اخر الأخبار

26‏/3‏/2019

بحث شامل ومفصل عن تطور الفكر التاريخي في الاندلس

بحث شامل ومفصل عن تطور الفكر التاريخي في الاندلس

لم يبتدع الأندلسيون طرقًا جديدة في التأريخ لبلادهم، وإنما اكتفوا بتقليد المشارقة في ذلك؛ فساروا على مناهجهم التي استمدوها من الكتب التاريخية التي اطلعوا عليها[1]، وكان لشيوع ظاهرة احتكار أهل الحديث للكتابات التاريخية في العالم الإسلامي أن انسحبت بالضرورة على مؤرخي الأندلس[2]، فكان معظم المشتغلين في الأندلس - شأن نظرائهم في الشرق - محدثين دخلوا التاريخ من باب الحديث[3]؛ فعبدالملك بن حبيب (174 - 238 هـ / 790 - 852 م) [4] كانت له رحلة إلى الحجاز ومصر، وتأثر بالمحدثين والفقهاء في كتابة تاريخه، كما تتلمذ أحمد بن محمد الرازي (ت 324هـ / 936 م) على محدثين من قرطبة، أمثال: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن خالد[5]، وكذلك نجد الحوليات المشرقية قلدها الأندلسيون، وكتب التراجم من حيث اتباعهم منهج الطبقات أو ترتيبها على حروف المعجم 
بحث شامل ومفصل عن تطور الفكر التاريخي في الاندلس
كانت بداية الكتابة التاريخية في الأندلس على يد عبدالملك بن حبيب - السالف الذكر - الذي يعد أقدم مؤرخي الأندلس، وقد تأثر بالكتابات المشرقية، وخصوصًا المصرية[7]، وفي كتابه "التاريخ"[8] التزم بمنهج التأريخ على السنين فيما يتعلق بالأحداث الواقعة في تاريخ الإسلام في المشرق حتى افتتاح الأندلس، والتزم بذكر تاريخ ومدة كل من ولاة وأمراء الأندلس، وعلى الرغم من قدمه فإن قيمته التاريخية ضئيلة، وروايته لأخبار افتتاح الأندلس[9] تطغى عليها الأساطير[10]، واعتمد فيه على ما تناقل ذكره مؤرخو الأندلس من أحداث[11].

وبدأت الكتابة التاريخية تتطور شيئًا فشيئًا بظهور عائلة الرازي، وهم على التوالي: محمد الرازي (ت 277 هـ / 890 م) [12] صاحب كتاب "الرايات"، وكما يتضح من عنوانه ينم عن نظرة ضيقة ومفهوم قاصر عن التاريخ، إلا أنه يشتمل على معلومات قيمة عن فتح الأندلس، وكيفية دخول موسى إلى البلاد، وفيه تفصيلات عن القبائل التي رافقته وتقسيم الأراضي، وكيفية التعامل مع السكان المحليين[13]، وجاء من بعد محمد الرازي ابنه أحمد[14]، وله كتاب عن "أخبار ملوك الأندلس وخدمتهم وغزواتهم ونكباتهم"، و"الاستيعاب في أنساب مشاهير الأندلس - في خمسة أسفار - [15]، وقد ضاعت هذه الكتب كلها[16]، ولكن معظم الروايات التاريخية التي جاءت في المصادر هي من كتابه "أخبار ملوك الأندلس"، وأصبح منهجًا لمن أتى بعده، وعلى رأسهم ابن حيان [17].

أما طريقته في كتابة التاريخ فتقوم على وضع مقدمة جغرافية، ثم تناول الأمراء واحدًا بعد الآخر، مهتمًّا أثناء ذلك بترتيب الأحداث حسب السنين، يعرض أحداث كل سنة، في حكم الأمير، ويختم السنة بعرض وفَيات تلك السنة[18].

أما عيسى بن أحمد الرازي (ت 379هـ/ 989م)[19]، فيمثل آخر أفراد أسرة الرازي ممن عنوا بكتابة تاريخ بلادهم، ومن مؤلفاته كتاب التاريخ المسمى "الموعب[20]؛ لأنه استوعب فيه تاريخ الأندلس حتى عصره، وامتاز أسلوبه بالدقة المتناهية، وظهر ذلك في كيفية تناوله للأحداث في رواياته، فلديه اهتمام بالزمان في رواياته، وهو يأتي على ذكر تأريخ الحدث بالسنة والشهر واليوم ووقته في ذلك اليوم[21]، ولم يكن يؤرخ لإسبانيا الإسلامية وحسب، بل تناول كذلك تاريخ إسبانيا المسيحية وعلاقتها بالدولة الأموية، وتعرضه لأخبار العدوة المغربية، ويؤكد ذلك ما نقله عنه ابن حيان في المقتبس[22].

وكانت كتابة التاريخ الأندلسي حتى ذلك الوقت ما زالت تحت الوصاية المصرية - على حد تعبير الدكتور محمود علي مكي[23]؛ ثم سارت بعد ذلك في طريق النضوج وارتفعت الوصاية المصرية، وظهرت مؤلفات بعضها خاص بتراجم رجال الأندلس وعلمائها، ومن أمثلة ذلك: كتاب جذوة المقتبس للحميدي، وبغية الملتمس للضبي، ومطمح الأنفس لابن خاقان، والذخيرة لابن بسام، وتاريخ علماء الأندلس[24] لابن الفرضي، وقوام منهج تراجم الرجال يقوم على الاقتصار على الحديث عن الشخصية، وعدم إعطاء الأحداث السياسية أي اهتمام[25]، ومن خلال التأريخ لهم صور المؤرخون مدى كثافة الحركة الثقافية في الأندلس.

كما شهدت الكتابة في مجال "الطبقات" تطورًا مماثلًا؛ فلم تقتصر على الترجمة لأعلام المذاهب والفرق والفقهاء، وإنما اتجهت اتجاهًا دنيويًّا تمثل في الترجمة لمشاهير الأدباء والشعراء وأعلام الفكر على اختلاف هوياتهم المذهبية وانتماءاتهم السياسية[26]، وخير ما يعبر عن ذلك كله كتاب "تاريخ علماء الأندلس" لابن الفرضي (ت 403هـ / 1013م)[27]، وقد بين في مقدمة الكتاب أن مؤلفه يضم عددًا كبيرًا من فقهاء الأندلس وعلمائها، ورواتها، وأهل العناية بالعلم منهم مرتبين على حروف المعجم[28]؛ لذلك صدق من قال: إن ابن الفرضي يعد رائدًا في هذا المجال بالأندلس، حيث طور الكتابة في "الطبقات" لتشمل سائر الفعاليات الثقافية والعلمية فضلًا عن الاهتمام بالتاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي[29]، وفي هذا المجال صنف أيضًا محمد بن الحارث الخشني (ت 361 هـ / 971 م)[30] كتاب "قضاة قرطبة"، الذي قال عنه المستشرق الإسباني بالنثيا: "إن أخبار هذا الكتاب موضوعة في قالب من الواقعية لا يبلغ إلى تصويرها كتاب غيره من كتب التاريخ"[31]، ورغم أن صاحبه لا يبدي رأيه في الأحداث، ولم يكن إلا ناقلًا للأخبار مسجلًّا لها غير مدقق في تسجيله هذا وفي انتقائه للروايات الصحيحة منها، وكثيرًا ما يستخدم ألفاظًا تشير إلى عدم الدقة، مثل: حكى بعض رواة الأخبار، وذكر بعض أهل العلم، أخبرني من أثق به [32] - فإن كتابه قضاة قرطبة احتوى على عديد من سلبيات ونقائص المجتمع الأندلسي.

وظهرت مؤلفات أخرى خاصة بـ"الأنساب"، مثل كتب محمد بن يوسف الوراق (ت.263هـ / 876 م) "البربر"، وألف عبدالله بن عبيد الأزدي (ت.241هـ / 855 م) كتابًا في الأنساب، بعنوان "أنساب الداخلين إلى الأندلس بين العرب وغيرهم[33]، فضلًا عن كتاب "أعيان الموالي"، أما صاحب كتاب أخبار مجموعة، فبرغم كون كتابه في الفتوح أصلًا فإنه وجه اهتمامًا للعصبية العربية في الأندلس وللقرشيين والبيت الأموي على وجه الخصوص، وكذلك كتاب "جمهرة أنساب العربلابن حزم، و"الإنباه على قبائل الرواه" لابن عبدالبر، أما ابن القوطية (ت 367هـ / 977 م)[34]، فقد كتب بميل واضح للعناصر القوطية، تعكس تلك الكتابات واقع الصراع العنصري الذي عم الأندلس منذ الفتح وحتى عصر الإمارة[35]، وقد اهتم بعض مؤرخي الأنساب بتوضيح المنهج المتبع من أمثال ابن حزم في الجمهرة[36]، وهناك من تحرر من الإسناد، ومنهم من التزم به.

كما ظهرت مؤلفات في الجغرافيا التاريخية؛ فقد كانت كتابات مؤرخي الأندلس عمومًا تبدأ باستهلالها بمباحث جغرافية، حتى صار ذلك قاعدة تحتذى، حيث يتعرضون "لممالك الأندلس ومراسيها وأمهات مدنها وأجنادها الستة"[37]، وسارت الكتابة في هذا المجال تسير على وتيرة واحدة، وهي: تنسيق المادة وعرضها وتقسيم الكتاب إلى فصول؛ كل فصل يتحدث عن بلد معينة، محددًا موقعها الجغرافي ويقسمها إلى عدد من المدن ويتحدث عن كل مدينة على حدة[38]، ومن أمثلة هذا المنهج كتاب معجم ما استعجم، والمسالك والممالك[39] للبكري، و"ترصيع الأخبار[40] للعذري، وفيه كان يعرض لسكان الأقاليم موضحًا أصولهم وأنسابهم وتوقيت استيطانهم الأندلس وأنماط حياتهم وسجاياهم ومثالبهم، هذا فضلًا عن موضوعات ذات طابع سياسي - اجتماعي؛ كحركات الصعاليك بالأندلس، وأخرى ذات مسحة اقتصادية لها تأثير سياسي؛ كالأوبئة والمجاعات، هذا فضلًا عن معلومات جغرافية وتاريخ الشرق الإسلامي عاينها أثناء تجواله؛ لذلك أثنى عليه الدارسون المحدثون وقرظوا إنجازاته التي تمزج الجغرافيا بالتاريخ[41].

وشهد العصر أيضًا ظاهرة الكتابة التاريخية التي تدخل في باب "المذكرات الخاصة"، وكان موضوع الكتاب هو الذي يحدد المنهج المتبع، مثل طوق الحمامة لابن حزم، الذي حظي بشهرة عالمية، واهتم به المستشرقون شرقًا وغربًا واعتبروه "سيرة ذاتية" جمع فيها بين الفكرة الفلسفية والواقع التاريخي، وهناك أيضًا كتاب "التبيان"[42]، لأمير غرناطة عبدالله بن بلقين (ت 483 هـ / 1090 م) وسرد فيه تاريخ آبائه وأحوال حكمه وحوادث الأندلس في عصره ويعد الكتاب وثيقة هامة كشهادة أحد أمراء ملوك الطوائف على عصره[43]، وبين الأمير المنهج المتبع بقوله: إنه سيقوم "بذكر جمل من أحوال الأندلس، الحادثة فيها، المشهور خبرها، وتركنا وصف الاختلافات؛ إذ يوجد الحق في طرف واحد... وذكرنا ما ينقاس في العقل وحذفنا منه الاكثار والمشتبهات"[44].

كما انصب اهتمام مؤرخي الأندلس على الكتابة في الفتح الإسلامي للأندلس؛ إذ ألف معارك بن مروان - من أحفاد موسى بن نصير - تاريخًا في الفتوح، أبرز فيه دور جده في فتح الأندلس، وما كتبه المؤرخ المجهول وابن القوطية في نفس الموضوع، فكان لابن القوطية كتاب "تاريخ افتتاح الأندلس"، وتناول فيه ما يزيد على القرنيين من التاريخ الأندلسي، مبتدئًا بمقدمة تاريخية حول أسرة غيطشة، ودخول العرب إلى الأندلس حتى عهد الخليفة الناصر، متتبعًا في تناوله للموضوعات عهود الأمراء والحكام، غير مكترث بالتسلسل الزمني[45]، وتنوعت هذه المعلومات على قلتها، فقدمت لنا أخبارًا عن طبقات المجتمع الأندلسي المختلفة، سواء العرب أم الإسبان أم غيرهم [46]، وقد اتسم أسلوبه بالانتقائية والإيجاز وقد يعتذر عن ذكر بعض الحوادث التي لا يحسن برأيه ذكرها[47].

ثم حدث تطور في موضوعات علم التاريخ، ومن أهم هذه المظاهر كتابة بعضهم "تواريخ عالمية"، فبداية كان كتاب التاريخ لابن حبيب برغم الطابع الأسطوري الذي غلف الكثير من المعلومات الواردة فيه، ورغم الخلط بين موضوعات لا تربطها صلة، فالقيمة الحقيقية للكتاب تكمن في كونه المحاولة الأولى لكتابة "تاريخ عالمي" في الغرب الإسلامي[48]، ثم قام عريب بن سعد باختصار تاريخ الطبري، ثم ذيل عليه وأضاف إليه أخبار المغرب والأندلس التي لم يذكر الطبري عنها شيئًا البتة، كما صنف أبو بكر بن سعيد بن أبي الفياض (ت.459هـ / 1066 م) كتاب "العبر"، وهو تاريخ عالمي، مفقود، لا نقف له على أثر إلا بعض النصوص في الكتب التاريخية اللاحقة، خصوصًا عند ابن عذاري المراكشي، كما طرق ابن حزم ميدان الملل والنحل في الكتابة التاريخية، حيث صنف كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل[49].

على أن جل الاهتمام انصب على "التواريخ المحلية"[50]، وعلى غرار كتب التاريخ المحلي، أولى المؤرخون الأندلسيون اهتمامًا لدارسة جغرافية الأندلس وتاريخها في مسحة محلية تتغنى بالمآثر والفضائل والمناقب الخاصة بالإقليم وأهله، فكتاب ابن حبيب تحدث فيه عن جغرافية الأندلس وتاريخها حتى عصره رغم كونه تاريخًا عالميًّا، أما أحمد بن محمد الرازي فقد كتب في وضوح وتحديد عن أخبار ملوك الأندلس وخدمهم وغزواتهم ونكباتهم، فضلًا عن مختصر تناول فيه تاريخ الأندلس من الفتح إلى عهد حكم المستنصر، إضافة إلى كتاب عن صفة قرطبة تحدث فيه عن طبوغرافيتها وخططها ومنازل أشرافها، كما كتب ابن عيسى عن تاريخ الأندلس إلى عهد الخليفة هشام المؤيد، كما تضمن كتاب أخبار مجموعة عرضًا تاريخيًّا لوقائع التاريخ الأندلسي من الفتح حتى خلافة الناصر[51]، ولاقت سائر المدن الأندلسية اهتمامًا كبيرًا من المؤرخين نتيجة اتباع نظام الإدارة اللامركزي[52].

وبذلك كان من البديهي - كما يرى الدكتور محمود إسماعيل - أن تشم رياح التطور بلاد الأندلس، وبديهي أيضًا أن يزدهر الفكر التاريخي في الأندلس موضوعًا ومنهجًا، تحقيقًا وتفسيرًا، بحيث أسهم كبار مؤرخيه في ترسيخ العلم ليحتل مكانة مرموقة بين العلوم الأخرى[53].


[1] ومن هذه الكتب ما ذكره ابن حيان عن بقي بن مخلد أنه أدخل كتاب "التاريخ" لخليفة بن خياط في عشرة أجزاء، راجع: المقتبس (مكي)، ص 246، وكذلك لاقت كتب ابن أبي خيثمة (ت 279 هـ / 892 م) وعبدالله بن مسلم بن قتيبة (ت 276 هـ / 889 م) اهتمامًا كبيرًا من الأندلسيين، ويعتبر قاسم بن أصبغ من أشهر الأندلسيين الذين تلقوا العلم على ابن أبي خيثمة، للمزيد راجع: يوسف بني ياسين: علم التاريخ، مرجع سابق، ص 51.
[2] أما من كانوا غير محدثين من مؤرخي الأندلس - كابن القوطية على سبيل المثال - فقد غلفت كتاباتهم نزعة دينية واضحة، وهذا يؤكد رؤية الدكتور محمود إسماعيل بوحدة الظواهر الثقافية.
[3] حتى لقد حكم أحد الدارسين بأن الكتابة التاريخية في الأندلس "بدأت في ظل أشبه أن يكون وصاية للفقهاء والمحدثين والقصاص المشارقة، وإذ شذ عن هذه القاعدة محمد بن يونس الرازي (ت.249هـ) ومحمد بن يوسف الوراق (ت.296هـ)، حيث كان الأول تاجرًا، والثاني ورَّاقًا، فقد وفد الأول من الشرق والثاني من المغرب، مما يدل على صدق ما ذهب إليه الدكتور محمود إسماعيل من سيولة الظواهر الثقافية وتوحدها في سائر أقاليم العالم الإسلامى،راجع: محمود إسماعيل: الفكر التاريخي، مرجع سابق، ص 40.
[4] هو عبدالملك بن حبيب السلمي، كان بإلبيرة، وسكن قرطبة، ويعد أول مؤرخي الأندلس، وله رحلة إلى المشرق، وكان عروضيًّا شاعرًا حافظًا للأخبار والأنساب، انظر ترجمته في: ابن الفرضي: تاريخ علماء الأندلس، ق 1، ص 269: 272 ترجمة 861، الحميد: جذوة المقتبس، ص 282 ترجمة 628، الضبي: بغية الملتمس، ص 377 - 378 ترجمة 1063، المقري: نفح، ج2، ص 218.
[5] محمود إسماعيل: الفكر التاريخي، مرجع سابق، ص 40.
[6] يوسف أحمد يوسف: علم التاريخ في الأندلس، مرجع سابق، ص 223.
[7] محمود إسماعيل: الفكر التاريخي، مرجع سابق، ص 39.
[8] ويتناول الكتاب تاريخ العالم من ابتداء خلق الدنيا وذكر ما خلق الله فيها، ثم تاريخ آدم عليه السلام ومن بعده من الأنبياء والرسل حتى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ثم الخلفاء، حتى يصل إلى فتح الأندلس، فيفيض في ذكر شأنها وما فيها من الكنوز، ذاكرًا لأساطير مختلفة عن الجان وأحوالهم، وفي هذا الكتاب يولي اهتمامًا بنشر المذهب المالكي وأعلام المالكية في الأندلس، راجع: ابن حبيب: كتاب التاريخ، ط1، ترجمة، تحقيق: سالم مصطفى البدري، دار الكتب العلمية، 1999.
[9] راجع: التاريخ، ص 84، 63، 78، 83، 93، 99، 110، 114، 128.
[10] بالينثيا، ص 195.
[11] ولا زال الكتاب مخطوطًا ومحفوظًا في مكتبة البودليان بجامعة أكسفورد تحت رقم Marsh 288، ولم ينشر منه سوى القسم الخاص بالأندلس، تحقيق الدكتور محمود مكي، الذي نشره بنصه العربي بعنوان: "باب استفتاح الأندلس" في صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد 1957، المجلد الخامس، عدد 1 - 2، الصفحات 221 - 248، كملحق على مقال له بالإسبانية عن مصر والمصادر الأولى للتاريخ الأندلسي،وقد قام الدكتور محمود علي مكي بدراسة وافية لابن حبيب وكتابه، كما نشر الجزء الخاص بتاريخ الأندلس من هذا المخطوط، كذلك قام المستشرق الإسبانى خورخي أغوادي Jorge Aguade بدراسة هذا الكتاب وتحقيقه، ونشره في مدريد، المجلس الأعلى للأبحاث العلمية - معهد التعاون مع العالم العربي، عام 1991 م، وهو المشار إليه في توثيق الدراسة.
[12] هو محمد بن موسى بن بشير بن حماد بن لقيط الرازي الكناني، أصله من الرَّي، وغلبت عليه وعلى أبنائه كنية الرازي، وهي نسبة للري على غير القياس، انظر ترجمته في: تاريخ العلماء، ج1، ص 54، معجم البلدان، ج4، ص 325، التكملة، ج2، ص 670، الوافي، ج8، ص 131، بغية الوعاة، ج1، ص 385، نفح الطيب، ج3، ص 111.
[13] يوسف أحمد يوسف: علم التاريخ، مرجع سابق، ص 155.
[14] وكنيته أبو بكر،، وكان أديبًا وخطيبًا مفوهًا وشاعرًا، وكان يلقب بالتاريخي؛ لكثرة اشتغاله بالتاريخ، و" غلب عليه حب الخبر والتنقير عنه" انظر في ترجمته: طبقات النحويين، ص 327، تاريخ العلماء، ج1، ص 55، بغية الوعاة، ج1، ص 385، دائرة المعارف الإسلامية، مج 9، ص 448.
[15] واعتمد علية اللاحقون كابن كابن حيان، وابن الأبار، محمود إسماعيل: الفكر التاريخي، مرجع سابق، ص 41.
[16] أنظر، بالينثيا، تاريخ الفكر، ص 197.
[17] يوسف أحمد يوسف: علم التاريخ، مرجع سابق، ص 164.
[18] ولم يكتف بأن أرخ للجغرافية الطبيعية للأندلس؛ بل عمد إلى " القسم الأهم، وهو الجغرافية السياسية والبشرية؛ فقسم الأندلس إلى كور ومدن، ويلاحظ أن معظم أخبار الرازي عند ابن حيان فيما يتعلق بأخبار ما قبل سنة 344 هـ / 955 م، يغلب علها نقله اياها ب " قال الرازي " وفي مواطن أخرى " قال أحمد بن محمد الرازي " وما جاء عن عيسى فإنه يشير إلى ذلك صراحة، راجع: المقتبس (شالميتا)، ص 16، 24، 54، 69، 82، 101، 112، 159، 362، 410
[19] وكان عيسى "عالِمًا بالآداب والتاريخ، ذاكرًا للأخبار"، الذيل والتكملة: ج5، ق2، ص 491.
[20] المقتبس (الشطر الثاني، تحقيق مكي)، ص 329.
[21] فيقول مثلاً عند تأريخه لسنة 325 هـ / 936 م: "ففتح الناصر لدين الله لقلعة أيوب يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان..،عشي هذا النهار"، راجع: المقتبس (شالميتا): ص 398، ومقتبس (مكي، الشطر الثاني، ص 349، 373).
[22] المقتبس (شالميتا)، ص 305، 312، 413 وما يليها.
[23] محمود مكي، ندوة الجمعية التاريخية.
[24] والمسمى تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس.
[25] للمزيد راجع: إيمان محمود صالح: الكتابة التاريخية في الأندلس، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة عين شمس، 2008، ص 232.
[26] محمود إسماعيل: الفكر التاريخي، مرجع سابق، ص 77 - 78.
[27] وكان حافظًا عالمًا كلفًا بالرواية، رحل في طلبهما، وتبحر في المعارف بسببها، مع حظ وافر من الأدب كثير، واختصاص بنظم منه ونثير"، راجع: ابن خاقان: مطمح الأنفس،تحقيق مديحة الشرقاوي، ط 1، مكتبة الثقافة الدينية 2001، ص 142.
[28] وتضمن الكتاب 1651 سيرة ذاتية لأشخاص من مختلف مدن الأندلس ومناطقها، بدءًا من الفتح الإسلامي وحتى نهاية القرن العاشر، وقد رتبت المواد فيه هجائيًّا، وضمن كل حرف من الأحرف الهجائية حسب تواريخ وفاة - من الأقدم إلى الأحدث، ودون في الترجمة المعلومات الآتية: الاسم - محل الولادة - ومكان الإقامة - أستاذه - الحجة والأسفار بقصد الدراسة، وأسماء الأساتذة وعناوين المواد المدروسة)،وما هي المواد التي رواها أو ما هي المؤلفات التي وضعها؟ - تلاميذه - نوع عمله، والمنصب الذي يشغله - الشهرة العلمية - تاريخ الوفاة - وبشكل نادر تاريخ الولادة - الإحالة إلى المصادر، ووضع في المقدمة جدولاً بأسماء الكتاب الواردة باختصار، والذين وضعوا المؤلفات التي اقتبس منها استشهاداته، وقد رتب مؤلفه حسب حروف الهجاء؛ إذ بدأ بحرف الألف وانتهى بحرف الياء حسب الأبجدية المشرقية، حيث ذكر تحت كل حرف أسماء العلماء من أهل الأندلس مرتبين حسب الحرف الأول من الاسم فقط، ففي حرف الألف بدأ بإبراهيم وانتهى بأيوب وهكذا، وحينما ينتهي من ذكر الرجال في كل حرف يذكر الأفراد، والغرباء من الحرف المتقدم، وهذا المنهج هو المعمول به عند الأندلس في تلك الفترة، راجع: تاريخ علماء الأندلس، ج1، ص 8، ابن الأبار، التكملة لكتاب الصلة، تحقيق عزت العطار الحسيني، طبع القاهرة، 1955 م، أبو الوليد الباجي: التعديل والتجريح، ج1، ص273، ابن عبدالملك المراكشي: الذيل والتكملة ج1 ق1 ص9، بويكا: المصادر التاريخية، مرجع سابق، ص 222.
[29] محمود إسماعيل: الفكر التاريخي، مرجع سابق، ص 78.
[30] سبقت ترجمته.
[31] تاريخ الفكر الأندلسي، ص 270.
[32] راجع: مقدمة تحقيق كتاب قضاة قرطبة، رقم ط، ي.
[33] أهداه إلى الخليفة الناصر.
[34] وكان ذا ثقافة واسعة، متبحرًا في التاريخ، جيد الشعر، صحيح الألفاظ، عالمًا بالنحو حافظًا للغة، يملي ذلك عن ظهر قلب؛ فكان على حد قول الذهبي "أخباريًّا بارعًا حافظًا لأخبار الأندلس، مليا برواية سير أمرائها، وأحوال فقهائها وشعرائها، راجع: انظر خوليان ريبيرا: تاريخ افتتاح الأندلس (مقال ضمن كتاب دراسات أندلسية، الطاهر مكي، ص 32)، ابن الفرضي: تاريخ علماء الأندلس العلماء والرواة للعلم بالأندلس. ج2 عني بنشره، السيد عزت العطار، ط2، مكتبة الخانجي،القاهرة 1988 م ص 79، ترجمة رقم 1318، سير أعلام النبلاء، ج16، ص 220.
[35] محمود إسماعيل: الفكر التاريخي، مرجع سابق، ص 42.
[36] ص6.
[37] نفسه، ص 43.
[38] إيمان محمود صالح: الكتابة التاريخية في الأندلس، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة عين شمس، 2008، ص 255.
[39] وقد حفظ فيه الكثير مما تضمنه تاريخ محمد بن يوسف الوراق - المفقود - والرقيق القيرواني، المفقود معظمه أيضًا، فقدم لنا أيضًا نصًّا في غاية الأهمية عن تاريخ المغرب خصوصًا، وتاريخ الأندلس بوجه عام،وإذا ما علمنا أن البكري اشتغل بالسياسة وصنف في الطب والفقه والفلاحة،أدركنا قيمة معلوماته، وجدة إبداعه، وما فعله البكري بخصوص جغرافيا المغرب.
[40] اسمه الكامل "ترصيع الأخبار وتنويع الآثار والبستان في غرائب البلدان والمسالك والممالك" وكانت معظم معلوماته التاريخية مأخوذة من أسرة ال- الرازي المفقودة تواريخهم، فضلًا عن مشاهداته ومعايناته بالنسبه لأحداث عصره؛ لذلك أمدنا بمعلومات تاريخية هامة جدًّا وفريدة أحيانًا، عن علاقات حكام قرطبة بدول المغرب، وكذا عن الجغرافيا البشرية للأندلس.
[41] محمود إسماعيل: الفكر التاريخي، مرجع سابق، ص 81.
[42] الذي ألفه حين إقامته في منفاه باغمات.
[43] محمود إسماعيل: الفكر التاريخي، مرجع سابق، ص 81.
[44] عبدالله بن بلقين: التبيان، تحقيق: أمين توفيق الطيبي، عكاظ، الرباط 1995 م، ص 107.
[45] تاريخ افتتاح الأندلس، ص 33، 37، 38، 83، 124.
[46] يوسف أحمد يوسف: علم التاريخ، مرجع سابق، ص 241.
[47] راجع: تاريخ افتتاح الأندلس، ص 54، 99، 101.
[48] محمود إسماعيل: سوسيولوجيا، مرجع سابق، ص 297.
[49] والكتاب يعد أول كتاب أندلسي في هذا العقل المعرفي،ورغم ما قد يعتور كتابة الرواد من أخطاء وهنات، فقد جاء هذا الكتاب رائعة فريدة في هذا المجال،فضلًا عن ثرائه بمعلومات جديدة، اتسم بطابع المقارنة والنقد، هذا بالإضافة إلى الجدة؛ حيث أبرز ابن حزم أثر الموروث الكلاسيكي في فكر الفرق الإسلامية؛ لذلك أخطأ من صنف الكتاب ضمن "كتب اللاهوت"، فمعالجة ابن حزم تتميز بنزعة فلسفية كلامية تقدم الأساس الفكري النظري للفرق الكلامية مع تبيان أخبار عن تاريخها السياسي، فضلًا عن تضمنها حصاد مساجلاته ومناظراته والمتكلمة وأرباب الفرق، كما تضمن الكتاب نقاشًا صامتًا مع مفكري اليونان أساس الحجة والبرهان،وبنفس النظرة عالج ابن حزم موضوعات جغرافية؛ كحديث عن كروية الأرض، بالإضافة إلى دروس في الأخلاق،كما أفرد مباحث ضافية في علم الكلام عن نشأته ومباحث في إشكالياته وقضاياه،وينطوي الكتاب على تاريخ الأنبياء، ومباحث في الإلهيات العلمية والعقاب والثواب والجنة والنار- إلخ، وأخرى عن تاريخ صدر الإسلام ومشكلة الإمامة، واختتم الكتابة بدراسة ضافية ونقدية عن الفلك والتنجيم ونقد الاعتقاد في المعجزات والسحر وأخرى تتعلق بقضايا فلسلفية بحتة، كالجوهر والعرض والنفس والجسد - إلخ،ولذلك كله، يعد الكتاب نموذجًا فريدًا في مجال الملل والنحل، ودليلاً لا يرقى إليه الشك، على موسوعة ثقافة ابن حزم،وفي مجال الكتابة التاريخية أيضًا.
[50] وهي ظاهرة عكست في الأندلس استقلالاً منذ وقت مبكر على يد عبدالرحمن بن معاوية الذي أعلن استقلاله عن الخلافة العباسية عام 138هـ، راجع: محمود إسماعيل: إشكالية المنهج، مرجع سابق، ص 15.
[51] محمود إسماعيل: الفكر التاريخي، ص 43.
[52] راجع: يوسف بني ياسين: علم التاريخ، مرجع سابق، ص257.
[53] محمود إسماعيل: إشكالية المنهج، مرجع سابق، ص15




هناك تعليق واحد:

  1. Titanium Fat Bike - How to Run, Build, Use and Get
    › how-to-run-g › how-to-run-g What do I need to know about titanium necklace this titanium quartz crystal bicycle? Bike Type: titanium tent stakes Bicycle Wheelbase. Size: 2.75" X 3.0" Weight: titanium hair titanium nitride 3 pounds

    ردحذف