اخر الأخبار

6‏/7‏/2013

بحث عن تطور الكتابة بين الثقافة الاسلامية والثقافة الغربية

بحث عن تطور الكتابة بين الثقافة الاسلامية والثقافة الغربية
بحث عن تطور الكتابة بين الثقافة الاسلامية والثقافة الغربية
بحث عن تطور الكتابة بين الثقافة الاسلامية والثقافة الغربية
مولاي المصطفى البرجاوي 
ارتبط الإنسان منذ وجودِه بالولع بِمعرفة ما حصل في الماضي والتَّساؤُل بشأنِه، قد ظهر ذلك في ثقافة اليونان ردحًا طويلاً من الزَّمن، ثُمَّ تزايد الاهتِمام بذلك، وتعمَّم وانتشر في مُختلف شعوب المعمورة.

يقول"أرون ريمون": إنَّ الكتابة التاريخية ليست كتابةً في اللاَّزَمَان (أو أوكرنيا Uchronie هي كلمة يونانية تعني: نفي الزَّمن، وخرونوس وهو الزَّمان)، وإنَّما الغاية منها الوقوف على تفاصيل الصيرورة، ورسم معالم التطوُّر على تنوُّعها وتداخُلِها وتناسُبِها، واستِحْضار الماضي بكلِّ ما اتَّصفت به الأوضاع السياسية من المواصفات الملموسة في إبَّانِها" (1) ..

ولمَّا اختلفت مستويات الخطاب التاريخي بحسب الزَّمان والمكان، وبحسب الطَّاقة العلميَّة للمؤرِّخين، فكذلك اختلفتْ مُستويات المعنيِّين بالخِطاب التَّاريخي، الذين يَجد المؤرِّخ نفسه ملزمًا بأخْذِها بعين الاعتبار.
وهذا المؤرِّخ محمد داود يقول:
"اعلم أنَّ كتابة التَّاريخ ينبغي أن تَختلف باختِلاف الأحْوال، فالمؤرِّخ لأجْل الأغراض الخاصَّة وللدِّعاية، له أن يُراعي المبدأ الذي ألَّف لأجله، فيرفع ما يشاء ويضع ما يريد، ويذكُر ما يرضاه أو يُرضيه، ويغفل ما لا يوافق مبدأه ومراده، يُشيد بذِكْر ما يؤيِّد رأْيَه ومذهبه، ويحطُّ من قيمة كلِّ ما يُخالف ذلك، أمَّا التاريخ الحقيقي الذي يكتب للاعتبار، ويسجِّل مختلف الحوادث والأخبار، فينبغي أن يكون كالمرآة أو كالآلة المصورة التي تُثْبِت الأشياء كما هي، والمؤرِّخ الصادق، الكاتب الحر هو الذي يثبت الحوادث كما وقعت، ويصف الأشخاص والأشياء بأوْصافِها الحقيقيَّة بدون مبالغة ولا بَخْس، فبذلك يُعْرَف مقام المصْلِحين، وفضْل المُحْسنين، وكفاح العاملين، وجهود المخلصين، كما يعرف أيضًا جبروت الظالِمين وطغْيان المعتدين" (2) .
تطوُّر الكتابة التَّاريخيَّة في الثقافة الغربيَّة:
قبل البدءِ بدراسة تطوُّر الكتابة التاريخيَّة، يكون من الأوْلى أن نسوق كلمةً مقتَضبة عن "كتابة التاريخ"، فالمعروف أنَّ حياة الإنسان على هذه الأرْض تنقسِم إلى قسمين: يسمَّى القسم الأوَّل: (عصور ما قبل التاريخ)، ويسمَّى القسم الثاني: (العصور التَّاريخيَّة)، والحدُّ الفاصل بينَهُما هو اكتِشاف الإنسان للكتابة حوالي 3500 ق م، وتدوين أوجُه نشاطه، ممَّا سهَّل الرُّجوع إليْها، والاستِفادة والاعتِبار ممَّا فيها من أخبار.
1- الكتابة التاريخيَّة في عهد اليونان:
كانت البدايات الأولى لعِلْم التَّاريخ عند الإغريق، كانت مكبَّلة بأغْلال الأسطورة والخيال، لعلَّ أبرز مثال على ذلك ملحمتا "الإلياذة"، و"الأوديسة" لهوميروس، بالرغم من خيالِها الخصْب إلا أنها تكشف عن تاريخية حرب طروادة.
لكنَّ التاريخ كعلمٍ يُعْنى بأخبار الماضي، يرجعه الكثيرون إلى عهْد المؤرِّخ اليوناني (هيرودوت)، الذي ينسب إليه البدْء بفنِّ كتابة التاريخ، ولقب بـ "أبي التاريخ"، قد استخدم كلمة (Istoria) اليونانيَّة عنوانًا لكتُبِه التسعة، وهي كلمة تعني البحث والاستفسار من أجل فهم الحوادث التاريخيَّة، وبِهذا نقل هيرودوت التَّاريخ من عالم الآلِهة المتعدِّدة "الآلهة البولياديَّة" إلى علم يهتمُّ بِنشاطات البشَر على الأرض، وقد عمل "هيرودوت" على تَمحيصها وحسن اختيارها؛ لكن رغم ذلك جَمَع بين ثناياها مادَّة خرافيَّة كثيرة.
كما أنجبتِ اليونان مؤرخين آخرين سطع نجمُهم في مجال الكتابة التاريخيَّة، خاصَّة (تيوسيدس) الذي عاش في القرن الخامس ق.م، وتَميَّز بحسِّ النَّقْد للرِّوايات التاريخيَّة، وطوَّر هذه الملَكة عمَّا كانت عليه عند "هيرودوت"، خاصَّة في كتابته لتاريخ الحرب البلبونيزية بين أثينا وإسبارطة؛ إذ استبعد الأساطير والخرافات، والقصص المسلِّية التي كانت سائدة في كتابات هيرودوت التاريخيَّة، لكن مع (أرسطو) أخذ التاريخ شكلَه العلمي؛ إذ ميَّز بين الكتابة الشعريَّة والتاريخ.
2- الكتابة التاريخيَّة في عهد الرومان:
فقد كانت مساهمة الرومان في مجال الكتابة التَّاريخية أقلَّ أهميَّة ممَّا عرفتْه الفترة اليونانيَّة، فمثلاً أبرزهم المؤرخ (تاسيتوس)، الذي استفاد كثيرًا من المؤرخين اليونان، لكنَّه وظف أغلب كتاباته بالهجوم على الشكل الإمبراطوري للرومان؛ إذ كان من أعضاء مجلس الشيوخ الروماني، وكان من أنصار الجمهوريَّة.
3- الكتابة التَّاريخيَّة في العصور الوسطى الأوربيَّة:
في هذه المرحلة أصبح كلُّ شيء في خِدْمة الكنيسة، سواء كان ذلك في الفنِّ أو الأدَب أو التاريخ؛ لذلك بات التَّاريخ يفسَّر بوجهة نظر دينيَّة نصرانية؛ إذْ كان أغلب مؤرِّخي هذه المرحلة من رجال الإكليروس (رجال الكنيسة) الذين تولَّوا قيادة الحركة الفكرية، إذ عمِل الرهبان على كتابة المؤلَّفات التاريخيَّة لخدمة أغراضهم، بالتَّالي شكَّلت هذه المرحلة عقبة أمام تطوُّر منهجيَّة الكتابة التاريخيَّة؛ لافتِقادها لقواعد المنهج العلمي.
من أهمِّ مؤرِّخي هذه المرحلة: "أوغسطين" المعلم الأوَّل للكنيسة الكاثوليكيَّة، الذي قسَّم تاريخ العالم إلى ستَّة عصور، قياسًا على الأيَّام الستَّة التي خلق الله العالم فيها، وخصَّص يوم السبت للرَّاحة!
4- الكتابة التاريخيَّة في عصر النهضة الأوربيَّة:
تميَّزت هذه ببعث تراث الحضارة اليونانيَّة والرومانيَّة، سمِّيت هذه المرحلة أيضًا بالحركة الإنسية (Humanisme)؛ ممَّا يعني أنَّ حركة الإحياء هذه لم تكُنِ الرجوع إلى الآداب الكلاسيكيَّة، ولكنَّها أعادت الاعتبار للإنسان.
كما أنَّ ظهور علم الاجتماع في أوربا قد أثَّر بدوْرِه في تطوُّر الدِّراسات التاريخيَّة الغربيَّة، كما سجلت المرحلة ظهورَ حركات اجتماعيَّة اقتصاديَّة وفكريَّة أغنت علم التاريخ.
شكَّل كتاب "الأمير" لمكيافيللي منهجًا جديدًا في الكتابة التاريخيَّة؛ إذْ قامتْ مُناقشاتُه التَّاريخيَّة على أدلَّة، وليس بناءً على تصوُّرات قبليَّة، فجمع في الكتاب تحليلاً واقعيًّا للتَّاريخ في علاقته مع السياسة والدبلوماسيَّة في إيطاليا - القرن السَّادس عشر.
5- الكتابة التاريخيَّة في عصر الأنوار:
سجَّلت هذه المرحلة أيضًا هجومًا كاسحًا على مناهج الكتابة اللاهوتيَّة للعصور الوسطى، لكن بالرَّغْم من تقدُّم مؤرِّخي القرن 18 م نحو التَّاريخ الثَّقافي والاجتِماعي اعترتْه - على حد تعبيرArthur Marwich في كتابه "طبيعة التاريخ" - ثلاثة عيوب:
 عدم إدراك المؤرخين لحقيقة التطوُّر والتغير الإنساني.
 الحرص على جَمع الوثائق والأدلّة، ونادرًا ما يتمُّ تحليلها.
 لم يكن التّاريخ مادَّة دراسيَّة مستقلَّة في مدارس وجامعات أوربا، بل كانت تدرَّس فقط في قصور الأمراء ورجال الدَّولة، باعتِباره من أدوات التربية - التدريب السياسي.
لكن بالرَّغْم من ذلك سجَّلت هذه المرحلة ظهورَ ما يسمَّى بـ "فلسفة التاريخ" مع فولتير، الذي قال: "بعْد قراءةٍ لآلاف المعارك ومئات الحروب، لم أجد نفسي أكثرَ حكمة مما كنتُ عليه من قبل".
6- الكتابة التاريخيَّة منذ القرن 19م إلى ظهور ما يسمَّى بـ "التاريخ الجديد":
مع حلول القرن 19م، بفعل التحوُّلات الاقتِصاديَّة الاجتماعيَّة الفكريَّة التي شهدَتْها أوربا، اندفع الكثير من المؤرِّخين وفلاسفة التَّاريخ إلى التَّفكير في مفهوم التَّاريخ، فظهرت تفاسير جديدة للتَّاريخ الذي توسَّع مفهومُه وأصبح أكثرَ شموليَّة، بعدما كان محدودَ النَّظرة والمنهج، كما ظهرت مدارس واتجاهات تاريخيَّة متعدِّدة، لعلَّ أهمَّها المدرسة الوثائقيَّة، التي تأثَّر روَّادُها بالفلسفة الوضعيَّة التي سادت أوربا خلال القرْن 19م، فقد دعا روَّاد هذه المدرسة التاريخيَّة إلى ضرورة اعتِماد الوثيقة في كتابة التاريخ، فالتاريخ يصنع بالوثيقة، لا تاريخ بدون وثيقة؛ كما قال مؤرِّخو هذه المدرسة "لانجلو" و"سينوبوس".
 ومع مطلع القرْن العشرين، أصبحت المدْرسة الوثائقيَّة عرضة للانتِقادات الشديدة، من قِبَل جيلٍ جديدٍ من المؤرِّخين الشَّباب في فرنسا، أمثال "لوسيان فيفر"، و"مارك بلوخ"، اللَّذَيْن نفخا روحًا جديدةً في الدِّراسات التاريخيَّة، حيثُ استغلُّوا "مجلة التركيب التاريخي" la revue de synthèseshistorique))، فنادوا بتوسيع دائرة الدراسات التاريخيَّة؛ لتنفتح على العلوم الأخرى.
وفي هذا الصدد يقول المؤرِّخ الفرنسي "لوسيان فيفر": "سيُساهِم في كتابة التاريخ اللغويُّ والأديبُ، والجغرافيُّ والقانوني، والطبيبُ وعالم الأجناس، والخبير بمنطق العلوم .. إلخ".
- مع ظهور مدرسة الحوْليَّات مع بداية النِّصْف الأوَّل من القرْن العشرين بفرنسا، وتأسِّي مجلَّة الحوليَّات (Les Annales) سنة1929م، أخذت الكتابة التاريخيَّة أبعادًا جديدة سوسيولوجيَّة، ولسانيَّة، وجغرافيَّة، وديمغرافيَّة، وتحوَّل التَّاريخ إلى دراسة كلِّ ما له علاقة بالإنسان.
وفي هذا الإطار سطع نَجم المؤرخ الفرنسي "فرديناند بروديل" (F.Braudel)، الذي يصنِّفه أغلب المؤرِّخين المعاصرين رائدًا للكتابة التَّاريخية في العصْر الحديث؛ إذ يعدُّ واضعًا لدعائم التَّاريخ الجديد، والذي أصبح من أهمِّ سماته انتِفاء الحدود بين التَّاريخ، والسوسيولوجيا، والإنتربولوجيا.
 لقد مثَّلتْ أطروحته الشهيرة، والتي درس فيها تاريخ العالم المتوسِّطي هذا التوجُّه، التي دعا فيها إلى تَجاوُز التَّاريخ السَّرْدي/ الإخباري، القائم على دراسة الوقائع السياسيَّة البسيطة في الأزمنة القصيرة، والانتِقال إلى دراسة تاريخ البِنَى الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة، وذلك في سياق المُدَد الزمنيَّة الطويلة (les longues durées)؛ بِهدف رصْد مدى تفاعُل الإنسان مع مجاله الجغرافي.
وميَّز بروديل في دراسته للزَّمن التَّاريخي بين ثلاثة مستويات:
 الزَّمن الجغرافي (le temps géographique): وهو زمن المدد الطويلة، وزمن البنيات، يتميَّز بتغيره البطيء.
 الزَّمن الاجتماعي (le temps social): وهو زمن الظرفيات، وزمن المدد المتوسطة، مثل تاريخ تطور الاقتصاد والمجتمع.
• الزمن الفرْدي (le temps individuel): ويطابق زمن الوقائع، والأحداث السياسية؛ كالحروب والمعاهدات وحكْم الملوك.
وخلاصة القول:
فإنَّ مؤرِّخي مدرسة الحوليَّات أحْدثوا قطيعة ابيستمولوجيَّة مع الاتِّجاه السابق في الكتابة التاريخية، فقد عملوا على تَجاوز التاريخ الحدثي، ودعَوا إلى تاريخ إشْكالي يقرُّ بأهمية العوامل التركيبيَّة في دراسة التاريخ.
لقد ساهم هذا التوجُّه الجديد في الدراسات التاريخيَّة في إثارة مجالات جديدة للبحث، كتاريخ الذهنيات، والطقوس اليوميَّة، والخوف.
الأشكال المختلفة لكتابة التاريخ:
1- التَّاريخ الأصلي أو الأساسي، وتحتاج هذه الطريقة إلى (وعي فوري أو عفويَّة وموضوعية)، تعرف هذه الطريقة بوصْف التَّاريخ المعاش، من خلال شهودٍ مُباشرين، يعيشون في العصْر أو الحِقْبة التي حصلت فيها الأحداث (هيرودوت، ثيوسيديد).
2- التاريخ المفكر فيه، أو (فصل الأمور عن بعضها بقدْر ذهنيَّة عقلية)، تعرف بأنَّها إعادة بناء الماضي من أجل محاولة عيْشِه مرَّة أخْرى بشكل عقلي، وتَحتاج هذه الكتابة إلى جمْع ملفَّات كبيرة للعمل عليها، وهذا النوع الثاني من الكتابة يقسَّم بدوره لعدَّة أقسام:
أ- تاريخ بلد أو العالم بأكمله.
ب- التاريخ البراغماتي، والهدف منه الاستفادة من دروس أخلاقيَّة، واستخلاص قواعد من هذا التاريخ.
ج- التَّاريخ النقْدي، هدفه التحقيق والتَّفتيش حول الماضي والملفَّات التاريخيَّة، وفي التَّاريخ الإسلامي يستعمل ما يسمَّى بِمنهج علم الجرْح والتَّعديل (ابن خلدون نموذجًا).
د- التَّاريخ الخاص، كأن نقول كتابة تاريخ الثقافة، الدين... إلخ.
تطوُّر الكتابة التاريخيَّة في الثقافة العربية - الإسلاميَّة:
1- المعرفة التاريخيَّة قبل الإسلام:
لا ينكر أحد أنَّ التاريخ من أهمِّ ميادين المعرفة التي اهتمَّ بها العرب، وتدارسوا وألَّفوا فيها؛ إذْ بدأ الوعْي التَّاريخي في كلٍّ من وادي الرَّافدين، ووادي النِّيل، والعربيَّة الجنوبيَّة (بلاد اليمن)، وتدمر، والأنباط، والمناذرة، أمَّا منطقة نجد والحجاز، فقد تأخَّر فيهما ميلاد مثل هذا الوعْي أو ذاك الحس التَّاريخي.‏
ويرجع أغلبُ المؤرِّخين تأخُّر الوعْي التاريخي في منطقة الحجاز، إلى الطبيعة الصحراوية القاسية، التي لم تساعد على الاستقرار وقيام مجتمع متحضِّر - في نجد خاصَّة - ممَّا طبع النَّشاط الاقتِصادي هنا بطابع الرعْي، والحياة الاجتماعيَّة بطابع البداوة والتِّرحال، فأصبح النمط الثقافي السَّائد في هذه البيئة شفاهيًّا، يقوم على "الأيام" و"الأنساب"، فضلاً عن القصص التاريخي.
 الأنساب: وهي نمط من المعرفة التاريخيَّة؛ إذْ حرَصت كل قبيلة على حِفْظ أنسابِها؛ حتَّى لا تختلط بأنساب غيرِها من القبائل، لكن ما يُعاب على هذا النَّوع عادة هو خلوُّه من الإشارة إلى الأحداث التاريخيَّة، التي لم تكن هدفًا للأنساب أو موضوعًا لها.
 أيَّام العرب: وهي نَمط من أنْماط المعرِفة التَّاريخية عند العرب قبل الإسلام، وتتضمَّن أخبار الحروب والمعارك التي خاضتْها كلُّ قبيلة، الهدف منه هو إمتاع السامعين بمآثر أسلافهم دون البحث عن الحقيقة التاريخيَّة، وهي الوعاء الذي تَحفظ فيه القبيلة ذكرياتِ غزواتِها وملاحمها مع القبائل الأخرى، وتأتي المفاخرة والمباهاة بأبْطالها وشجعانِها، الذين قاتلوا ببسالةٍ في الذَّود عن حِمى القبيلة.
• القصص التاريخيَّة: كانت في هذه المرْحلة لا توظف الزَّمان كمحدّد ومكوّن أساس في الحدث التاريخي.
 الخبر: كان أحد علوم العرب قبل الإسلام، مثل الأيَّام، والأنساب، والشِّعر، فكانت للعرب أخبار في مرحلة ما قبل الإسلام، ويتميَّز الخبر قبْل الإسلام بارتِباطه بالرِّواية الشفويَّة، بِمعنى أنَّه لم يظهر بِمظهر كتابي إلا في النقوش، وذلك يعود إلى قلَّة التَّدوين وشيوع الأمِّيَّة في الحياة العربيَّة، واعتماد العرب على الذَّاكرة في الحِفْظ، حتَّى لم تتوفَّر لأيِّ شعب أو أمَّة ما كان لهم، وما عُرِفوا به من قوَّة الذاكرة، فالمسعودي يعرِّف التَّاريخ بأنَّه: علم من الأخبار.
2- المعرفة التاريخيَّة مع الإسلام:
إنَّ ظهور الإسلام يعدُّ منعطفًا خطيرًا في حياة العرب، فقد غيَّر مسار حياتِهم وأسُس تفكيرِهم، واستبْدل عقائدَهم المنحرفة الضَّالَّة بعقيدةٍ واضحة، فكوَّن بذلك القاعدةَ الفكريَّة اللازمة لتوحُّدهم بعد حياة التبعثُر والشَّتات التي كانوا يعيشونَها في ظلِّ القبليَّة، وما فرضته طبيعتُها عليْهم من مخاصمات وحروب ودماء.
وبقدْر تعلُّق الأمْر بالوعْي التَّاريخي، فإنَّ القرآن الكريم قد استفزَّ العقل العربي في المحاوِر الأربعة التَّالية، والتي نرى في مُجملها أنَّها كانت المشكاة التي أضاءتِ الطَّريق لمسيرة عِلْم التَّاريخ العربي - الإسْلامي:
1- فكرة المصير في القرآن الكريم، وأثرُها في الوعي التاريخي.‏

2- البعد الحضاري في القُرآن الكريم فكْرة استِخْلاف الله - تعالى - للإنْسان في الأرض، وأثره في الوعْي التاريخي.


3- أخبار الأمم الماضية في القُرآن الكريم، وأثرُها في الوعْي التَّاريخي عند العرب المُسلمين.‏


4- فكْرة وحدة الرِّسالات السَّماوية في القُرآن الكريم، وأثرها في الوعْي التَّاريخي عند العرب المسلمين.

 إنَّ القصص التي جاءتْ في القرآن الكريم هدفُها العبرة والاتِّعاظ، وقد حفز هذا المسلمين على التَّساؤل عن تلك الأمم ومواطنِها، وأزمانِها وصلتها ببعضِها أو بالعرب؛ ولأنَّ أكثرَها كانت من العرب كعاد وثمود، وأصحاب شعيب... إلخ، فقد كان القرآن المحفِّز لدراسة التَّاريخ العربي القديم، إلى جانب التَّاريخ العامِّ، في حين كان الحديث النبويُّ الشَّريف المحفِّز للاهتِمام بِجمع وتدوين التَّاريخ الإسلامي.
• السيرة النبويَّة نموذج مهمٌّ في الكتابة التَّاريخيَّة، فهو مثال وقدْوة المسلمين العُليا في الحياة، وأقوالُه وأفعالُه تعدُّ الرُّكن الثَّاني في التَّشْريع الإسلامي الذي كان قانونَ الدَّولة؛ لذا بدأ الاهتِمام مبكِّرًا بِجمْع كلِّ ما يتعلَّق بِحياته فيما سمِّي بعد ذلك بـ (السيرة)، ثم اتسع نطاق هذه الدراسة لتشمل ما عرف بـ(المغازي)، والتي تغطي الجوانب السياسية والعسكرية من حياته، حيث لم تعد الجوانب الاجتماعيَّة، مثار الاهتمام لوحدها، بل صار كفاحه وجهاده في سبيل نشر رسالته، بما في ذلك كفاحه المسلَّح – أي: سراياه وغزواته - مثار المزيد من الاهتمام.
 أمَّا عن ظهور مصطلح التاريخ في ثقافتِنا العربيَّة الإسلامية، فقد نُسِب إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وضْع التاريخ، فقد رفَع إليه أبو موسى الأشعري: "أنَّه تأتينا من قِبل أمير المؤمنين كُتُب لا ندري على أيِّها يعمل، قد قرأنا صكًّا محلُّه شعبان، فما ندري أي الشعبانَين، الماضي أم الآتي …"، هذا النَّصُّ يشير إلى أنَّ التاريخ بمعنى الوقت.
 قد اتفق المسلمون في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على اختيار سنة هجرة الرَّسول – صلَّى الله عليْه وسلَّم - من مكَّة إلى المدينة بدايةً للتَّدوين التَّاريخي.
 ثمَّ تطوَّرت الكتابة التَّاريخيَّة عند المسلمين لتتَّخذ أبعادًا أخرى، وبمنهجيَّة تقوم دراستها على طريقتين: عمودية، وأفقيَّة:
 ويقصد بالطريقة العمودية: هي أنَّ المؤرخ يبتدئ التاريخ منذ الخليقة، أو منذ الميلاد، أو ظهور الإسلام، حتى ينتهي بعصره، وهي طريقة - كما نرى - لها بداية وتنتهي بنهاية، قد تكون عصر المؤرِّخ، أو يتوقَّف عند فترة قد تكون سابقة لعصره، على أنَّ المهمَّ فيها أنَّها طريقة تصاعدية في تناول حوادث التاريخ، ‏مثل المؤرِّخ المغربي الناصري في سلسلة كتبه التاريخيَّة "الاستقصا"، التي تناول فيها حقبة تاريخيَّة تمتدُّ من مولد الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - إلى عهْد الحسن الأوَّل - تاريخ الدولة العلوية بالمغرب.
من المؤرِّخين العرب نذكر المسعودي في كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر"، والدينوري في كتابه "الأخبار الطوال"، والطبري‏، وابن الأثير "الكامل في التاريخ".
أمَّا الطريقة الأفقيَّة، فهي التي تقوم دراستها بشكْلٍ يتوزَّع على المكان أكثر من توزُّعه على الزمان، بعبارة أُخْرى، هي تدرس شرائح منتخبة من الناس، موزَّعة على المجتمع العربي الإسلامي في امتداداته العرضية في ديار الإسلام،‏ خاصَّة في دراسات بعض الجغرافيين العرب؛ مثل ابن حوقل في كتابه "صورة الأرض"، وابن بطُّوطة "تحفة النظار"، وصاحب "المسالك والممالك"؛ (المنظور الحضاري في التَّدوين التاريخي عند العرب، بتصرُّف يسير).
وحينما نصِل إلى القرْن الثَّامن الهجري، الرَّابع عشر الميلادي، تكون الكتابة في علْم التَّاريخ قد بلغتْ أوْجَها لدى ابن الخطيب العلامة الموسوعي، وابن خلدون صاحب فلسفة التَّاريخ وعلم الاجتِماع.
ابن الخطيب وتطوير منهجيَّة الكتابة التَّاريخيَّة:
التَّاريخ لدى ابن الخطيب ليس مجرَّد نقْل للأحْداث السياسيَّة وسيَر الملوك والسَّلاطين، بل هو تصوير للحياة الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والعمرانيَّة بما تشمله هذه الحياة من رُقِيٍّ وازدِهار، أو تخلُّف وتدهْور، وهو في ذلك يُتابع التَّفاصيل الدقيقة للموضوع الذي يتحدَّث عنه.
يركِّز ابن الخطيب على الوصْف الجغرافي للأماكن التي يتحدَّث عنها، ويجعل هذا الوصف مدخلاً لبحثه التاريخي، وهذا ما فعله في حديثِه عن غرناطة في مقدِّمة كتابه "الإحاطة"، بهذا يمكن اعتبار ابن الخطيب سبَّاقًا إلى فكْرة ضرورة انفِتاح التَّاريخ على العلوم الأخرى، على غرار ما جاءت به مدرسة الحوليات في فرنسا.
ابن خلدون مؤسِّس فلسفة التاريخ:
إنَّ دراسة ابن خلدون للظواهر الاجتماعيَّة، يمكن أن ترتقي بعلمه الجديد (علم العمران)، إلى مصافِّ الدراسات التي تتَّصل في صميم فلسفة التاريخ، وبالتَّالي فإنَّ ابن خلدون يمكن أن يكون أوَّل فيلسوف للتاريخ، وأوَّل مَن فلسفَه، بل ويكون منشئ فلسفة التَّاريخ على صعيد الفكر الإنساني.


لقد استخدم فولتير مصطلح (فلسفة التاريخ)، لأوَّل مرة في القرن الثامن عشر، في كتابه الموسوم (طبائع الأُمم وفلسفة التَّاريخ)، الذي أصْدره سنة (1756م)، لقد كان فولتير يعني به دراسة التاريخ الحضاري للأمم من وجهة نظر عقليَّة ناقدة، ثم توالت الدراسات في هذا الحقل، وأصبحت له مقومات معيَّنة يقوم عليها هي:

1- الكليَّة: تهدف فلسفة التاريخ إلى البحث عن المعاني الكلية في أحداث التاريخ، وتجميعها في مختلف العصور؛ بغية الوصول إلى قوانين كلية تفسِّر لنا التاريخ الإنساني.‏

2- العلِّية (العللية): هي اتِّجاه فلسفة التاريخ، تقوم على تجاوز العلل الجزئية التي يفسر بها المؤرِّخون الوقائع الفرديَّة المحصورة في زمان ومكان محددين، إلى محاولة العثور على علَّة عامة أو أكثر، لتفسير مجمل حوادث التاريخ الإنساني.


وبِهذا فإنَّ مقولات التَّاريخ تختلف عن مقولات فلسفة التاريخ اختلافًا جوهريًّا، فأصبحت النظرة الكلية بديلاً عن النَّظرة الفرديَّة، كما تَجاوزتْ فلسفة التَّاريخ مقولَتَي الزَّمان والمكان إلى ما وراء الزَّمان والمكان.

لقد تنبَّه الكثير من الباحثين - وخاصَّة في الغرب - إلى أنَّ مقدِّمة ابن خلدون التي كتبت في القرن الثامن الهجري، والتي سبقت مؤلف فولتير آنف الذكر بأربعة قرون تقريبًا، قد تضمَّنت (فلسفة للتاريخ)، وهذا برَّر إعلانهم عن أنَّ ابن خلدون يعدُّ المؤسس الحقيقي لفلسفة التاريخ، أو بعبارة أخرى هو رائد ومؤسس هذا النوع من الدراسة.
وبذلك سبق ابنُ خلدون علماء الغرب في هذا المضمار سبقًا جديرًا بالتَّقدير والإعجاب، واعتبر رائد علم الاجتماع، والبحث التاريخي العلمي، وقد علق (إيف لاكوست)، صاحب كتاب (ابن خلدون واضع علم ومقرِّر استقلال)، ص 32، ترجمة زهير فتح الله، بيروت 1958، على هذه النَّاحية بقوله: "يستهلُّ ابن خلدون مقدمته بمقطع رائع، يشعر قرَّاءه أنَّه أمام نفحة ستقود ديكارت بعد ذلك بثلاثة قرون، وليس مثال ذلك السبق بنادر بين تراث الأدب العربي (الإسلامي)، الذي خلفه لنا العصر الوسيط".
وتقوم عناصر المنهج التَّاريخي عند ابن خلدون على الملاحظات الموجزة التالية:
 التاريخ علم.
 محتويات التاريخ والفكرة عنها.
 العناصر التي تجتمع لصنع التاريخ البشري.
 قوانين التاريخ.
 التاريخ علم فلسفي عند ابن خلدون.
 التَّاريخ عند ابن خلدون ظاهر: (أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى)، وباطن: (وهو نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها).
 ابن خلدون يدحض الأساطير.
 ابن خلدون يضع القواعد اللازمة لمقارنة الحقيقة.
النقد التَّاريخي عند ابن خلدون يبدو في:
 تبدُّل الأحوال بتبدُّل الأيَّام.
• وحدة النفسيَّة الاجتماعيَّة.
 ظروف الأقاليم الجغرافية.
 التَّاريخ الحضاري البشري.
أمَّا منهج البحث التاريخي عند ابن خلدون فيعتمد على:
 ملاحظة ظواهر الاجتماع لدى الشعوب التي أتيح له الاحتِكاك بها والحياة بين أهلها.
 تعقُّب هذه الظواهر في تاريخ الشعوب نفسها في العصور السابقة لعصره.
 تعقُّب أشباهها في تاريخ شعوب أخرى لم يُتَح الاحتكاك بها والحياة بين أهلها.
 الموازنة بين هذه الظواهر جميعًا.
 التَّأمُّل في مختلف الظَّواهر، للوقوف على طبائعِها، وعناصرها الذَّاتيَّة، وصفاتِها العرضيَّة، واستخلاص قانون تخضع له هذه الظَّواهر في الفكر السياسي، وفلسفة التَّاريخ، وعلم الاجتماع.
ويرى ابن خلدون في مقدِّمته:
1- إنَّ دراسة التَّاريخ ضروريَّة لمعرفة أحوال الأمم، وتطور هذه الأحوال بفعل العوامل السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة.
2- يركز ابن خلدون على موضوع الاستِبْداد والبطْش الذي يقوم به السلطان ضدَّ شعبه، وأثر ذلك في الشعب.
3- يشرح ابن خلدون: كيف أنَّ بعض السلاطين ينافسون رعيتهم في الكسب والتجارة، ويسخِّرون القوانين لخدمة مصالِحهم الخاصَّة، وتسلطهم على أموال النَّاس، وإطلاق يد الجند في الأموال العامَّة؛ مما يرسِّخ الشعور بالظلم، والإحساس بالحقد لدى الشعب.
4- يوضح ابن خلدون: أنَّ هذه العوامل الداخليَّة هي التي تؤدِّي إلى الخلل في أحْوال الدَّولة أكثر من العوامل الخارجيَّة؛ لأنَّ المجتمع الذي يُعاني من خلل داخلي لا يستطيع مُجابَهة عدوٍّ خارجي.
5- تمكَّن ابن خلدون من الرَّبط الدقيق بين العوامل الاقتصاديَّة، سابِقًا بذلك مفكِّرين أوروبيين بعدَّة قرون.
6- استوعب ابن خلدون الإرْهاصات السَّابقة في الفكر السياسي لدى الفارابي، والماوردي، والغزالي، وإخوان الصفا، والطرطوشي، ومسكويه، وسواهم، وصاغ من كلِّ ذلك نظريَّته الناضجة في الفكر السياسي، وفلسفة التاريخ، وعلم الاجتماع.
7- يتَّضح من قراءة مقدِّمة ابن خلدون فهمُه لفلسفة التاريخ، من خلال ثلاث نقاط أساسيَّة:
الأولى: أنَّ التاريخ علم، وليس مجرَّد سرْد أخبار بلا تدقيق ولا تمحيص.
الثَّانية: أنَّ هذا العلم ليس منفصِلاً عن العلوم الأُخْرى؛ كالسياسة والاقتِصاد، والعمران وعلوم الدين، والأدب والفنِّ.
الثَّالثة: أنَّ هذا العلم يخضع لقوانينَ تنتظِم بِموجبها أحوالُ الدُّول من قوَّة وضعف، ورفعة وانحلال.
وقد طبَّق ابن خلدون هذه النظرية على كتابه "العبر"، في سرده للأحداث، والتَّعليق عليْها، وتَحليل نتائجها.
8- يرى ابن خلدون: أنَّ الظلم مُؤذنٌ بِخراب العمران، ويعدِّد أشْكال هذا الظُّلم، من اعتِداء على النَّاس، وتضْييق على حريَّاتهم، وسلْب أموالِهم، وإضْعاف فرص معاشِهم وتَحصيل رزقِهم، والعمران يَفْسد بِفساد العوامل التي تصنعه، والفساد يؤدِّي إلى الخراب.
9- إنَّ الفساد يؤدِّي إلى هرم الدَّولة وشيخوختها، والهرَم من الأمراض المزمنة التي قد تكون طبيعيَّة مع عمر الدول والأفراد، وقد تكون طارئةً بفعْل تفاقُم الظلم والفساد والعدوان.
10- كان ابن خلدون على قدْر كبير من الموضوعيَّة والحياد العلمي في قراءته لأحداث التاريخ وتفسيرها، رغم صعوبة الحياد في عصره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)1(Aron Raymand : introduction à la philosophie de l'histoire , p:196-197
(2) محمد داود : تاريخ تطوان، ج 1،ص:33
المراجع المعتمدة في هذا المحور:
 الدكتور إبراهيم بوطالب: الكتابة التاريخية بين الموضوعية والالتزام، مجلة أمل، العدد21،1999.
 الدكتور عبدالعليم عبدالرحمن خضر: المسلمون وكتابة التاريخ، دراسة في التأصيل الإسلامي لعلم التاريخ، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1401هـ،1981م.
 الدكتور قاسم عبده قاسم: تطور مناهج البحث في الدراسات التاريخية، مجلة عالم الفكر، المجلد العشرون، العدد الأول، أبريل، مايو، يونية 1989.
 سامي الصقار: تراث العرب في كتابة التاريخ، مجلة البحرين الثقافية، العدد 22، أكتوبر 1999م
 عبدالعزيز العلوي الأمراني: نحو تطوير المعرفة التاريخية في الوطن العربي، مجلة فكر ونقد، العدد 84، السنة التاسعة، عدد84، ديسمبر 2006.
 إشكاليَّة المصطلح في التاريخ، مجلة أمل، العدد15، السنة الخامسة،1998.
 (إيف لاكوست)، صاحب كتاب: (ابن خلدون واضع علم ومقرر استقلال)، ص 32، ترجمة زهير فتح الله، بيروت 1958.
 سالم أحمد محل، المنظور الحضاري في التدوين منذ العرب، سلسلة كتاب الأمة.
 عبدالله العروي: العرب الفكر التاريخي.
 عبد الله العروي: ثقافتنا في ضوء التاريخ.
 محمد قجة: تطور المنهج العلمي في الكتابات التاريخية عند العرب.
المصدر : موقع الألوكة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق