اخر الأخبار

22‏/10‏/2012

بحث عن معبد دندرة

بسم الله الرحمن الرحيم
سأقدم الان بحث عن معبد دندرة واليكم التفاصيل
بحث عن معبد دندرة


في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد ، أمر أحد البطالمة الأواخر ، ولعله كان بطلميوس التاسع سوتر الثاني ، بإزالة بناء المعبد القديم الذي أقيم منذ عهد الملك خوفو لحتحور ، وإقامة معبد آخر جديد على أنقاضه ، لم يتم إلا حوالي منتصف القرن الأول ، في عهد أباطرة الرومان ، ويعتبر هذا المعبد من أروع ما أخرجه فن المعمار في عصر البطالمة والرومان وهو يشارك معابد ذلك العصر في الخواص المميزة لها .
ويمتد حول بناء المعبد كله جدار خارجي يتوسطه في الناحية الشمالية باب المعبد ، الذي يؤدي إلى فناء لا سقف له ، وتقع وراء الفناء صالة الأعمدة الكبرى ، وهي قاعة كبيرة يحمل سقفها أربعة وعشرون عموداً ضخماً ، رتبت في أربع صفوف يكون أولها جدار البهو الخارجي ، إذ تربط أعمدة هذا الصف بعضها ببعض حوائط قصيرة على نمط معبد ادفو ، وتصل هذه الستائر هنا أيضاً إلى نحو منتصف ارتفاع الأعمدة ، وهي تحمل افريزاً ضخماً بزينه قرص شمس ذو جناحين ، وفي الإفريز نقش ينبئ بأن بناء هذه الصالة قد تم في العام العشرين من حكم الإمبراطور تيبريوس ، وبأن أهالي المديرية وعاصمتها قد أهدوه باسم هذا الإمبراطور إلى الآلهة أفروديتي (أي حتحور) وأقرانها من الآلهة ، وتعلو هذه الأعمدة رؤوس من النوع المعروف برؤوس أعمدة حتحور وتزين هذه الأعمدة والجدران مناظر دينية ونقوش ورموز ، مرتبة درجات ، الواحدة فوق الأخرى في كثرة جعلتها تزاحم بعضها بعضاً ، لكن المناظر لا تخلو من الطرافة إذ أنه يتبين فيها زيارة ملكية إلى المعبد وإهداء ضياع إلى آلهته ، أما السقف فكله مزين بمناظر فلكية .
وتؤدي هذه الصالة الكبيرة إلى صالة أعمدة صغيرة يحمل سقفها ستة أعمدة ، رؤوسها من النوع المعروف برؤوس الزهور أو الرؤوس المركبة ، وتزين أعمدة هذه الصالة وجدرانها مناظر تتصل ببناء المعبد ، وتتصل بكل جانب من جانبي هذه الصالة ثلاث غرف كانت تستخدم لتخزين حاجات المعبد والنذور ، وتؤدي صالة الأعمدة الصغرى إلى قاعتين صغيرتين ، أحداهما وراء الأخرى على نمط معبد أدفو ، وتسمى القاعة الأولى "قاعة المذبح" ، حيث كانت تقدم القرابين ، وتغطي جدرانها مناظر تمثل الملك وهو يقدم القرابين إلى حتحور وابنها ، وإلى يمين هذه القاعة ويسارها توجد السلالم التي تصل إلى سطح المعبد ، وتزين جدران هذه السلالم مناظر موكب الآلهة ، عندما كانت تحمل في جمع حاشد ، تحفها مظاهر العظمة والجلال ، لتلقي نظرة على ممتلكاتها العظيمة ، وتسمى القاعة الثانية "قاعة التسع المقدسة" ، وهي لا تزيد على ممر بسيط يغطي جدرانه مناظر تشير إلى أن حتحور وقد تجسمت فيها كل الآلهة الأخرى أصبحت وحدها منبع الحياة ، وإلى جانبي كل من هاتين  القاعتين توجد غرفتان .
وتؤدي القاعة الثانية إلى قدس الأقداس ، وهو قاعة مزينة بمناظر زيارة فرعون للآلهة ، ويحيط بهذه القاعة المقدسة دهليز يؤدي إلى إحدى عشرة غرفة صغيرة بجانب بعضها بعضاً ، كان لكل منها اسم خاص ، مثل "غرفة اللهب" و"عرش رع" و"اتحاد الوجهين" و"غرفة الميلاد" و"غرفة البعث" الخ .. لكنه من المتعذر الآن معرفة الغرض من هذه الغرف ، بعد أن فقدت أسماؤها الدلالة التي توحي بها .
ومن أهم خواص هذا المعبد كثرة الأقبية ، التي بنيت في سمك الجدران تحت مستوى الأرض وغطيت مداخلها بألواح صخرية متحركة وكل هذه الأقبية مزينة بنقوش بارزة ملونة ، وقد كانت بعضها لإقامة الطقوس السرية للآلهة ، والبعض الآخر لحفظ كنوز المعبد التي لابد من أنها كانت ذات قيمة كبيرة .
وتزين جدران المعبد من الخارج مناظر تمثل عبادة عدد من الآلهة ، ويرى في هذه المناظر كليوبترا السابعة ، في شكل الآلهة إيزيس ، وابنها قيصرون وهما يتعبدان إلى الآلهة .
إن هذا المعبد كغيره من معابد البطالمة والرومان ، بالرغم من تأخر عهده وإنشائه بعد زوال دولة الفراعنة وانتشار الفن الإغريقي في مصر ، لا يختلف في جوهره عن معابد الفراعنة ولا يظهر فيه أي أثر للفن الإغريقي ، فهو مصري خالص في تخطيطه وعمارته ونقوشه .

هناك تعليق واحد: