اخر الأخبار

27‏/1‏/2013

بحث عن طاليس - بحث عن أرسطو طاليس

بسم الله الرحمن الرحيم
سأقدم الان بحث عن طاليس واليكم التفاصيل
بحث عن طاليس
ولد طاليس حوالي سنة 640 ق.م. في مدينة ميليتوس الواقعة على مصب أحد الأنهار على الساحل الشرقي لبحر إيجه, وكانت أكثر المدن اليونانية ازدهارًا ومركزًا تجاريًا وثقافيًا ودينيًا مهمًا. وأكبر الظن أنه من أبوين فينيقيين كما يقول المؤرخ هيرودوت, وتلقى معظم تعليمه في مصر وبلاد ما بين النهرين, وبذلك تمثل فيه انتقال الثقافة من الشرق إلى الغرب.يعزى إلى طاليس إدخال العلوم الرياضية والفلكية إلى بلاده اليونان, ويقال إنه قاس ارتفاع الأهرام أثناء دراسته في مصر إلى جانب تعلمه طائفة من الحقائق الهندسية فيها. ولما عاد إلى أيونيا واصل دراسة الهندسة النظرية التي خلبته بمنطقها السليم, وما فيها من الاستدلال العلمي الخالي من الشعوذات والأساطير, وقام بشرح كثير من النظريات التي أفضت بالتدريج إلى أصول إقليدس وإلى جميع النتائج الهندسية العجيبة في أيامنا كما يقول سارطون. وكانت هذه النظريات الأساس الذي قام عليه علم الهندسة النظرية في اليونان, كما كانت دراسته لعلم الفلك الأساس الذي قام عليه هذا العلم في الغرب بعد أن خلّصه من التنجيم الممتزج بالأساطير, التي أدخلها فيه الشرقيون. وقد أذهل سكان مدينته ميليتوس عندما تنبأ بكسوف للشمس وقع في 28 مايو سنة 585 ق.م. وكذلك عندما أخبرهم أن الشمس والنجوم التي يعبدونها كآلهة ليست سوى كرات من نار,
فكان بذلك أول رائد للعلم بمعناه الحقيقي في الغرب.كان طاليس على رأس مجموعة من مفكري اليونان الذين نبغوا في منطقة أيونيا على الشواطئ الآسيوية الغربية لتركيا الحالية التي استعمرها اليونانيون بين القرنين الثاني عشر والتاسع ق.م. وجعلوا منها منطقة مزدهرة للعلم والفلسفة والتجارة والمواصلات البرية والبحرية, واشتهرت فيها مجموعة من المدن أهمها ميليتوس وساموس وشيو وايفيز وكولوفون وتيوس وفوسيه… إلخ. جعل طاليس الماء المبدأ الأول لجميع الأشياء، وشكلها الأصلي ومصيرها النهائي. ويقول أرسطو إنه ربما جاء بهذا الرأي بعد أن شاهد “أن غذاء كل شيء رطب وأن …بذور كل شيء ذات طبيعة رطبة؛..وأن ما يتولد منه كل شيء هو دائماً مبدؤها الأساسي” . أو لعله كان يعتقد أن الماء هو الصورة الأولى أو الأساسية من صور المادة الثلاث- الغازية والسائلة والصلبة- التي يمكن أن تتحول إليها المواد كلها من الوجهة النظرية؛ وليس أهم ما في آرائه قوله إن الماء أصل كل شيء، بل أهمها إرجاعه الأشياء جميعها إلى أصل واحد؛ ولقد كان ذلك أول قول بوحدة المادة في التاريخ المدون كله. وسُئل طاليس عن أصعب الأشياء فأجاب بقوله الذي جرى مجرى الأمثال: “أن تعرف نفسك”، ولما سُئل عن أسهل الأشياء قال: “أن تسدي النصح”، وسُئل ما هو الله؟ فأجاب “هو ما ليس له بداية ولا نهاية”، وسُئل كيف يستطيع الناس أن يعيشوا عيشة الفضيلة والعدالة فأجاب: “ألا نفعل نحن ما نلوم غيرنا على فعله”..
في الرياضيات والهندسة له مبرهنة شهيرة جداً أسمها..
مبرهنة طاليس في الهندسة تقول أنه المثلث المرسوم في نصف دائرة هو مثلث قائم الزاوية .
اذا كانت A , B , C ثلاث نقط في دائرة حيث أن AC قطر في الدائرة فإن الزاوية ABC تكون قائمة . وقد كان طاليس أول من كتب في الفيزيولوجيا أي علم الطبيعة (Physics)، أو مبدأ وجود الأشياء وتطورها. وقد تقدم علمه تقدماً عظيماً على يد تلميذه أنكسمندر؛ كان الإغريق يعتقدون أن مياه الأطلسي تحيط بالأرض من كل جوانبها, بينما اعتقد طاليس أن الأرض عبارة عن أسطوانة ضخمة طول قطرها آلاف الكيلومترات تعوم على بحر من المياه بغير حدود, وتخترقها الأنهار, وتنتشر على سطحها البحيرات, وتتفجر من باطنها الينابيع, وعندما تجف المياه, وتتبدد في الهواء, تعود لتتحول إلى أمطار بين حين وآخر, واستنتج من كل ذلك أن الماء يحيط بنا من كل الجهات. وذهب به الظن إلى أن اليابسة نفسها مكوّنة من المياه, وأنه تثبّت من ذلك عندما زار مصر في شبابه, ورأى كيف تفيض مياه النيل على الأراضي المحاذية فترويها, وكيف يترسّب الطمي الخصيب عندما تنحسر تلك المياه إلى مجاريها الأصلية, وكيف أدى تراكم الطمي مع مرور الزمن إلى تكوين مساحة كبيرة من الأرض على شكل مثلث يشبه حرف (دلتا) في الأبجدية الإغريقية, لذلك أطلق عليها اسم دلتا النيل. وبعد أن فكر طاليس مليًا بكل ذلك توصل إلى ما اعتقده نتيجة منطقية لما رآه ولاحظه, وهو أن الماء أساس كل شيء. كانت فكرة تكوّن الأشياء من الماء معروفة عند البابليين إلى جانب معارف مهمة في علمي الفلك والرياضيات. وكان طاليس قد زار بابل مرات عدة في شبابه, فكان من الطبيعي أن تؤثر تلك الحضارة بعمق في شخص مثله يقظ التفكير والتأمل, ولاشك أنه نقل الكثير من معلومات بابل العلمية إلى بلاد الإغريق.
وكان اعتقاد البابليين أن اليابسة عبارة عن قرص يرتكز على طبقة من المياه العذبة تتشكّل منها الأنهار والبحيرات والينابيع, وهي (أي الأرض) محاطة بالمياه المالحة من جميع جوانبها.
يشبه ظاهر هذا الاعتقاد ما قال به طاليس, إلا أن فروقًا عميقة تفصل بين المفهومين كما يقول عظيموف. فالبابليون, على عكس طاليس, لم يعتبروا المياه كمياه, بل كمجموعة من الكائنات فوق الطبيعية المتصلة بالآلهة, لكن طاليس تناول الفكرة البابلية من ناحية أخرى تستغني عن الآلهة, وعمّا يقوم بينها من المعارك الكبرى كما تحكي الأساطير, لذلك اختصر جوابه عن السؤال الذي طرحه على نفسه بالقول إن جميع موجودات الكون مركّبة من المياه, ولم يزد عليه أي دور للآلهة. وقد تابع مع تلامذة مدرسته (الأيونية) البحث عن تعليل لنشأة الكون دون اللجوء إلى الآلهة, وبذلك وضعوا تقليدًا في البحث العلمي مازال قائمًا حتى اليوم.هذا الفيلسوف كان يسمى الفيلسوف الموحد
حيث يذكر عنه من ناحية الفلسفة الإلهية أنه كان يقول بإله واحد، وأن هذا الإله مختلف عن الإنسان، وأن صفات الله ليست تلك الصفات التي ينسبها الشعراء إلى الآلهة، فإن هذه الصفات صفات إنسانية خالصة.وهذا حتماً يختلف كثيراً عما كان يعتقده اليونانين من تعدد الآلهة وعبادتها..، فلم يكن للإغريق كتب مقدسة أو عقائد محددة يخضعون لها, ولم يعرفوا أي نوع من الإلهيات المنظمة, بل امتزجت عندهم دائمًا نزعتان متناقضتان: نزعة شعرية وأسطورية تمثلهما الإلياذة والأوديسة المنسوبتان لهوميروس, ونزعة عقلية وعلمية تمثلهما قلة قليلة من مفكريهم, لكنها لا تقتصر على رجال العلم والفلسفة وحدهم, بل يشاركهم فيها التجار الذين كانوا عمليين إلى حد كبير, بحيث لم يكن للميثولوجيا أي دور في أعمالهم التجارية والمالية مع أن رجال العلم كانوا يسلّمون أحيانًا بالأساطير على أنها أوصاف شعرية لأشياء لا تخضع للتفسير العلمي كما يقول سارطون. القلة من مفكري الإغريق أول من فطن إلى فساد عقيدة تعدد الآلهة وعدم منطقيتها, واقتربوا من فكرة خالق وحيد للكون والموجودات, لكنهم اختلفوا في خصائصه عندما لاحظوا أن الكون آلة محكومة بمبادئ وقوانين صارمة, غاية في الدقة والتنظيم, وأنها لا بد من أن تكون صادرة عن خالق واحد مطلق القدرة ولا يشاركه في عملية الخلق أحد, إلا أنه زوّد الإنسان بعقل يستطيع فهم وإدراك هذه القوانين ودرسها. وقد غرس هذا التفكير الجديد عقيدة التفاؤل بمستقبل الإنسان وعلاقته بالكون, وأصبح جزءًا رئيسيًا من تراث الإنسانية الفكري الذي جسّدته فلسفة التنوير الأوربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق