اخر الأخبار

1‏/1‏/2012

بحث عن العمارة في العصر العباسي - تقرير شامل عن العصر العباسي

بسم الله الرحمن الرحيم
سأقدم الان بحث عن العمارة في العصر العباسي واليكم التفاصيل

انتقل الحكم من الأمويين إلى العباسيين (عام 132هـ) فنقل الخليفة العباسي الأول"أبو العباس السفاح"

( 132- 136هـ ) مركز الحكم من " دمشق" إلى "الكوفة " ، لوجود المؤيدين و الأنصار له، ولقربها من " خرسان" مركز التمرد على الأمويين 0

اتخذ " السفاح " معسكر " أبي سلمة الخلال" مقراً له ، ثم بنى مدينة " الهاشمية " قرب " الكوفة" ، ولكنه تركها بعد فترة إلى الأنبار ليبني مدينة هناك حملت الاسم نفسه" الهاشمية" على الفرات (غربي بغداد حالياً )0

أولاً – العمارة المدنية :

1- مدينة بغداد :

عندما استلم " أبو جعفر المنصور" الحكم ( 136 – 158 هـ ) بدأ يفتش عن مكان يبني عليه عاصمة جديدة ، فتنقل بين المدن يدرسها و يتفحصها ، و يناقش أهلها ، وأخيراً وقع اختاره على موقع " بغداد" للأسباب التالية:

1- يمتاز موقع" بغداد" بحصانة عسكرية طبيعية ، إذ يحميها من الشرق " نهر دجلة " ، ومن الغرب " نهر الفرات" ، فهي تقع في المنطقة التي يقترب فيها النهران 0

2- يعتبر موقعها مركزاً وسطاً بين الأقطار الإسلامية الشرقية والغربية، كما تحتل مكاناً وسطاً بين " البصرة" و " الموصل " ، أي بين الشمال و الجنوب ، و هذا يجعلها تكتسب أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية ، إذ تقع على الطرق التجارية 0

3- موقعها جيد من الناحية الطبيعية و المناخ ، ومن ثم من الناحية الصحية ،إذ تقع بين النهريين ( دجلة و الفرات) ، وفي منطقة سهلة منبسطة ترتفع قليلاً كلما اقتربت من وادي الفرات غرباً 0

سمى الخليفة " أبو جعفر المنصور" عاصمته بــــــــــ" مدينة السلام " و لكن هذا الاسم ظل في الوثائق الرسمية ، وغلب عليها اسم "بغداد" لوجود قرية صغيرة بهذا الاسم"بغداد" في الموقع الذي اختاره ليقيم عاصمته عليه0

قبل أن يبدأ " المنصور" ببناء المدينة ، أمر بإحضار المهندسين ، و أرباب المهن و الصناعات من الأقطار الإسلامية المختلفة ، فاجتمع إليه مئة ألف منهم (100000) 0

رسم المهندسون المخطط ، و اختاروا الشكل الدائري للمدينة ، ربما توفراً في نفقات الأسوار الدفاعية 0

ثم أمر "المنصور" بتنفيذ المخطط ، فرسم بالمقياس الطبيعي على الموقع ، و استخدموا الرمل في ذلك ، تماماً كما نفعل نحن حالياً ، ثم ركب " المنصور" فرسه ، و مشى في شوارع المدينة ، كما نصبت المشاعل في شوارع المدينة بالليل ، ليرى " المنصور" منظر المدينة ليلاً ، و بعدما تأكد من حسن التنظيم ، أعطى موافقته لبدء البناء ( عام 145هـ ) 0

قسم " المنصور" المدينة إلى (4 أرباع ) ، و عين للأشراف على بناء كل ربع مهندساً و مساعدين ، و اختار " الحجاج بن أرطأة " و " أبا حنيفة النعمان" مشرفين عامين على الجميع ، و قد بني في العام الأول قصر الخليفة ، و دواوين الدولة ، و قصور الأمراء ، و المسجد ، و دور السكن ، ثم أنجزت الأسوار في الأعوام الأخرى ، و تم البناء ( عام 149هـ ) 0

الوصف الهندسي لمدينة بغداد ( مخطط مدينة بغداد ) :

المدينة مدورة تماما ً, طول محيطها الخارجي 10كم , ومساحتها تقارب 8 كم2, يحيط بها خندق يملأ بالماء لأسباب دفاعية , ويفصل هذا الخندق عن الفصيل الخارجي سور من اللبن , ويبلغ عرض الفصيل الخارجي 50 م , وهو خالٍ من البناء لأسباب دفاعية .

يلي الفصيل الخارجي سور ثانٍ يسمى بالسور الأعظم ، إذ يبلغ سمكه عند الأساس 45 م و يتناقص بالاتجاه للأعلى ليصل في القمة إلى 12م , ويبلغ ارتفاع السور 30 م .

دعم السور الأعظم 113 برجاً ، يتوزعون بين المداخل الأربعة , 28 برجاً في كل ربع , و29 برجاً بين بابي "البصرة" و"الكوفة" .

يلي السور الأعظم الفصيل الثاني وعرضه 150 م , وقد قسم إلى قطاعات شبه مستطيلة خصصت لسكنى الناس ، وتفصل بينها شوارع فرعية , تصل بين الشارعين الدائريين حول السور الأعظم والسور الداخلي .

أما السور الثالث (الداخلي) فيفصل خطط الناس (الفصيل الثاني) عن الرحبة العظمى أو مركز المدينة .

في الرحبة العظمى بني قصر الخليفة وسمي " قصر القبة الخضراء" أو " قصر باب الذهب" , وهذا القصر عبارة عن بناء مربع طول ضلعه 200 م , وكن ارتفاع القبة الخضراء 35 م .

يعلوها تمثال فارس يحمل رمحاً ويدور مع الريح وفي (عام 329 هـ ) سقطت قمة القبة , ثم سقطت القبة كلها (عام 635 هـ) بسبب الفيضان , بني القصر بالآجر المشوي الجص .

جعل المسجد ملتصق بالقصر من الجهة الشمالية الغربية ، وجعلت أعمدته من الخشب , ثم هدمه "هارون الرشيد" ( 170-193هـ ) (عام 192 هـ) و أعاد بناءه بالآجر والجص .

وبعدما نقل الخليفة "المعتمد على الله" مركز الحكم من " سامراء" إلى " بغداد" ( عام 279هـ) ازداد عدد المصلين ولم يعد جامع " بغداد" يتسع لهم ، فوسع الخليفة " المعتضد بالله" الجامع (عام280هـ ) بإضافة جزء من قصر الخليفة مساوٍ تقريبا للمسجد القديم ، وجدد المحراب والمنبر والمقصورة .

ثم خرب المسجد و اندثر تماما عقب استيلاء الفرس على " بغداد" (عام1033هـ ).

أنشأت غربي القصر والمسجد دار الحرس وسقيفة الشرطة ، وأحاطت قصور أولاد المنصور بالقصر والمسجد وأحاطت دواوين الحكومة بالجميع .

جعل لمدينة بغداد أربعة أبواب : هي " باب الشام" في الشمال الغربي ، و" باب الكوفة" في الجنوب الغربي ، و" باب البصرة" في الجنوب الشرقي ، و" باب خرسان" في الشمال الشرقي .

وجعل " الباب الخارجي" يؤدي إلى ممر منكسر لأسباب دفاعية ، وفوق كل باب قبة عالية ، يوصل الممر المنكسر إلى شارع رئيسي تتخلله ثلاث أبواب في كل سور باب 0

ومما سبق نجد مدينة المنصور بغداد تتميز بما يلي :

1- شكلها المستدير وجعلها بهيئة حلقات متتابعة تصغر كلما اقتربت من المركز ، ويشكل قصر الخليفة النقطة المركزية والمحورية فيه 0

2- تحصينها القوي و المؤلف من خندق و ثلاث أسوار 0

3- جعل المداخل الأربعة ذات انحناءات و إنكسارات ، ولكل منها عدة أبوب قبل أن تؤدي إلى مركز المدينة .

4- جعل خطط الناس بين السور الأعظم والسور المحيط بالقسم المركزي الذي دعي بالرحبة العظمى 0

5- جعل الخطط ذات طابع هندسي تخترقها شوارع مستقيمة تؤدي إلى شوارع رئيسية تفصل بين الخطط و الأسوار 0


2- مدينة سامراء :

استلم "المعتصم بالله" الخلافة ( 218- 227 هــ) ، وأكثر من استخدام الجند الأتراك والاعتماد عليهم فضاق بهم أهل " بغداد" بسبب سوء سلوكهم فخرج (عام 220 هـ) أتباع "المعتصم" وجنده من مدينة

" بغداد" إلى قصر شيده "هارون الرشيد" على نهر الجند ، وفي ( عام 221 هـ ) شيد " المعتصم" مدينة " سامراء" التي يتميز موقعها بما يلي :

1- تشغل مساحة شبه مستطيلة تمتد على الضفة الشرقية لنهر دجلة .

2- ترتفع أرض الموقع عن مستوى سطح النهر ، مما جعل هواها و أرضها واسعة تحيط بها أراضي زراعية شاسعة .

3- تحيط بها الأنهار من كل جانب: يشكل نهر دجلة سورها الغربي ، ونهر الرصاصي سورها الشمالي والشرقية ، ونهر القائم سورها الجنوبي .

بنى " المعتصم" في " سامراء" " المسجد الجامع" وجعل الأسواق حوله وجعل لكل تجارة سوقا ، واختار أفضل المواقع للقصور ، فشيد قصر"الجوسق الخاقاني" ( لأبي الفتح بن خاقان ) ، والقصر العمري ، والقصر الوزيري 000000إلخ .

وفصل بين الجند الأتراك والمدنيين ، ازدهرت مدينة" سامراء" ونمت بسرعة كبيرة خاصة في خلافة "المتوكل على الله" ( 232-247 هــ ) فضاق "جامع سامراء" بالمصلين فهدمه " المتوكل" و أعاد بنائه لذلك يدعوه بعضهم بـ" جامع المتوكل" أو "جامع سامراء الكبير" .

ولقد امتدت " سامراء" إلى الضفة الغربية لنهر دجلة ، وكشف عن عدة قصور منها" قصر المعشوق".

في (عام 247 هـ) بنى "المتوكل على الله" مدينة جديدة عرفت" بالجعفرية" كما عرفت" بالمتوكلية"، إلا أنها هجرت بعد تسعة أشهر وثلاثة أيام من نزوله بها إذ قتل"المتوكل" فعاد العباسيون إلى" بغداد".

ثانياً- العمارة الدينية :

1- جامع سامراء :

يتبوأ " جامع سامراء" مكانة متميزة بين مساجد العلم الإسلامي ذلك للأسباب التالية :

1- هو أكبر المساجد مساحة ، إذ تبلغ مساحته 166944م2 .

2- تمتد المساحة الأرض التي أقيم عليها متطاولة من الشمال إلى الجنوب على عكس ما رأيناه من امتداد أرض الجوامع متطاولة من الشرق إلى الغرب ، و إن كانت قبليته قد حافظت على هذه الميزة .

3- مئذنته " الملوية " المتميزة بشكلها الحلزوني وارتفاعها الشاهق، وهي أول مئذنة بهذا الشكل وتعد من أقدم مآذن العراق التي ما زالت قائمة حتى الآن .

4- جعلت مئذنته الملوية بعيدة عن سياجه الخارجي ومنفصلة عنه .

هدم "المتوكل" "جامع المعتصم"( عام 234 هــ ) ، وأعاد بنائه فانتهى منه (عام 237 هـ) ، وأحاطه بفضاء ، وبنى سورا حوله من الشرق والغرب والشمال .

وبعد عودة "المعتمد على الله"( عام 279 هـ) إلى " بغداد" وجعلها عاصمة للخلافة مرة ثانية ، أهمل الجامع وتهدم سوره ، وانهارت سقوف القبلية والأروقة والدعائم .

الوصف الهندسي:

يتألف الجامع من قبلية وصحن تحيط به ( 3 أروقة ) تتألف القبلية من (9 مجازات ) في كل منها (25 فتحة ) عمودية على جدار القبلية .

سقفت القبلية بسقف خشبي يستند إلى جسور خشبية تستند إلى الدعامات مباشرة ، بدون أقواس ، وقد جعل مقطع الدعامات مثمناً وبنيت بالآجر وترتفع على أطرافها (4 أعمدة رخامية ) ، ترتكز الدعامات مع الأعمدة على قواعد مربعة( ضلعها 2 م) .

يتألف كل من الرواقين الشرقي والغربي من (4 مجازات) في كل منها (23 فتحة) ، أما الرواق الشمالي فيتألف من( 3 مجازات) في كل منها( 17 فتحة) ، دعمت الجدران الخارجية للجامع بدعامات دائرية وقد بنيت جدران الجامع من الآجر .

فتحت بجدار القبلية في " جامع سامراء" ( 24 نافذة ) القوس الخارجي لكل منها مستقيماً ، أما من الداخل فجعل القوس ثلاثي الفصوص يرتكز على عامودين مدمجين بالجدار .

تقع المئذنة خارج المسجد وتبعد عن جداره الشمالي الخارجي (27.20م ) وهي متمحورة مع المحراب تتكون من قاعدة سفلى مربعة طول( ضلعها 31.18م ) ، فوقها قاعدة ثانية طول( ضلعها 30.50 م) ، يبلغ ارتفاع القاعدتين عن الأرض ( 4.20 م ) ، وتزدان أوجه القاعدة بحنايا ، أقواسها مدببة ، وعددها (9 حنايا ) في كل من الجهات الشمالية والشرقية والغربية و( 7 حنايا ) في الجهة الجنوبية .

بدن المئذنة الذي يبلغ ارتفاعه فوق ( القاعدة 50 م ) ، فهو فريد في ارتفاعه ، وقد قسم البدن إلى (6 اسطوانات ) متدرجة متناسقة ، مصمتة من الداخل .

يدور حول المئذنة من الخارج سلم بعكس اتجاه عقارب الساعة حتى يصل إلى القمة التي يبلغ ( قطرها 3 م ) .

ويزين النصف العلوي منها ( 8 حنايا ) متجاورة ، أقواسها مدببة ، ترتكز على أعمدة مندمجة في الجدران وتشكل إحدى الحنايا مدخلا لدرج يدور ضمن القسم العلوي من المئذنة .

2- جامع أبي دلف :

شيده " المتوكل على الله" ( عام 247 هـ ) في القسم الشمالي الشرقي من مدينته "الجعفرية" أو "المتوكلية" وبعدما قتل "المتوكل"( عام 247 هـ) ، هجر ابنه "محمد المنتصر" "المتوكلية" ، وعاد إلى " سامراء" في العام نفسه ، بعد أن أمر بهدم كل مباني "المتوكلية" ، ونقل أنقاضها إلى " سامراء" وترك " جامع أبي دلف" ، وهجر فتهدم نتيجة العوامل الطبيعية .

يشبه مخطط " جامع أبي دلف" مخطط " جامع سامراء الكبير" ، ولكنه أصغر منه مساحة .

يستند السقف في " جامع أبي دلف" إلى أقواس مدببة ، تستند إلى دعامات آجرية مستطيلة بنيت في زواياها أنصاف أعمدة ، وتمتد صفوف الأقواس عمودية على جدار القبلية .

مئذنة "جامع أبي دلف" حلزونية أيضاً ، ومنفصلة عن الجدار الشمالي للجامع وتبعد عنه ( 9.60م ) .

يتألف بدن المئذنة من أربع اسطوانات يدور حولها السلم ، وتستند إلى قاعدة مربعة طول ( ضلعها 11.20م ) ، وارتفاعها عن الأرض ( 2.5 م ) وتزينها حنايا ، أقواسها مفصصة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق