوقات في قوله تعالى والعاديات ضبحا وفي الآيات الكريمة اشارات الى فضل الخيل وتكريمها وارتباطها بصفة الخير وعدها الله من أعظم مخلوقاته تكر وتفر تغدو وتروح ثم قرن عز وجل القوة بالخيل والخيل بالقوة قال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل

الخيل في الحديث الشريف

يأتي ذكر الخيل في أحاديث الرسول العربي الكريم مدحا وتكريما امتدادا لفضلها الذي أورته الآيات الكريمة فقد جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم كل لهو ابن آدم بتطل تلا تأديبه فرسه وملاعبته أهله ورميه عن قوسه وقال الرسول الكريم من ارتبط فرسا في سبيل الله كان له مثل أجر الصائم والباسط يده بالصدقة مادام ينفق على فرسه وكما جاء في حديث آخر الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة وقال عليه الصلاة والسلام علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل وفي حديث للنبي من يرتبط فرسا في سبيل الله بنية صادقة أعطي أجر شهيد

ويروىان الرسول الكريم صلى الله عيه وسلم كان في غزواته يعطي الفارس سهمين والراجل سهما واحدا وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم خمسة أفراس هي لزاز ولحاف والمرتجز وقد سمي كذلك لحسن صوته والسكب ومعناه الخفيف النشيط واليعسوب

الخيل في كتب التراث

ذكر ابن الكلبي في كتاب أنساب الخيل أن أول من ركب الخيل اسماعيل بن ابراهيم كما روى ابن الكلبي أن أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل أن قوما من الأزد من أهل عمان قدموا على سليمان بن داوود بعد تزوجه بلقيس ملكة سبأ فسألوه عما يحتاجون اليه من أمر دينهم وديناهم حتى قضوا من ذلك ما أرادوا وهموا بالانصراف فقالوا يانبي الله ان بلدنا شاسع وقد أنفقنا من الزاد مر لنا بزاد يبلغنا بلادنا فدفع اليهم سليمان فرسا من خيله وقال هذا زادكم فاذا نزلتم فاحملوا عليه رجلا وأعطوه مطردا وأوروا ناركم فانكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد فجعل القوم لاينزلون منزلا الا حملوا على فرسهم رجلا بيده مطرد واحتطبوا وأوروا نارهم فلا يلبث أن يأتيهم بصيد من الظباء والحمر فيكون معهم ما يكفيهم ويشبعهم ويفضل الى المنزل الآخر فقال الأزديون ما لفرسنا هذا اسم الا زاد الركب فكان أول فرس انتشر في العرب من تلك الخيل فلما سمعت بنو تغلب أتوهم فاستطرقوهم فنتج لهم من زاد الركب الهجيس فكان أجود من زاد الركب وكان من مشاهير خيلهم اضافة الى الهجيس القيد و حلاب فلما سمعت بكر بن وائل أتوهم فاستطرقوهم فنتجوا من الهجيس الديناري فكان أجود من الهجيس وكذلك فعل بنو عامر فكان لهم سبل من الخيل العتاق أمها سوادة وأبوها الفياض

ويذكر ابن عبد ربه من مشاهير خيل العرب الوجيه ولاحق لبني أسد والصريح لبني نهشل وذو العقال لبني رباح والنعامة فرس للحارث بن عباد الربعي وابن النعامة هو الأبجر العنترة العبسي ثم داحس فحل لقيس بن زهير والغبراء أنثى لحذيفة بن بدر وقصتها معروفة ومشهورة قامت من أجلها حرب داحس والغبراء التي دامت أربعين عاما

كما يخصص النويري في نهاية الأرب أكثر من جزء من كتابه الكبير باسم ذكر كا وصفت به العرب الخيل ويقول في أسماء الخيل مرتبة حسب سنها العرب تقول للفرس اذا وضعته أمه مهر ثم هو فلو فاذا استكمل سنة فهو حولي ثم هو في الثانية جذع وفي الثالثة ثني وفي الرابعة رباع وفي الخامسة فارع ثم هو في نهاية عمره فدك

ويروي ابن قتيبة في كتابه عيون الأخبار ان الخيل ثلاثة ففرس للرحمن وفرس للأنسان وفرس للشيطان فأما فرس الرحمن فالذي يربط في سبيل الله وأما فرس الشيطان فالذي يقامرون عليه ويراهنون كداحس والغبراء وذكر الأنباري حين قال ان أفضلها مركبا وأكرمها عندنا وأشرفها أذا كان قصير الثلاث طويل الثلاث رحب الثلاث عريض الثلاث صافي الثلاث أسود الثلاث غليظ الثلاث فهو الجواد ويصلح للكر والفر واما الثلاث القصار فالعسيب والظهر و الرسغ واما الثلاث الطوال فالأذن والخد و العنق واما الثلاث الرحاب الجوف و المنخر و اللبب واما الثلاث العراض فالجبهة و الصدر و الكفل و اما الثلاث الصافيات فاللون وللسان و العين واما الثلاث السود فالحدقة و الجحفلة و الحافر واما الثلاث الغلاظ فالفخذ و الوظيف و الرسغ ومع هذه الأوصاف يكون حديد النفس جرىء المقدم


أنواع الخيول العربية
الكحيلات
الحمدانيات
العبيات
الصقلاويات
ومن هذه الأنواع تاتي عدة فصائل تصل بعض هذه الأنواع الى عشرون فصيلة

ألوان الخيل

أدهم الأسود الخالص السواد
أشهب الأبيض اذا خالطه سواد
ورد الأحمر الخالص
كميت اذا كانت حمرته في سواد
الأبلق لاشية ولا وضوح فيه غير مرغوب كثير الحرن
الأجرد قليل الشعر
الغرة بياض في الجبين
ألمظ اذا كانت الشفة السفلى بيضاء
أرثم اذا كانت الشفة العليا بيضاء
التحجيل بياض في قوائم الفرس

أصوات الخيل

أجش اكثر صهيله من منخريه
الحممحمة صوته اذا طلب العلف أو رأى صاحبه
الضبح صوت نفسه اذا عدا وركض
القبع صوت يردده من منخره الى حلقه اذا نفر من شىء

الفروسية والفرسان العرب

أحب العرب الخيل وكرمتها أكثر من غيرها وكانوا يرون أنه لاعز الا بها ولا قهر لللأعداء الا بسببها وحين جاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومدحها لهم اجتمع لهم فيها حبان حب من جهة الطبع وحب من جهة الشرع حتى أن عليا كرم الله وجهه كان يمسح على جبين فرسه الميمون قبل أن يركبه بيد كريمة حانية قائلا وقيت عثرة ولا شقت لك غبرة وقد انشد أبو عمرو بن عبد البر

احبوا الخيل واصطبروا عليها
فان العز فيها والجمالا
اذا ما الخيل ضيعها اناس
ربطناها فأشركت العيالا
نقاسمها المعيشة كل يوم
ونكسوها البراقع والجلالا

ويصف عباس بن مرداس جري الحصان

جاء كلمع البرق يسمو ناظره
تسبح اولاه ويطفو اخره

ولعل افضل من اعطى شكلا للفرس النجيبة امرؤ القيس حين قال

له أيطلا ظبي وساقا نعامة
وارخاء سرحان وتقريب تتفل
كميت يزل اللبد عن حال متنه
كما زلت الصفواء بالمتنزل

وقال مالك بن الريب يرثي نفسه ويذكر وفاء حصانه

تذكرت من يبكي علي فلم أجد
سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وأشقر خنذيذ يجر عنانه
الى الماء لم يترك له الموت ساقيا

ويروى انه من شدة محبة العرب للخيل كان اشرافها يخدمونها بأنفسهم ولا يتكلون في القيام بخدمتها على غيرهم وقال بعض الحكماء ثلاثة لايأنف الشريف من خدمتهم الولد والضيف والفرس وتؤكد كتب التراث انه كان للفروسية والفرسان عند العرب في الجاهلية و الأسلام حتى وقت ليس ببعيد المقام الأكبر والمكانة الأولى بين القبائل العربية وكان الدفاع عن الضعيف والانتصار للمرأة والشهامة وغيرها من الصفات التي يفخر بها فرسانهم وكانوا يسجلون بطولاتهم بأشعارهم فتنتشر بين القبائل ويتغنى بها في الأسواق كعكاظ وفي البادية كان الناشيء من ابنائهم لا يكاد يصل الثامنة من سنه حتى يتحتم عليه ركوب الخيل ويتدرب على فن الفروسية والعرب كانوا منذ جاهليتهم فرسانا كماة تجري الفروسية في عروقهم ومن مشاهير فرسانهم ربيعة بن مكدم حامي الظعينة وعنتر العبسي قيل في المثل أفرس من عنترة وعتيبة بن الحارث سم الفرسان وعامر بن مالك ملاعب الأسنة وزيد الخيل وعامر بن الطفيل وعمر بن معد يكرب الزبيدي والمهلهل بن الربيعة ودريد بن الصمة الذي لايشق له غبار وابو محجن الثقفي وقصته مع زوج سعد في معركة القادسية والذي يقول

كفى حزنا أن تطرد الخيل بالقنا
واترك مشدودا على وثاقيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق