اخر الأخبار

29‏/4‏/2012

بحث شامل عن الرحلات المعرفية

بسم الله الرحمن الرحيم
سأقدم الان بحث عن الرحلات المعرفية واليكم التفاصيل

مقدمة: من أهم النشاطات التي تتعلق بشبكة الإنترنت و تهم مستخدمي الشبكة هو عملية البحث عن المعلومات لأهداف علمية، أو بحثية، أو تعليمية، أو تعليمية، أو غيرها. هذه المعلومات قد تكون على هيئة نصوص، أو بيانات، أو برامج أو صور وغيرها. وللقيام بهذه المهمة توافرت على شبكة الإنترنت محركات بحث عملاقة تشمل مجالات الحياة المختلفة؛ كالطب والفلك والاقتصاد والفلسفة والأدب والتربية والتعليم وجميع مجالات الترفيه .
و مشكلة معظم هذه محركات البحث أنها لا تُراعي طبيعة الشخص القائم بعملية البحث، وإمكاناته وقدراته العقلية، ومدى إدراكه للإطلاع على جميع مواقع البحث بدون تحفظ . و قد قامت بعض محركات بحث مثل الياهو ((Yahoo بتوفير محركاتها الخاصة بالأطفال والمراهقين، إلا أن ذلك لا يمنع حدوث التباس لدى الباحث أو برنامج البحث نفسه .
إضافة إلى ما سبق، فإن عملية البحث كثيراً ما تتشعب بالباحث في موضوعات بعيدة كل البعد عن النقطة محور البحث، ويؤدي كل ذلك به إلى التشتت في الحصول على المعلومة المطلوبة، فضلاً عن كثرة عدد صفحات الويب و التى في تزايد مضطرد . إن هذا النشاط غالباً ما يأخذ وقتا أكثر من اللازم مما يعني هدراً للموارد، واستخداماً عشوائياً للكمبيوتر، واستغلالاً غير عقلاني أو مقنن لزمن الإبحار على الشبكة.
و انطلاقا من هذه الملاحظات جاءت الحاجة إلى تطوير نماذج تعليمية محددة تتوخى الدقة والاستخدام الأمثل للإنترنت في عملية إيجاد المعلومة والاستخدام العقلاني للكمبيوترات ومدة الإبحار على الشبكة. وتعتبر الرحلات المعرفية على الويب أو الويب كويست ( Web quest ) أهم نموذج يجمع بين التخطيط التربوي المحكم والاستخدام المقنن للكمبيوتر.
مفهوم الرحلات المعرفية عبر الويب "Web quest":
كلمة (Web) يُقصد بها الشبكة الدولية للمعلومات "الإنترنت"، وكلمة Quest معناها الحرفي الأجنبي هو "searching for information"فيأتي المعنى كالتالي: Searching the Internet for information
و لذلك فالمصطلح (web quest) يعتمد بالدرجة الأولى على موضوع البحث في الإنترنت، وكيفية توظيفه بشكل فعال وجاد يُفيد المتعلمين من حيث الحصول على المعلومات والمعارف باستخدام الشبكة الدولية للمعلومات من غير أن يؤثر ذلك على جهدهم أو وقتهم إلا بما هو مفيد ومنتج.
إن استخدام الترجمة العربية " الرحلات المعرفية على الويب " كمصطلح عربي لـ " Web quest "،هو اجتهاد شخصي من مجموعة المترجمين العرب، وهى ترجمة غير عملية، حيث يصعُب تذكرها أو تداولها بسهولة، غير أنها تُشير إلى المعنى بشكل مجازي و واضح. فالويب كويست فعلاً هى رحلة معرفية تأخذ المتجول عبر الشبكة من جزء لآخر حتى يظهر فى النهاية حصاد هذه الرحلة، وهو الفائدة المنشودة، وقد قامت فكرة الويب كويست من أجل هذه النتائج .
و قد يكون مصطلح " الإبحار الشبكي " أو " البحث الشبكي " أو "الاستعلام الشبكي" مصطلحات عربية مناسبة هنا، لكنها تبقى غير دقيقة كذلك لأنها ستقترب في المفهوم من تعريف محركات البحث والتى تكون بعيدة عن مفهوم مصطلح "Web quest"؛ ونظراً لعدم وجود ترجمة دقيقة معبّرة بشكل وافي، سُنبقي على التسمية الأجنبية كما هي "الويب كويست".
وقد أتت فكرة الويب كويست بواسطة بيرن دودج (Bernie Dodge) الباحث بجامعة سان دياجو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهذه الفكرة تتبلور في بناء فعالية موجهة تبحث في موضوع أو قضية معينة، ويعتمد الحل فيها على مصادر المعلومات، وهي مواقع في شبكة الويب منتقاة سابقاً، كما يمكن استخدام مصادر تقليدية أيضا مثل: الكتب والموسوعات والمجلات والأقراص المدمجة أو الاستعانة بأشخاص لهم علاقة بموضوع البحث.
وتُعَرَّف الويب كويست أو الرحلات المعرفية على الويب بأنها أنشطة تعليمية تعتمد في المقام الأول على عمليات البحث في الإنترنت؛ بهدف الوصول الصحيح و المباشر للمعلومة محل البحث بأقل جهد ممكن. وتهدف الويب كويست إلى تنمية القدرات الذهنية المختلفة (الفهم، التحليل، التركيب،.. الخ) لدى المتعلمين، وبمنظور آخر، تعد الويب كويست وسيلة تعليمية جديدة تهدف إلى تقديم نظام تعلمي جديد للطلاب يمكن استخدامه في جميع المراحل الدراسية وفي كافة المقررات والتخصصات،وذلك عن طريق توظيف شبكة الويب في العملية التعليمية.
أنواع الويب كويست:
1- الويب كويست قصيرة المدى:يبلغ مداها الزمني من حصة واحدة إلى أربع حصص، وغالباً ما يكون الهدف التربوي منها هو الوصول إلى مصادر المعلومات، وفهمها واسترجاعها، وعادةً تكون هذه الويب كويست مقتصرة على مادة واحدة. وغالبا ما يستعمل هذا النوع من الويب كويست مع المبتدئين غير المتمرسين على تكنولوجيا استخدام محركات البحث، وقد يستعمل أيضا كمرحلة أولية للتحضير للويب كويست طويلة المدى.
2- الويب كويست طويلة المدى:على العكس من الويب كويست قصيرة المدى، فإن عمر الويب كويست طويلة المدى يتراوح بين أسبوع وشهر كامل، وهي تتمحور حول أسئلة تتطلب عمليات ذهنية متقدمة كالتحليل، والتركيب، والتقويم ...إلخ.
و يقدم حصاد الويب كويست طويلة المدى في شكل عروض شفوية أو في شكل بحث ،أو ورقة عمل ،للعرض على الشبكة. وقد تتطلب هذه العروض، إضافة إلي الإجابة عن الأسئلة المحورية للمهمة، التحكم في أدوات كمبيوترية متقدمة كبرامج العروض التقديمية مثل برنامج باوربوينت، أو برامج معالجة الصور،أو لغة الترميزHTML، أو برامج تطوير تطبيقات الوسائط المتعددة.
إن هذه الأنشطة، تعطي للويب كويست أهميتها المتمثلة في الجزء النظري والمعرفي: هو الإجابة عن الأسئلة المحورية التي يدور حولها البحث، وكذلك في الجزء التكنولوجي الذي يتطلب من المتعلمين تنمية مهاراتهم في استخدام برامج العرض وبرامج معالجة الصور والصوت، وبرامج النشر على الإنترنت مثل الفرونت بيج (FrontPage)، وغيرها من برامج معالجة صفحات الويب، وهذا إثراء غني وفعال للمتعلمين من جهة، ولمصادر التعلم من جهة أخرى .
العناصر المكونة للويب كويست:
تتكون الويب كويست من خمسة عناصر هى: التمهيد ( Introduction)، والمهمة (Tasks)، والمصادر(Recourses)، وتقويم الويب كويست (Evaluation)، والخاتمة (Conclusion). ولتسهيل فهم هذه العناصر المكونة للويب كويست، سنقدم مثالاً صممه وطوره أستاذ أمريكي يدّرس بأحد المدارس بولاية سان دياجو الأمريكية، وموضوع الويب كويست هو "الخطر المحدق بالمحيطات"، وهو موجّه للتلاميذ في المراحل الدراسية الابتدائية العليا من الصف الرابع حتى الصف السادس.
ونتناول فيما يلى عرضًا لعناصر الويب كويست .
1- التمهيد: مهما اختلفت أنواع الويب كويست باختلاف مادة البحث أو باختلاف مراحل المستهدفين منها فإنها جميعها يجب أن تبدأ بتمهيد عام يهدف إلى تقديم السياق العام والصورة المجملة للمهمة التى سيقوم بها المتعلم، ابتداءً من تحديد فكرة البحث وطريقة التقديم ،وأسلوب البحث، والتقييم المطلوب، وتوزيع الدرجات، وطريقة تقديم البحث ( أوراق، قرص مدمج،وغيره).
ففي مثالنا عن الخطر المحدق بالمحيطات، أفرد المدّرس أيقونة خاصة بالمقدمة أو التمهيد سماها (Introduction)، ليتخذها مدخلاً للأسئلة التي يريد من التلاميذ البحث عنها،أو للفكرة المحورية التي تدور حولها الويب كويست (الخطر المحدق بالمحيطات)،إنّما نلاحظ هنا أن المدرس - المصمم - قد قدّم للويب كويست بطريقة مناسبة جداً للأطفال في هذه المرحلة العمرية، فهو قد نزل إلى مستوى تفكيرهم،ووظّف الرسومات بشكل جيّد لتساهم بصورة فعّالة في وضع التلاميذ في الإطار العام الأساسي للفكرة، فكان تمهيده يعتمد على الرسومات أكثر من استخدامه للكلمات، وهذا مطلوب عند التعامل مع هذه الفئة العمرية، فالرسومات تُغني عن كثير من الكلمات في توصيل الفكرة المطلوبة، وحتى استخدام الكلمات لم يأتي جامداً في شكل صياغة للفكرة مثل ( هناك كثير من الخطر يهدد المحيطات، عدد هذه المخاطر واذكر أسبابها )، بل صاغها بشكل القيام برحلة إلى الشاطئ وهناك تفاجأ هو والتلاميذ أن الشاطئ مغلق وأن دخوله سيكون على مسئولية الداخلين، عندها يطرح التساؤل " هل تستطيع أن تحدد لماذا تعاني المحيطات من مشكلة؟".
ونلاحظ كذلك أن المدّرس هنا لم يزحم المقدمة بتفاصيل الويب كويست، وهو ما يجب أن يكون في مقدمة أي ويب كويست، وهذه خطوة ذكية من المدرس، حيث أرجأ التفاصيل الأخرى التي تهم من سيستفيد من الويب كويست من غير التلاميذ إلى آخر الويب كويست حيث خصص أيقونة خاصة لذلك أسماها (For Teachers).
وبالإضافة إلى تقديم السياق العام للويب كويست، يقوم المصمم، أي الأستاذ، بتحديد الشكل الذي سيأخذه حصاد الرحلة ( النتائج المرجوة من الويب كويست ). فمثلاً، يمكن للأستاذ الذي صمم الويب كويست أن يطلب من التلاميذ نشر حصاد رحلاتهم على الشبكة.
إن دفع التلاميذ لنشر أبحاثهم على الويب لها مزايا كثيرة؛ فهو يزيد من درجة التحدي التكنولوجي للنشاط، فعلى المتعلم أن يكون ملماً بأدوات النشر على الويب، إن لم يكن ملماً بلغة الترميز HTML . ولأن المتعلم على علم مسبق بأن الناتج النهائي لرحلته المعرفية قد ينشر على الويب؛ لكي يستفيد منه الآخرون، أو حتى يقوموا بعملية تقويمه، فهذا يساعد على إخراج النشاط من دائرة التقويم المقتصر على المدرس نفسه، ويوسع قاعدة القراء، وهو ما يزيد من تشجيع المتعلم على إتقان عمله، بحثاً وتصميماً وكتابةً.
2- المهمة: يقوم المصمم بعد التمهيد للويب كويست، بتحديد الأسئلة الجوهرية للمهمة، والتي تدور حولها فكرة الويب كويست. ويعتبر هذا المكون محوراً أساسياً منه سينطلق التلاميذ في رحلتهم عبر المهمة المطلوبة منهم ، كما يحتوي هذا الجزء من النشاط على تحديد للخطوات التي يجب اتباعها للإجابة عن هذه الأسئلة.
إن الكثير من مصممي الويب كويست يفضلون عزل الأجوبة الجوهرية للمهمة عن الخطوات التي يجب اتباعها، وذلك بوضع الأجوبة تحت عنصر المهمة، والخطوات تحت عنصر (Process) أو ( خطوات البحث أو المعالجة )، كما قام بذلك بيري مصمم الويب كويست الذي نعرضه كمثالاً هنا. في حين أن الكثير من المصممين يجمعون بين الاثنين مما لا ضير فيه أيضاً .
و قد يكون ذلك مرجعه للفئة العمرية التي تخاطبها الويب كويست أو لمدى تعقيد أو سهولة فكرة البحث، غير أنه لا يوجد قاعدة ثابتة لذلك، فأنت كمصمم قد تستطيع دمج هاتين الخطوتين في خطوة واحدة ،و كذلك يمكنك فصلهما زيادة للتحديد و التوضيح .
وهناك نماذج عديدة لترتيب و تقييم و تصنيف العمليات الذهنية المطلوب من التلاميذ اتباعها، وفى نفس الوقت المطلوب من الويب كويست تنميتها لدى التلاميذ، واستثمارها في الوصول لهدف البحث. من هذه النماذج بلوم وتصنيفاته للعمليات الذهنية وكذلك نموذج مارانز لتصنيف العمليات الذهنية والتي يمكن أن تتمحور حولها المهام المرتبطة بالويب كويست.
ويمكن للمدرس أن يستعمل هذين النموذجين لتقويم مدى صعوبة أو سهولة الأسئلة المحورية للرحلات المعرفية على الويب وتطابقها مع مستوى تلاميذك. ورجوعاً للمثال ( الخطر المحدق بالمحيطات )، نرى أن مصمم الويب كويست قد قسم هذا العنصر إلى قسمين المهمة (Task)، وقسم المعالجة (Process). ففي القسم الأول: أورد المدرس مهمتين أساسيتين مطلوبتين من التلاميذ، الأولى: إعداد خريطة للموضوع توضح العلاقة بين الإنسان والحيوان والمحيطات. والمهمة الثانية: أن يختار التلميذ فكرة توصل إليها من البحث أو حقيقة عرفها، ويقوم بعمل ملصق إعلاني لها ينشره بين معارفه و في مجتمعه. وهنا يتضح لنا أهمية انتقاء المهمات المطلوبة من التلاميذ، والفائدة المرجوة من هذه المهمات، سواء على الصعيد العلمي أو الاجتماعي أو حتى النفسي للتلاميذ والمجتمع المدرسي، وكذلك على صعيد المحيط العائلي والاجتماعي للتلاميذ.
وفي القسم الثاني: أوضح المدرس للتلاميذ الخطوات المطلوب منهم إتباعها للوصول للهدف المطلوب منهم، أو تحقيق المهمة المناط بهم القيام بها. وقد أوردها في سبع خطوات ، كل خطوة واضحة التفاصيل. فالخطوة الأولى: اختيار شريك (partner choose a ) وقد فصّل المدرس هذه المرحلة في ثلاث نقاط هى كما يلى:
·وضح للتلميذ أنه يجب عليه اختيار شريك (عمل جماعي) و كذلك أوضح له أن سيتقاسم جهاز الكمبيوتر مع شريكه ( الأدوات المتاحة والمطلوبة)، كما بيّن المدرس للتلميذ أنه سيكون وزميله مسئولان عـن تعليم بعضهما(أهداف معرفية ووجدانية ومشاركة).
·أوضح المدرس في هذه الخطوة طريقة تقييم المرحلة الأولى وكم من العلامات - الدرجات - سيحصل عليها وذلك بالطلب من التلميذ الذهاب إلى منطقة التقييم ( تحديد و وضوح ).
·طلب المدرس من التلميذ عمل مجلد لحفظ أوراقه وملفاته وما يتوصل إليه من عمل ( تنظيم ) وهكذا في بقية المراحل الست المتبقية.
3- المصادر: هذا المكون يأتي بعد (المهمة) من حيث الأهمية، ففكرة الويب كويست في الأساس تتبلور حول البحث عن المعلومات من خلال الإنترنت ، و في هذه المرحلة يقوم المدرس بانتقاء مواقع على الشبكة ذات علاقة وثيقة بالأسئلة المحورية (المهمات) المطلوب من التلاميذ إيجاد حلول لها أو البحث فيها، ولأن الويب كويست تعتمد جزئيا أو كليا على المصادر الإلكترونية المنتقاة مسبقا، فإن على مصمم الويب كويست تحري الدقة و البقاء على كثير من الحذر في هذه الخطوة، ولا ضرر هنا إن قام بالاستفادة من خبرات زملائه المدرسين أو من لهم علاقة بالموضوع. والشيء المميز لهذا الجزء من النموذج هو أن المصمم لم يكتف بسرد المواقع التي يجب على المتعلم زيارتها، بل قام بربطها مباشرة بالأسئلة المحورية للمهمة وهو ما سيسهل لا محالة عمل المتعلم، حيث إن هذا الأخير سيكون على علم مسبق بعلاقة كل سلسلة من الروابط بالمهمة الموكلة له. وفي المقابل فإن سرد كل هذه المواقع وربطها بالأسئلة المحورية يعني أن المصمم قد قضى وقتا كبيرا في الإبحار على الويب من أجل البحث عن هذه المصادر، وكذا ربطها بمختلف مراحل المهمة.
ويبقى السؤال: هل هناك أي نقص في هذا النشاط التعليمى في حال إذا قام المدرس بنفسه بانتقاء المواقع والمصادر المراد البحث منها ؟، قد يجد التلميذ نفسه غارقاً في البحث بلا هدف محدد أمامه إزاء كثرة المعلومات التى تحملها شبكة المعلومات، لذلك فإن الانتقاء المسبق من قِبل المدرسين للمواقع التي يجب على المتعلم زيارتها، يسمح بتوجيه استخدام المتعلم للكمبيوتر، وذلك بإعطائه هدفًا محددًا يجب القيام به، كما أنه يحد من زيارة المواقع غير الهادفة.
الميزة الثانية لهذا الانتقاء هو أنه يسمح بتقنين استخدام الكمبيوترات ومدة الإبحار على الشبكة، ويوفر وقت التلميذ والمدرس وجهدهما. كما أنه يعطي الفرصة لأكبر عدد من المتعلمين لاستخدام الكمبيوتر. إضافة إلى أن تسهيل عملية الوصول للمعلومات على التلميذ يحفزه لمتابعة مراحل الويب كويست والوصول لنهايتها ، خاصة إذا كان المدرس يستعمل أسلوب "الطعم" في الويب كويست .
4- تقويم الويب كويست: يُعتبر التقويم هو المرحلة الأخيرة الفعلية من الويب كويست، إذ بوساطته يتم توضيح توزيع الدرجات على البحث أو الفكرة وعلى المراحل السابقة، ولمصمم الويب كويست الحرية في طريقة تصميم التقويم الذي يراه مناسباً ، إنما يُراعى – خاصة للمراحل الدراسية الدنيا – توضيح ما هو مطلوب منهم بالتحديد، و كم من الدرجة يستلزمها القيام بعمل محدد حتى لو أدى ذلك إلى زيادة تفاصيل الخطوات، و يتطلب التقويم هنا ابتكار طرق جديدة تتعدد بتعدد المهارات التي تحتويها الويب كويست.
فإتمام المهام المرتبطة بالويب كويست تتطلب مجموعات من المهارات منها المعرفية، والاجتماعية، والذهنية،والتكنولوجية؛ ونظرًا لأن هذه الويب كويست تشكل مشاريع مصغرة بالنسبة للمتعلم، فقد تشكل تحديًا كبيرًا له.
و لهذا يصبح من الواجب على مصمم الويب كويست، أن يحدد بشكل واضح المعايير التي سيتم استخدامها لتقويم الويب كويست، والتقييم بطريقة أخرى هو بيان ما يطلبه المدرس من تلاميذه لأداء الويب كويست والوصول لنتائجه. وبإمكانك أن تضيف أوجه أخرى لتقويم الويب كويست، من هذه الأوجه التي يمكن إضافتها هو الجانب التكنولوجي للرحلة، حيث يمكنك أن تقوِّم مستوى تحكم المتعلم في الأدوات التكنولوجية لإتمام المهمة المركزية للرحلة، وذلك بتقديم تعريف دقيق لكل مستوى من الكفاءات التكنولوجية.
فمثلا إذا كان على المتعلم أن ينشر نتائج حصاده المعرفي على شبكة الويب، فسيكون من المستحسن تعريف المهارات التي على المتعلم إظهارها: استخدام الجداول، اختيار الحروف، إدماج الصورة والصوت والفيديو، إلخ.وبهذه الطريقة يمكن أن تبلور معايير متكاملة لتقويم رحلاتك المعرفية.
5- الخاتمة: العنصر الأخير في تصميم الويب كويست هو الخاتمة. وهو عبارة عن ملخص لفكرة الويب كويست، أو الفكرة المحورية للويب كويست والتي تم البحث حولها. وفي هذا الجزء كذلك يتم تذكير المتعلمين بالمهارات التي سيكتسبوها عند نهاية الرحلة، وكذا تشجيعهم على إتمام كل مراحلها، و تحفيزهم على الاستفادة من النتائج التي تم التوصل إليه.

تأليف: د.الشحات عتمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق