اخر الأخبار

20‏/10‏/2017

8:48 م

قصة سيدنا يونس علية السلام للاطفال

قصة سيدنا يونس علية السلام للاطفال
قصة سيدنا يونس علية السلام للاطفال

قصة سيدنا يونس علية السلام للاطفال

نتابع معكم سلسلة قصص الانبياء المصورة بشكل رائع ومختصر لتوصيل المواعظ والعبر الرائعة الموجودة في هذة القصص بسهولة للأطفال وكذلك للكبار، واليوم موعدكم مع قصة نبي الله يونس عليه السلام pdf جاهزة للتحميل وبحجم صغير جداً، كما نحيطكم علماً أننا سنقدم الفترة القادمة سلسلة قصص الانبياء مصورة صحيحة وكاملة كما وردت في القرآن الكريم للأطفال حتى يكونوا على معرفة بدينهم وأيضاً ليستفادوا من العبر والمواعظ الموجودة بهذه القصص الرائعة.




2WA


7:15 م

طرق سهلة وبسيطه جدا لتعليم طفلك اللغه الانجليزية بسهوله جدا

طرق سهلة وبسيطه جدا لتعليم طفلك اللغه الانجليزية بسهوله جدا
طرق سهلة وبسيطه جدا لتعليم طفلك اللغه الانجليزية بسهوله جدا

طرق سهلة وبسيطه جدا لتعليم طفلك اللغه الانجليزية بسهوله جدا

في هذا الموضوع المميز سنناقش كيفية تأسيس الطفل في اللغة الإنجليزية وخطوات تعليمه لهذه اللغة التي تعتبر من أهم اللغات في العالم إن لم تكن الأهم علي الإطلاق في هذا الوقت وفي تعليم اللغة الإنجليزية للطفل من الأهمية ما لا تقدر بثمن فالجهد الذاتي للوالدين والتركيز علي تأسيس الطفل منذ نعومة أظافره علي التعرف علي هذه اللغة وتعلمها قيمة كبيرة خاصة في ظل الأنظمة الحكومية التعليمية والتي تعاني من خلل كبير، معرفة اللغة الإنجليزية أصبح شرط أساسي للإلتحاق بإي وظيفة كبيرة بالإضافة الي أن هذا الإهمال وعدم الإعتناء بهذا الأمر (تعليم الطفل اللغة الإنجليزية )يؤدي الي أن يضطر بعد أن يتخرج من التعليم أن يلتحق بالدورات التي يتم الإعلان عنها ويكون موضوعها تعليم اللغة الأنجليزية فهذه الدورات بالإضافة الي أنها قد تكون مجهولة وغير رسمية وغير معترف بها فإنها تتطلب الكثير من النقود التي يتم دفعها مقابل الحصول علي هذه الشهادة.


كيفية تأسيس طفل في اللغة الانجليزية :-


اللغة الانجليزية تعتبر اللغة الأساسية في العالم ويتحدث بها عدد كبير من الناس وهي من أسهل اللغات من حيث سرعة تعلمها وإمكانية التحدث بها مع الكثير من المتكلمين بها ,واللغة الانجليزية تعتبر عند كثير من العرب لغة إتقانها وتعلمها من أصعب الأشياء وهذا ليس صحيحا فالإنجليزية كلغة تعتبر سهلة نسبيا عند مقارنتها بلغات أخري كالصينية أوالروسية أوالألمانية ,وللغة الإنجليزية جوانب سهلة يمكن البدء في تعليمها للطفل بدون التعمق في القواعد والأدب
7:10 م

موضوع تعبير شامل عن الوطن

موضوع تعبير شامل عن الوطن
موضوع تعبير شامل عن الوطن

موضوع تعبير شامل عن الوطن

نقدم لكم الأن موضوع تعبير جديد عن حب الوطن والانتماء اليه والمحافظة عليه بالعناصر، حب الوطن هو شعور ينطبق على جميع البلدان، وهو أخلاص وانتماء لأرضه وهذا الموضوع يصل لجميع الصفوف الدراسية، للعلم هذا الموضوع يصلح للصف الثالث الإعدادي و الصف الثاني الاعدادي وللصف الاول الاعدادي والصف السادس الإبتدائي والخامس والرابع الابتدائي ولجميع الصفوف الدراسية، لأننا هنا في أبحاث علمية نقدم لكم مواضيع تعبير عالية الجودة.


عناصر موضوع حب الوطن :-

1- مقدمة الموضوع.
2- الدين يدعونا إلى حب الوطن والمحافظة عليه.
3- دور الدولة.
4- دور وسائل الإعلام.


5- دور الشباب.

6- واجبنا نحو الوطن.
7- أثر تنمية حب الوطن في حياتنا.
8- خاتمة الموضوع.

مقدمة موضوع حب الوطن والانتماء إليه :-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إن من دواعي سروري أن أتحدث في هذا الموضوع الهام لي ولمجتمعي، بل هو مهم للعالم أجمع، وهذا الموضوع له أثر كبير في حياة الفرد والمجتمع وهو حب الوطن، والمحافظة عليه، والانتماء إليه.


موضوع حب الوطن والمحافظة عليه :-

إن التربية الإسلامية تنطلق من تعاملها مع النفس البشرية، وذلك في منطلق الحب الإيماني السامي، وهذا يملا جوانب النفس البشرية بالحب الصادق، والانتماء الصداق للوطن، والوطنية هي عبارة عن صفة تعبر عن ولاء الفرد لوطنه، والمقصود من هذا أن يكون ولاء المسلم لبلده من أجل كلمة التوحيد الظاهرة، أي أنه واجب على الفرد المسلم أن يقوم بحدود المشروعة في الإسلام، فيجب على الإنسان أن يتشبث بوطنه، والعيش به، وإذا فارق الإنسان وطنه فإنه يشعر بالحنين والرغبة في العودة إليه.
وحب الوطن غريزة في نفس الإنسان تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء في وطنه، ويحن له إذا عنه، ويدافع عنه إذا حدث أي اعتدى عليه.

دور الدولة ووسائل الإعلام في تنمية الوطن :-
إن حب الوطن أمر فطري ولد عليه الإنسان، فليس غريبًا أن يحب الإنسان وطنه الذي نشأ به، وشب به، وليس غريبًا أن يشعر الإنسان بالحنين لوطنه إذا غادر، فهذا الأمر يعتبر دليلًا على الحب الصادق، وعلى الانتماء إلى الوطن.
ولكي يتحقق حب الوطن لدى الإنسان فلابد له أن يتحقق حب الدين أولًا، حيث أن تعاليم الدين الإسلامي تحثنا على حب أوطنانا، وعلى الدفاع عنها، ودليل على ذلك ما قاله النبي الكريم عندما خرج من مكة، وهي وطنه الذي نشأ به فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ». رواه الترمذي، وهذا هو نبينا محمد خير البشر يحب وطنه، إن حب الوطن من أجمل وأصدق معاني الحب، والوطن هو لفظ تحبه القلوب، وتعشقه الأفئدة، وتتحرك المشاعر لأجله.
فإذا كان الإنسان يتأثر بالبيئة التي نشأ بها، وعاش بها وترعر بها، فإن حب كل ما هو موجود في هذه البيئة واجبٌ عليه وتتمثل هذه الحقوق في حقوق الأخوة، وحقوق القرابة، وحقوق الجار، وغيرها من الحقوق التي يجب على كل إنسان أن يراعيها، وقد سخر لنا كل ما في هذا الوطن، لذلك واجب علينا الحفاظ عليه والاستمتاع به، والدفاع عنه إذا أصابه أي مكروه.



دور التربية الإسلامية في تنمية الشعور بحب الوطن :-

1- تربي الإنسان على أن يشعر بحب الوطن وفضل الوطن عليه، بعد الله تبارك وتعالى، منذ صغره يجب أن يشنأ على ذلك، ويتعلم رد الجميل، ويعلم كيف يجازي الإحسان بالإحسان، وذلك لأن تعاليم الدين الإسلامي تنص على ذلك.
2- غرس بذور المودة والمحبة في قلوب أبناء الوطن، وذلك حتى يتوفر جو من الألفة والأخوة بين أبناء الوطن وبين بعضهم البعض، الذين يقفون معًا لمواجهة أي ظروف.
3- وغرس حب الانتماء للوطن، وتوضيح معنى هذا الحب، وبيان كيفية وذلك من خلال المؤسسات التربوية المختلفة كالمسجد، والبيت، والمدرسة، ومكان العمل وغيرها من الأماكن التي تجعل الإنسان يحن لموطنه.
4- العمل بجدية للتقدم بالموطن، ولا يمكن ان يحدث هذا إلا عندما يدرك كل فرد ما عليه من واجبات فيقوم بها على أكمل وجه.
5- يجب أن يربى أبناء الوطن على تقدير الخيرات التي يقدمها لنا الوطن، والتي من حق الجميع أن يتمتع بها.
6- التصدي لكل شخص يحاول الإخلال من أمن الوطن، وذلك بمختلف الوسائل المتاحة للإنسان.
7- أيضًا يدافع أبناء الوطن على وطنهم بالقول والعمل.
8- معرفة تاريخ الوطن، ويجب أن يكون أبناء الوطن على دراية كافية به.
لقد قال رسولنا الكريم: «ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك»؛ رواه الترمذي، كلمات قالها وهو يودع وطنه، تكشف عن حب عميق للوطن، وتنكشف عند مدى التعلق برمالها، وبوديانها، وجبالها وهوائها ومائها، وأنه يكره الخروج من مكة ولولًا أنه أجبر على الرحيل، وقال الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾[التوبة:40].
وقد قال الجاحظ: "كانت العرب إذا غزَتْ، أو سافرتْ، حملتْ معها من تربة بلدها رملًا وعفرًا تستنشقه"، إن هذه الأرض هي الأرض التي ولد بها، وعاش بها، وشب بها، وتزوج بها، فالوطن هو ذاكرة الإنسان، حيث يوجد الأحباب والأصحاب، والباء والأجداد.
وقال الغزالي أيضًا: "والبشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص"



واجب المواطنين تجاه الوطن :-

إن الولاء للوطن هو من أهم واجبات المواطنين لأوطانهم، فكلمة ولاء تعني أن يقدم الإنسان كل الولاء إلى وطنه، وان لا يكون أي شيءٍ أخر أقرب إلى قلبه من حب الوطن، ولا يفكر حتى لمجرد التفكير في خيانة الوطن بأي شكل من الأشكال، وبأي صورة من الصور، ومن صور خيانة الوطن وعدم الولاء له هو أن يسافر الشخص ويعمل بعيدًا عن موطنه فإن هذا الأمر يعتبر من عدم الولاء إلى الوطن، وأيضًا من صور خيانة الوطن هو الاتفاق مع عدو الوطن بأي شكل قد يكون له ضررًا على الوطن، أو أن يقوم هذا الشخص بتشويه شكل الوطن فهذا الأمر يعتبر من أسوء صور الخيانة التي يمكن أن يقوم بها هذا الشخص، ومن أسوء الصور التي تضر بالوطن تدل على عدم الانتماء إليه، هي أن يقوم الشخص بتهريب المخدرات، أو استيراد أدوية منهية الصلاحية كل هذا يدل على عدم الولاء إلى الوطن، ومن أهم أشكال الولاء إلى الوطن هي أن يقوم الشخص من رفع قيمة وطنه، وأيضًا محاولة الارتقاء بالوطن بأي شكل من الأشكال، والعمل بجد حتى تساعد على رفع اقتصاد الوطن، فإن كلمة ولاء تعني أن يكون التعامل مع الوطن سليم.
إن الانتماء للوطن له طرق ثابتة، وأسلوب واحد يجب على الشخص أن لا يضع فرق بين شخص وبين آخر، وعدم وضع فرق بين دولة ودولة أخرى حيث أن القانون يشمل الجميع، وفيما يلي سوف نقدم لكم أهم الواجبات التي يجب أن نقدمها للوطن :-
• حب الوطن :- 
إنه واجب على كل المواطنين أن يكون بداخلهم حب للوطن، أن يمشي في عروقهم حب الوطن والخوف عليه، وإذا غاب الشخص عن وطنه يشعر بالحنين إليه، ويشعر بالرغبة في العودة إليه ليشم رائحة ترابه، ويمتع عينه بأشعة الشمس الذهبية، ويعيش في أحضان وطنه من جديد، وهذا يحدث عندما يتعلق الإنسان بالوطن، وعندما يتعلق بكل الأشياء الموجودة في الوطن وعندما يشعر بساعده داخلية وهو في وطنه، بجانب أهله وعائلته وجيرانه، أن تعود الحياة مرة أخرى إلى الشخص عندما يعود لوطنه وأن يستمتع ويسعد قلبه وهو يمشي في شوارع الوطن ويستنشق هوائه العليل، ويسعد الإنسان عندما يتذكر ذكرياته في هذا الوطن ويفخر بهذه الذكريات، وأن يقضي أجمل أوقاته في وطنه في وسط أصدقائه، وذلك لأن الوطن يستحق منا هذا، يستحق أن نضحي من أجله، يستحق منا أن نموت بها كما ولدنا وكبرنا فيه، كما عشنا أجمل ذكريات، وكما فرحنا به من قلوبنا، وبكينا على أراضية من الحزن ولكنه سرعان ما كان يبث في قلوبنا الأمل والحياة، لنحيا من جديد ولنعيش بكل سعادة ورضا، وندعو له دائمًا أن يحميه الله على طول الأمد من كل الأعداء والطامعين، والراغبين في الإيقاع به سواء من داخل الوطن أو من خارجه.



• التضحية من أجل الوطن :- 

إن من أسمى صور الولاء للوطن، هو أن نفديه بأرواحنا، وأن نعمل على التضحية من أجله إذا تطلب منا هذا الأمر، وكل هذا لأن الإنسان يرغب في أن يرى وطنه يعيش في أمن وفي سلام، ويرغب في أن يجعل مستقبل آمن لأبنائه في هذا الوطن العريق، وتضحية تكون بكل ما يمتلكه الإنسان ؛المال والنفس والولد ف سبيل المجتمع فإذا كانت التضحية بالأبناء في سبيل الوطن ليحرروه من الأعداء فالوطن أهم، أما إذا كانت التضحية بالأموال فلا مال مقابل أراضي الوطن ويقدموا أرواحهم وموالهم وأبنائهم بكل فخر لأن وطن الإنسان يعتبر نفسه وإذا كان يحتاج الوطن شي فنلبيه لنحي حياه أمنه ومطمئنه ونعيش في سلام ورخاء, وتحس جميع الأديان السماوية على التضحية من أجل الوطن وتزرع  ذلك في النفوس؛ لأن في وقتنا ذلك يستحيل أن يعيش الإنسان بكرامه وعزه  بدون وطن وملجأ يؤويه ويعيش فيه لذلك فان من يضحي من أجل وطنه فإنه قد قدم أجمل وأروع مثال في الوطنية؛ لأن الوطن يستحق أكثر من هذا.
• العمل على ارتقائه :- 
واجب الشعوب علي الأوطان هو العمل على ارتقائه والنهوض بيه ليجعلوا من الوطن منارة للشعب فإذا كنا نريد ذلك فعلي المواطنين التحلي بالأخلاق الحميدة والعادات الطيبة الحسنه, ويما إن العلم هو رمز ارتقاء الوطن فيجب علي الوطن إن يصبح من أفضل الأوطان في جميع العلوم ومجالاته المتعددة فالعلم هو السبب الرئيسي في ارتقاء الأوطان وتقدمها والعلم أيضا يستطيع أيرفع الوطن من مستويات التدني والقاع إلى القمة المزدهرة، وكمثال ها هو شعب اليابان ضحوا بأموالهم في سبيل ازدهار الوطن بعد الأحدث في الحرب العالمية الثانية من خراب ودمار ولأنه شعب باسل ناجح مصر علي النجاح فقد نجح شعب اليابان في الارتقاء بوطنهم وكثفوا طاقتهم في تطوير العلوم في شتي المجالات ونجحوا في ذلك فاليابان تعتبر من انجح الدول المتقدمة في العالم وذلك بسبب مواطنيها وإصرارهم علي النجاح والتقدم لان الوطن والمواطنين واحد تقدم الوطن من تقدم المواطنين.
• العمل علي رفع قيمة الوطن :- 
بعد أن تعرفنا على قيمة هذا الوطن فإنه واجب على كل مواطن أن يرفع من قيمة وطنه، حتى يعلم بها من لا يعرفها، ويتم رفع الوطن من خلال العمل بجد واجتهاد، وبذل كل المجهود في العمل للرفع من هذا الوطن، لذلك يجب على الفرد أن يعمل بضمير وبإتقان ودقة عالية، لأن هذا الأمر سوف يعود على وطنه بالنفع وعليه هو أيضًا، ويجب على الشخص أيضًا أن يعمل على الارتقاء بالوطن والرفع منه حتى لا يصل الوطن إلى مراحل التخلف، ومن صور أن يرفع الإنسان من وطنه عن طريق عكس صورة جيدة عن الوطن، أو أن يقوم بمعاملة الآخرين عندما يكون خارج البلاد بشكل جيد حتى يعلمون مدى رقي هذا الشعب في التعامل، وأن لا يتكلم هذا الشخص إلا بالكلام الجيد سواء داخل بلده أو خارجه، بهذا الشكل فإنه سوف يعمل على رفع مستوى بلده والرقي به.

واجبات أخرى تجاه الوطن :-
• خدمة الوطن :- 
من المعروف أن الإنسان لديه القدرة على أن يقوم بخدمة وطنه على أكمل وجه، وذلك من خلال العمل بجد واجتهاد ومراعاة الضمير في كل الأعمال الوظيفية، وذلك في جميع المجالات والأنشطة، وفي كل التخصصات والمهن، سواء كان هذا العمل سهل وبسيط ولا يحتاج إلى أي جهد، أو كان هذا العمل معقد وصعب، في الحالتين يجب على المواطن أن يعمل بمضير ودقة، حيث أن وطننا لا يكبر بسبب نجاح مهنة واحدة فقط، بل إن الوطن يكبر عندما تنجح كل المهن، عندما يقوم جميع العمال بأداء ما عليهم من واجبات بكل دقة وأمانة، وجميع المواطنين يشتركون في التقدم بهذا الوطن كل شخص على قدر استطاعة، وعلى قدر ما يقدم للوطن من خلال عمله، حيث أن الوطن يحتاج إلى الشخص البسيط الموظف الذي يعمل بكل جهد وضمير، وأيضًا يحتاج الوطن إلى الشخص الذي دائمًا ينير عقله ويقدم لوطنه الكثير من الأفكار، والمواطن الذي لديه موهبة فيعمل على تنميتها حتى يقدم أفضل الأعمال لهذا الوطن.
• تطوير الوطن :- 
إن هذا الوطن يكبر بشبابه فهم عماد هذا الوطن الذين يقوى بهم الوطن ويرتفع، ومن دونهم فإن الوطن يهزل ويضعف ويتأخر، فمن المعروف أن أي وطن يتقدم ويرتفع ويرتقي عندما يتقدم أبنائه، وينهزم ويعود، ويجهل ويخمل عندما يضعف أبنائه، لهذا السبب فإنه يجب على كل أبناء الوطن أن يبذلوا كل مجهودهم لكي يطوروا هذا المجتمع، في جميع المجالات، وبأي وسيلة.
• الدفاع عن الوطن :- 
عندما يتعرض الوطن لأي ضرر، أو يصيبه أي خطر سواء كان هذا الخطر داخلي أو خارجي فإنه يجب على أبناء الوطن أن يدافعوا عنه بكل ما أتوا من قوة، وأن يدافع عنه بكل الوسائل، وأن يكون مستعد للضحية بكل ما يملك من أجل هذا الوطن، وقد جاء في القرآن الكريم أن الدفاع عن الوطن، وفداء الوطن بأرواحنا واجب علينا، وقد جاء ذلك في آية: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[الممتحنة:8].
• الحفاظ على الممتلكات :- 
من واجب الوطن علينا أن نحافظ على كل ممتلكات الدولة، وعدم التعرض لها بأي ضرر بل بالعكس إذا وجدنا شخصًا يتعرض لها واجب علينا أن نقف له ونمنعه عن ما يقوم به من فعل شنيع، لأن هذه الممتلكات هي أكبر دليل على مدى تطور وتقدم هذا الشعب والدليل أنه يحافظ على ممتلكات الدولة، حيث أنه يجب على كل مواطن أن يحافظ على نظافة كل حدائق وشوارع الدولة ولا يلقي بها القمامة، وأن يحافظ على جميع المباني ولا يعمل على تخريبها، ولا يتعرض للمعابد التي تعتبر تراث الوطن، وأن يحافظ على كل الآثار التي خلفها لنا الأجداد ومنع عمليات السرقة التي تحدث لها، لأن هذه الممتلكات هي أهم دليل على تاريخ الوطن العريق؛ لأن هذا واجب على مواطن كأنه يحافظ على ممتلكاته الخاصة، وأن يحافظ على ماله الخاص، وذلك لأن الحفاظ على الآثار التي خلفها لنا الأجداد هي دليل على الأجيال على أن هذا الوطن له تاريخ حتى يزرع ذلك في قلوبهم حب الوطن، وإن هذا الفعل يبين مدى حب الوطن ومدى انتمائه له.
• الافتخار بالوطن :- 
يجب على كل مواطن أن يفتخر بوطن وأن يسعد بالعيش به، وأن يظهر هذا الفخر والاعتزاز في كل تصرفاته، مثل أنه عندما يسأله أحد على موطنه جيب بكل فخر، وثقة، وعزة أن من هذا الوطن، حيث أن المواطن بالانتماء إلى هذا الوطن فإن هذا الأمر يجعل الأشخاص يعجبون بهذا الوطن ويشعرون بأنه مكان مميز وراقي.
• الالتزام بالقوانين :- 
يجب على المواطن الذي يحب بلده وينتمي لها أن يحترم القوانين ولا يخالفها، حيث أن كل بلد لها قوانين مختلفة ومستقلة، وذلك لأن أي قانون تقوم الدولة بوضعها تعتبر أساسية في مصلحة الدولة، لذلك يجب على كل مواطن أن يحترم هذه القوانين ولا يتعدى عليها، وأن يتم معاقبة كل من يحاول أن يتجاوز هذه القوانين مهما كان هذا الشخص ومهما كانت مكانته لأنه لا يوجد أي شخص فوق القانون.
• احترام العادات والتقاليد :- 
إن كل وطن يوجد به عادات وتقاليد مختلفة عن غيره، لهذا السبب يجب على كل مواطن يحترم العادات والتقاليد، وأن لا يبتعدوا عنها أو تجاوزها إذا كانت ترضى الله ورسوله، ولكن إذا كانت هذه العادات والتقاليد عكس ما جاء به القرآن فيجب أن نبتعد عنها على الفور، أما إذا كانت عكس ذلك فيجب احترامها وعدم السخرية منها والالتزام بها.
• الاهتمام بتاريخ الوطن :- 
يجب على كل مواطن أن يهتم بتاريخ وطنه العريق، وأن يعظم هذا التاريخ ويكبر منه ويحافظ عليه من المخربين والعابثين سواء من أبناء الوطن أو من الخارج، حيث أن هذا التعرف يعرفنا ما أهمية هذا الوطن وما قام به من إنجازات، وما الحروب التي مر بها هذا الوطن، وأيضًا يعرفنا على أهم الثورات التي حدثت ونتائجها، ويعرفنا جميع الأحداث المهمة التي حدثت في الموطن، حتى نتعرف على تاريخنا العريق مما يزرق بداخل المواطن الفخر لما قامت به بلاده من إنجازات.
• الاهتمام بالآثار الموجودة في الوطن :- 
من المؤكد أن كل وطن ترك فيه السابقون أثار تكون محل ثقة لكل المواطنين وكل شعب هذا الوطن، ومن هذه الآثار مثل المباني والزخارف، والمقابر، والمعابد وغيرها من الآثار الثابتة منها والمنقولة، لهذا السبب واجب على كل مواطن أن يحافظ على تاريخ وطنه من الضياع ومن التلف، وأن يتم ترميمها ووضعها في المتاحف المختلفة حتى يتعرف عليها الأجيال القادمة ويتعرفون على ما قام به أجدادهم من إنجازات وهذا الأمر سوف يزيد من حبهم إلى الوطن واعتزازهم به، ومن صور الاعتزاز بتاريخ الوطن هو أن يتم الاحتفال بكل المناسبات المميزة في الوطن.
• التحدث بلغة الوطن :- 
يجب على كل المواطنين أن يتحدثوا بلغة الوطن، لأن هذا يعتبر من أهم الواجبات التي يقوم المواطنين تجاه الوطن، وهذا الأمر لا يعني أن يتجنب الشخص التعرف على اللغات المختلفة، ولكن يجب عليه أن تكون لغته هي الأساس وهي الأصل بالنسبة للشخص.

تجليات حب الوطن :-
إن حب الوطن غير مقتصر على المشاعر، ولكنه مرتبط بالأفعال، ومن أجمل ما يتجلى به  حب الإنسان لوطنه هو الدعاء له، إن الدعاء تعبير صادق عن ما يحمله القلب من حب لأن الدعاء هو علاقة مباشرة مع الله لا يمكن الكذب فيها، ولا الخداع، ولا الغش، حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا: «اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفَي ما جعلتَ بمكة من البركة»؛ رواه البخاري ومسلم، وفي مسلم «اللهم باركْ لنا في تمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعِنا، وبارك لنا في مُدِّنا، اللهم إن إبراهيمَ عبدُك وخليلُك ونبيُّك، وإني عبدُك ونبيُّك، وإنه دعاك لمكة، وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعا لمكة، ومثله معه»؛ رواه مسلم.
وقد ذكر الله تبارك وتعالى في كتابه عن نية إبراهيم أنه دعا لمكة بهذا الدعاء: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 126] ودعوة سيدنا إبراهيم تظهر ما في قلب الإنسان من حب وانتماء إلى وطنه، فقد دعا بالرزق، ودعاء لها بالأمن وبعوامل البقاء، ودعا لها بأن يبعد عنها من يفسدوا الديار فقد قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33]، فقد قال رسولنا الكريم: «إن الله خَلَقَ الخلْقَ، حتى إذا فرغ منهم، قامَتِ الرَّحمُ فقالت: هذا مقامُ العائذ من القطيعة، قال: نعم، أمَا ترضَيْنَ أن أصلَ مَن وصَلَك، وأقطع مَن قطَعَك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لكِ»، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقرؤوا إن شئتم: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ(22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 22 - 24]».
ويجب أن يحدث ترابط بين أبناء الأمة الواحدة حيث أنه إذا تهيئ أبناء الأمة الواحدة وأصبحوا مترابطين فإن هذا الجو هيئ لبناء الوطن، وأول خطوة للتقدم الوطن هو التعليم، فإذا أنتشر التعليم بين أبناء الأمة تقدمت الأمة، فإن هذا أول مقومات الحضارة.
وحب الوطن أيضًا يعني الحفاظ على الحق العام للوطن، وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس شركاء في العديد من الأمور التي لا يجوز لأي أحد أن يعتدي عليها وقال: «الناس شركاء في ثلاثة: في الكلأ، والماء، والنار»؛ رواه أحمد وأبو داود.

أثر تنمية حب الوطن في حياتنا :-
إن من صور الحنين عن الوطن، أنه إذا غاب عنه وأتى له شخصًا من الوطن فيسأله عنه، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء إلى المدينة أخذ يسأل (أصيل الغفاري) عنها لما قدم له من المدينة، عن ابن شهاب قال: «قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الحجاب على أزواج النبي فدخل على عائشة رضي الله عنها فقالت له: يا أصيل! كيف عهدت مكة؟ قال: عهدتها قد أخصب جنابها، وابيتضت بطحاؤها، قالت: أقم حتى يأتيك النبي فلم يلبث أن دخل النبي، فقال له: (يا أصيل! كيف عهدت مكة؟) قال: والله عهدتها قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق اذخرها، وأسلت ثمامها، وأمشّ سلمها، فقال: (حسبك يا أصيل لا تحزنا».
وقال ابن العربي في أحكام القرآن: "قال علماؤنا لما قضى موسى الأجل طلب الرجوع إلى أهله وحنّ إلى وطنه وفي الرجوع إلى الأوطان تقتحم الأغرار وتركب الأخطار وتعلل الخواطر ويقول لما طالت المدة لعله قد نسيت التهمة وبليت القصة".

خاتمة موضوع حب الوطن :-
ولكل بداية نهاية، وبعد هذا الجهد المتواضع أتمنى من الله أن أكون قد وفقت فيما سردت عن حب الوطن، وفي الأمثلة التي قمت بذكرها والله الموفق.
7:04 م

مذكرة لغة عربية للصف الثاني الثانوي لعام 2018

مذكرة لغة عربية للصف الثاني الثانوي لعام 2018
مذكرة لغة عربية للصف الثاني الثانوي لعام 2018
مذكرة لغة عربية للصف الثاني الثانوي لعام 2018
صيغة المذكرة :- pdf

المذكرة إعداد :- استاذ محمد عبد العزيز

عدد صفحات المذكرة :- 98 صفحة

11:30 ص

توزيع درجات مادة اللغة الإنجليزية حسب القرار الوزاري 377 لسنة 2017

توزيع درجات مادة اللغة الإنجليزية حسب القرار الوزاري 377 لسنة 2017


اعلنت وزارة التربيه والتعليم منذ ساعات عن التوزيع النهائي لدرجات مادة اللغه الانجليزيه وذلك حسب القرار الوزاري رقم 377 لسنة 2017
متمنين لجميع الطلبه والطالبات التوفيق والنجاح


18‏/10‏/2017

11:45 م

بحث عن دور التربيه في تحقيق التنيمة المستدامة للدكتور كليب سعد كليب

تمهيد:
تطورت مفاهيم التنمية في العقدين الأخيرين من  القرن العشرين إلى حد أنها جعلت من الإنسان الموضوع المحوري لسيرورة التنمية والمستفيد الأول منها بعد أن كانت نظريات التنمية التقليدية تضع هدف زيادة معدلات النمو الإقتصادي على رأس قائمة الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.
فما الذي تغيّر في مفهوم التنمية؟ ما هي التنمية المستدامة؟ وما هي الأسباب التي أدّت إلى ادماج مفهوم “الإستدامة” في مفهوم التنمية البشرية؟ وكيف تسهم التربية في تحقيق هذا النوع من التنمية؟
هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذه الورقة.
أولاً: في تغير مفهوم التنمية:
تغير مفهوم التنمية مرات عدة خلال العقود الستة الأخيرة. ففي عقدي الخمسينات والستينات من القرن العشرين ساد مفهوم “التنمية الاقتصادية” بشكل واسع(1). ولقد استند هذا المفهوم إلى مؤشرات كمية خالصة أبرزها متوسط دخل الفرد الذي حظي بأكبر قدر من القبول من الاقتصاديين وتم استخدامه في عقد المقارنات الدولية بين الدول المتقدمة والأقل تقدماً.
فمؤشر متوسط دخل الفرد رغم بعض أوجه القصور فيه حيث أنه لا يعكس مدى التفاوت في مستوى المعيشة بين فئات السكان ضمن المجتمع الواحد إلا أنه يدل على مدى التفاوت في مستويات المعيشة بين البلدان المختلفة رغم الصعوبات الفنـية التـي تحـول دون إجراء مقارنات سليمة عن مستويات المعيشة في كل من البلدان المتقدمة والنامية لأن الأرقام المنشورة عن مستويات المعيشة في هذه الأخيرة تتحيّز نزولاً

ي أوائل عقد السبعينات من القرن العشرين ظهر اتجاه جديد بين الاقتصاديين يسلط الضوء على مفهوم جديد للتنمية هو “التنمية الاجتماعية” يأخذ بعين الاعتبار انعكاس السياسات التنموية على بنى المجتمع وأنشطته الاقتصادية، ولقد اعتمد أصحاب هذا الاتجاه معياراً آخر لقياس التنمية غير متوسط دخل الفرد وهو ما سمي بمعيار “إشباع الحاجات الأساسية”. ولقد اعتبر هؤلاء أن المعيار الجديد أفضل من معيار متوسط دخل الفرد في الحكم على مدى نجاح أو فشل التنمية لسببين:
الأول:   عدم تساوي الحاجات الإنسانية في الأهمية. وزيادة الدخل قد تستخدم لإشباع هذه الحاجة أو تلك. فقد ينتج عن زيادة الدخل إشباع حاجات قليلة الأهمية لتلبية مطالب الفئات المترفة مثلاً على حساب إشباع حاجات أكثر أهمية لقطاع واسع من الناس (كتوفير الغذاء الضروري أو اللبس والمسكن الملائمين).
الثاني: إن هناك من الحاجات الإنسانية ما لا يدخل في حساب الدخل. فقد يزيد  الدخل ولكن تزداد معه معدلات البطالة أو يقل وقت الفراغ فلا تدل زيادة الدخل على ارتفاع مستوى الرفاهية. (2)
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن مؤيدي معيار إشباع الحاجات الأساسية رغم اعتبارهم أنه أكثر جدوى وأهمية من معيار متوسط دخل الفرد إلا أنهم لم يتنكروا لهذا الأخير أو يعمدوا إلى التقليل من أهميته.
في مطلع التسعينات طُرح مفهوم جديد للتنمية هو “التنمية البشرية” الذي اعتمد معياراً جديداً لقياس التنمية غير المعيارين القديمين: متوسط دخل الفرد وإشباع الحاجات الأساسية. لقد كان المعيار الجديد معياراً مركباً يتكون من ثلاثة عناصر:
  • متوسط دخل الفرد – 2- العمر المتوقع عند الولادة – 3- مستوى التعليم.
ووفق هذا الأساس جرى ترتيب دول العالم بعضها فوق البعض الآخر وفقاً لمدى نجاحها أو فشلها في الارتفاع بمتوسط دخل الفرد وزيادة العمر المتوقع عند الولادة وفي محو الأمية وزيادة نسبة المقيدين بالمدارس.
لقد تبنى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (undp) مفهوم التنمية البشرية والمعيار العائد له وراح يصدر منذ سنة 1990 تقريراً سنوياً عن التنمية البشرية يصنّف بلاد العالم تبعاً لهذا المعيار الجديد.
لقد لاقى مفهوم التنمية البشرية شهرة كبيرة وقبولاً واسعاً رغم أنه يستبعد عدداً من العناصر كالبطالة والعمالة وحجم وقت الفراغ ونمط العلاقات الاجتماعية ومدى الشعور بالاستقرار والحريات السياسية والفردية ومدى انتشار الجريمة… وغير ذلك.
وعند استعراض تطور تقارير التنمية البشرية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منذ سنة 1990 وصعوداً يتضح أن مفهوم التنمية البشرية لم يتبلور بشكل كامل إلاّ في التقرير السنوي لعام 1993 حيث تم إبراز معايير المشاركة، المساءلة، التمكين، اللامركزية، الأسواق الرؤوفة، ودور الجمعيات الأهلية… وغير ذلك.
ويعتبر التقرير أن مفهوم التنمية المستدامة يُعنى بربط النمو الاقتصادي بهدف أكبر هو تحسن نوعية حياة الناس مع توزع سليم للدخل وعناية أكبر بشؤون البيئة.
ويبحث تقرير التنمية البشرية لعام 1996 طبيعة ودرجة العلاقة بين النمو الاقتصادي والتنمية البشرية التي تم تحديدها على أنها توسيع لخيارات الناس بتوفير الفرص لهم في مجالات العمل والدخل والصحة والتعليم والحقوق الأساسية. ويؤكد التقرير أن النمو الاقتصادي هو وسيلة أما الغاية فهي التنمية. وبهذا السياق يركز التقرير على أهمية المشاركة بين الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص والمنظمات الأهلية في قضايا إدارة هذه العملية.(3)
ثانياً: في مفهوم التنمية البشرية المستدامة:
يعرّف تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة للعام 1996 التنمية البشرية المستدامة بأنها ذلك الشكل من التنمية الذي يُلبي حاجات الجيل الحاضر دون أن يعرّض للخطر قدرة الأجيال المقبلة على تلبية حاجاتها.(4) ويلحظ مفهوم الاستدامة في هذا التعريف البعد الزمني المستقبلي في التحليل وهو ما كان مهملاً أو ثانوياً في اطار نظريات النمو الاقتصادي التقليدية التي كانت تضع هدف تعظيم الربح هدفاً شبه وحيد للنشاط الاقتصادي دون الأخذ بعين الاعتبار للآثار السلبية التي يمكن ان تنتج عن التنامي السريع لوتيرة الإنتاج على الإنسان نفسه وعلى الموارد الطبيعية وديمومتها وعلى المحيط والنظام الطبيعي.
والتنمية البشرية المستدامة وفق هذا المفهوم إطار متكامل من التحليل والعمل تشترك فيه المؤسسات الدولية والحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد، بشكل واعٍ وهادف، من أجل ضمان شروط أفضل لحياة الأجيال الحاضرة والقادمة على حد سواء.
ويتم النظر إلى موضوع الاستدامة وفق هذا المفهوم استناداً إلى منطق يعتبر أن لا إمكانية لتحقيق العدالة بين الأجيال الحاضرة والمقبلة إذا أغفلنا تحقيق العدالة والإنصاف والديموقراطية ضمن الجيل الواحد (الحالي).(5) وهنا يدخل تطوير جديد على مصطلح التنمية البشرية المستدامة لتصبح التنمية التي لا تكتفي بتوليد النمو وحسب، بل توزّع عائداته بشكل عادل أيضاً. انها التنمية التي تجدّد البيئة ولا تدمّرها وتمكّن الناس ولا تهمشهم وتوسّع خياراتهم وتؤهلهم للمشاركة في القرارات التي تؤثر في حياتهم. إن التنمية البشرية المستدامة هي تنمية في صالح الفقراء والطبيعة والمرأة وهي التي تشدّد على تحقيق النمو الذي يولد فرص عمل جديدة ويحقق العدالة فيما بين الناس.(6)
لم يأت مفهوم التنمية البشرية المستدامة هذا من فراغ. ولا يمكن اختزال تاريخه بتبني البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة له في نهاية العام 1994.
إن ظهور هذا المفهوم الجديد جاء تتويجاً لمسيرة فكرية ابتدأت قبل ذلك بثلاثة عقود على الأقل. فالخطاب التنموي ذو المضامين التحررية والاستقلالية والاشتراكية والذي نادى به كتاب ومفكرون وأحزاب سياسية وأنظمة استقلالية في بلدان العالم الثالث خلال عقد الستينات من القرن العشرين شكّل أرضية مناسبة لهذا المفهوم الجديد.
كما أن التقرير الذي وضعته لجنة من الاقتصاديين في سنة 1976 حول إصلاح النظام الاقتصادي العالمي وكيفية معالجة الخلل الحاصل في علاقات التعاون الدولي شكل خطوة إضافية في هذا الاتجاه.
وقد أتى الإعلان العالمي عن حق الإنسان في التنمية الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 4/12/1986 والذي شكّل نصاً متقدماً في تعريف التنمية ومتطلباتها ومكوناتها، بمثابة خطوة متقدمة باتجاه اعتماد مفهوم مستدام للتنمية البشرية. إذ جاء في نص الإعلان “أن التنمية هي سيرورة شاملة اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية، تهدف إلى تحقيق تقدم مستمر في حياة جميع السكان ورفاهيتهم، وهذه السيرورة تقوم على أساس مساهمة جميع الأفراد بشكل نشيط وحر في التنمية، وعلى أساس التوزيع العادل لعائداتها”.
كما جاء أيضاً في النص أن الجمعية العمومية للأمم المتحدة: “تقّر بأن الإنسان هو الموضوع المحوري لسيرورة التنمية التي يجب ان تجعل من الكائن البشري المشارك الأساسي في عملية التنمية، والمستفيد الأول منها، وتقر بأن إيجاد الشروط المساعدة على تنمية الشعوب والأفراد، هو الوسيلة الأولى للحكومات. كما أنها تدرك ان الجهود العالمية المبذولة من أجل تطوير الالتزام بحقوق الإنسان والدفاع عنها، لا بد أن تتلاءم مع جهود مماثلة من أجل إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد” (7)
وما يميّز هذا الاعلان هو التركيز على الحق في التنمية باعتباره يقع في صلب حقوق الإنسان، وفي تركيزه على ترابط الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية. كما ان الاعلان يركّز كثيراً على حق الشعوب في تقرير مصيرها، ورفض الاستعمار والتمييز العنصري، وعلى تعزيز التمثيل الشعبي. كما يشّدد على مسؤولية الحكومات في تأمين مقومات التنمية وتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
إن العناصر التي أشرنا إليها أدخلت تغييرات نوعية على النظرة إلى معاني النشاط الإنساني وأشكاله، وأهدافه وغاياته، والى منهجية فهم الواقع ورسم الاستراتيجيات التنموية.
ولقد أتت إحدى الخلاصات التي خرجت بها قمة الأرض الأولى التي عُقدت في الريو ديجنيرو عام 1992 بالغة التعبير في هذا الشأن إذ اعتبرت “أن كوكب الأرض ليس ملكية خاصة للأجيال الحاضرة، بل هي تشغلها على سبيل الاستعارة من الأجيال القادمة”.
ولقد أتت قمة الأرض الثانية في جوهانسبورغ (2002) التي انعقدت بعد عشر سنوات على القمة الأولى لتؤكد بأنه لا يمكن الفصل بين أهداف التنمية في القضاء على الفقر ورفع المستوى الصحي والتعليمي لسكان الأرض ومكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة والأمراض المعدية الواسعة الانتشار، ومكافحة التلوث وحسن إدارة الموارد البيئية والطبيعية.. الخ.
كما لا يمكن الفصل بين هذه الأهداف باعتبارها حقوقاً إنسانية غير قابلة للاختزال والاستبدال وبين ضرورة إيجاد بيئة وطنية وعالمية ومؤاتية لتحقيق هذه الأهداف.(8)
إن التوجه الأساسي لمفهوم التنمية البشرية المستدامة يتمثل في اعتماد منهجية بديلة تنظر إلى التنمية في وقتنا الحاضر في بعدها الوطني والعالمي انطلاقاً من وجهة نظر المستقبل الذي تمثله مصالح الأجيال القادمة في العيش في بيئة صحية ونظيفة وفي مجتمعات قائمة على العدالة والديمقراطية.
إن مفهوم الاستدامة يتطلب وجود استراتيجية علمية تحدّد الغايات والأهداف وتختار الآليات والوسائل الضرورية لتحقيقها. أي أنها تتطلب التخطيط المستقبلي كشرط إلزامي.
كما تتطلب آليات ديمقراطية وتشاركية تضمن أوسع مشاركة ممكنة في صنع القرار، لضمان التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في عملية التنمية.
ومعنى البيئة من منظور مفهوم التنمية البشرية المستدامة لا يقتصر على الطبيعة ومواردها بل هو يعني أيضاً البيئة الإنسانية المتفاعلة مع المجال المكاني أيضاً في تطورها عبر الزمن.
ثالثاً: في الظروف والأسباب التي أدت إلى طرح مفهوم الاستدامة:
ما كان لمفهوم التنمية المستدامة أن يظهر إلا في الفترة التي ظهر فيها. فهو أتى في أعقاب عدد من التطورات والتحولات الكونية التي حدثت في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين.
في مقدمة هذه التطورات الأزمات الاقتصادية التي بدأت بالظهور منذ مطلع السبعينات بعد ربع قرن من النمو الاقتصادي المتواصل أعقب نهاية الحرب العالمية الثانية. لقد فرضت هذه الأزمات – وأبرزها أزمة النفط – نفسها على المستوى الفكري ودفعت باتجاه مراجعة كل النظريات التنموية القائمة ونبّهت إلى خطورة الاستغلال المفرط للثروات الطبيعية غير المتجدّدة والتزايد اللاعقلاني في معدلات الإنتاج والاستهلاك وما ينتج عن ذلك من تدمير للبيئة وتلويث للمحيطات وللفضاء ومن اختلالات عميقة في النظام البيئي مما يهدد أسس الحياة على الكوكب الأرضي. كما كان للتزايد الكبير في عدد السكان وللتسابق في ميدان التسلح النووي وما يمثله من تهديد لكل مظاهر الحياة دور بارز في البحث عن استدامة التنمية.
لقد كان إدماج مفهوم “الاستدامة” في مفهوم “التنمية البشرية” بمثابة الرد على الخوف الناتج عن تدهور المحيط بسبب التزايد السريع في وتيرة الإنتاج وزيادة الإنتاجية بسرعة قياسية. كما كان جواباً على إشكالية التعارض بين النمو الهائل في الثروة والتزايد الكبير في معدلات الفقر وانعدام العدالة على المستوى الكوني وداخل المجتمعات المحلية. وجواباً على اتساع الهوة بين الشمال والجنوب وبين الأغنياء والفقراء وعلى تدهور البيئة الطبيعية وتردي نوعية الحياة بالنسبة لغالبية سكان الأرض على الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الذي أحدثته ثورة المعلوماتية والاتصالات وعلى الرغم من توفر كل الأسباب لكي يعيش كل سكان الأرض في ظروف أفضل.(9)
ومما لا شك فيه انه كان لانهيار الكتلة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفياتي وما رافق ذلك من دعوات إلى  قيام نظام عالمي جديد دور في تغير أولويات التنمية وفي إطلاق مفهوم التنمية البشرية المستدامة.
إذن لقد جاء مفهوم التنمية المستدامة في زمن تراجعت فيه خيارات التنمية المستقلة وجرى فيه تطبيق الليبرالية الإقتصادية بشكل سريع فتم إعتماد سياسات جديدة مثل: تحرير الأسواق، تحجيم دور الدولة في الاقتصاد، خصخصة مشروعات القطاع العام تعديل السياسات الضريبية، الإنطلاق نحو العولمة… وغير ذلك.
لذا جاء بعض الاهداف والمفاهيم التي طرحها مفهوم التنمية المستدامة منسجماً مع شعارات تلك المرحلة مثل: اللامركزية- المشاركة- المساءلة- دور المؤسسات الدولية- دور الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني- الديمقراطية- التمثيل الشعبي- حقوق الإنسان- النظام العالمي الجديد- البيئة الوطنية العالمية… وغيرها.
وقد جاءت أهداف وشعارات أخرى تضمنها تقرير التنمية البشرية عن التنمية المستدامة تعبيراً عن الخيبة من عدم صدق تنبؤات الليبرالية الجديدة، حيث شهد العالم في العقدين الأخيرين من القرن العشرين تدهوراً في معدلات النمو وانتشار المجاعات والنزاعات المحلية والإقليمية وتفاقم المديونية الخارجية وتراجعاً في شروط التجارة الدولية ومن أبرز هذه الشعارات: مسؤولية الحكومة عن عملية التنمية- الأسواق الرؤوفة- تحسين نوعية عمل الناس وتوسيع خياراتهم- توزيع سليم للدخل- تنمية تؤكد إيجاد فرص عمل وتحقق العدالة بين الناس- رفض الإستعمار والتمييز العنصري- تمكين النوع- رفاهية الناس- مساهمة جميع الأفراد بشكل حر ونشيط في التنمية- الحقوق الأساسية… وغير ذلك.
بينما جاءت مجموعة ثالثة من الأهداف لتعبر عن الخوف الناتج عن الإستنزاف الكبير للموارد والتدهور الخطير للبيئة، وتلوث المحيط والإرتفاع الكبير في درجة حرارة الأرض مثل: عناية أكبر بشؤون البيئة- البعد الزمني المستقبلي- التخطيط المستقبلي- الإستراتيجية التنموية التي تجدد البيئة ولا تدمرها- سياسة تنموية في صالح الفقراء والطبيعة والمرأة- مكافحة التلوث… وغير ذلك.

رابعاً: كيف تسهم التربية في تحقيق التنمية المستدامة:
بعد ما يقرب من عشرين سنة على إطلاق مفهوم التنمية البشرية المستدامة، وبعد حوالي ست سنوات على إنطلاق الأزمة المالية والإقتصادية العالمية (2008) والتي أدت الى إنهيار إقتصادات البلدان الأكثر تقدماً وانهارت معها الإيديولوجيا الليبرالية المفرطة، وبغض النظر عما ستكون عليه أشكال وملامح الأنظمة الإقتصادية والإجتماعية التي قد تتشكل مستقبلاً، وبصرف النظر أيضاً عن الفارق في الدرجة التي بلغتها دول العالم المختلفة في تحقيق بعض الأهداف المتعلقة بإستدامة التنمية… فإن كوكبنا الأرضي بات بحاجة ماسة لإعتماد سياسات تربوية كونية تستجيب لتحقيق الأهداف الأساسية التي وردت في تقريرالتنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة للعام 1996 والمتعلقة بمفهوم التنمية المستدامة، وهذه الأهداف هي:
  • تعديل أنماط الاستهلاك المبدّدة للموارد الطبيعية والتي هي في جزء كبير منها ناضبة وغير قابلة للتجدّد.
  • عقلنة إستثمار الموارد الطبيعية والحد من النمو الاقتصادي الأهوج الذي يحيل الغابات خراباً ويلوث الأنهار ويدمّر التنوع البيولوجي ويستنزف الموارد الطبيعية وهذا يتطلب التعديل في أنماط التكنولوجيات المستخدمة.
  • عدم توريث الأجيال القادمة ديوناً اقتصادية أو اجتماعية تعجز عن تحملها.
  • تحقيق العدالة والإنصاف في العلاقات الاجتماعية الاقتصادية الحاضرة (الجيل الحالي). لأن تنمية تؤدي إلى استمرار اللامساواة الحالية بين الأفراد والشعوب لا يمكن أن تستمر. (10)
وبغية تحقيق الأهداف الأربعة الكبرى المشار إليها آنفاً فإن على دول العالم المختلفة (خاصة البلدان الأقل نمواً) إعتماد سياسات تربوية تحقق الأهداف المرحلية التالية:
  • تنمية حس المشاركة في الأسرة والمؤسسة والمجتمع وتوسيع هامش المشاركة الديمقراطية وزيادة مشاركة الناس في الحياة العامة.
  • تقريب المسافة النفسية بين الدولة ومؤسساتها من جهة وجمهور الناس من جهة ثانية
  • تقرير اللامركزية الإدارية دون أن يؤدي ذلك إلى زعزعة الوحدة السياسية للدولة.
  • تقوية دور هيئات المجتمع المدني والقطاع الأهلي على أن لا يكون ذلك بديلاً عن الدولة أو مدخلاً للتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية.
  • تنمية حس الإنتماء للمستقبل واعتماد التخطيط المستقبلي كإستراتيجية حياتية للأفراد والجماعات.
  • تنمية مشاعر العدالة والإنصاف والرأفة بين الناس.
  • تنمية السلوك أللاعنفي وإعتماد السبل السياسية والمفاوضات لحل المشاكل الدولية.
  • تنمية النشاطات الرياضية والفنية والترفيهية.
  • نشر الوعي البيئي حول أخطار بيئية تهدد الحضارة البشرية والكون برمته: الإحتباس الحراري، التصحر، نقص المياه… وغيرها.
  • نشر الوعي حول أهمية تنظيم التزايد السكاني، إذ أن الزيادة المفرطة للسكان باتت هي أداة الضغط الأكثر ثقلاً على الحكومات بإعتبارها السبب الأساس للعجز في المالية العامة وللدين العام وللإضطرابات الإجتماعية والإنحراف الإجتماعي وإنتشار الإرهاب. كما أنه من المؤكد أن التطور التقني الذي رفع معدلات النمو الإقتصادي خلال المائتي عام الأخيرة في العالم بما يفوق معدلات الزيادة السكانية لن يكون قادراً على إداء هذه المهمة الى ما لا نهاية خاصة في بلدان زاد عدد سكانها حوالي 500% خلال نصف قرن من الزمن (كحال سوريا مثلاً… وغيرها من البلدان)
  • تنمية حس الإنتماء إلى الإنسانية بعيداً عن كل أشكال التمييز العنصري والعرقي والطائفي.
  • نشر الوعي عن الأخطار الصحية المحدقة بالعنصر البشري والناتجة عن التلوث وتدهور المحيط البيئي والإدمان على المخدرات … وغيرها.
  • إبراز الأهمية الإستثنائية لعنصر الوقت بإعتباره الرأسمال الأثمن في الوجود بعد الإنسان.
  • إعادة ترتيب الأولويات في قائمة المشاكل الإقتصادية إذ لا بد من إعادة وضع مشكلة الندرة في المقام الأول حيث جرت خلال القرنين الأخيرين إحلال مشكلة التوزيع في المقام الأول بينما أزيحت مشكلة الندرة الى المركز الثاني.
  • الأستغناء عن أسلوب النمو الذي يتغذى بالدين والذي أثبتت الأزمة المالية والإقتصادية العالمية الأخيرة (2008) فشله.
  • تنمية روح المساءلة والنقد الذاتي والشفافية لدى الأفراد والناشئة.
  • تعزيز دور المرأة في الحياة والمجتمع.
  • تنمية حس المواطنة الذي يعترف بالآخر وبحق الإختلاف استناداً إلى المواثيق الدولية لحقوق الإنسان في حرية القول والعمل وإبداء الرأي وحرية الإنتقال… وغير ذلك.
  • تشجيع الإستثمار في الإقتصاد الحقيقي أي إقتصاد الإنتاج والتوزيع والإستهلاك (انتاج السلع المادية والخدمات الأساسية).
  • تحسين مستوى معيشة الناس وتخفيف حدة التفاوت الإجتماعي بين الطبقات والمناطق.
  • تنمية حس الإدخار عند المواطنين واعتباره فضيلةً من الفضائل التي يجب تعميمها في المجتمع. ويمكن عن طريق التربية توجيه السكان لزيادة حجم الإدخار الذي يمكن ان يتحقق في المجتمع طبقاً لفكرة ” الفائض الإقتصادي” التي طرحها بول باران عن طريق الإستفادة من موارد إدخارية مبدّدة وأخرى مكتنزة وثالثة كامنة.
تتمثل الموارد الإدخارية المبدّدة في صورة الاستهلاك غير الرشيد نتيجة تقليد ومحاكاة أنماط الإستهلاك في البلدان الغنية والتي لا تتلاءم مع واقع الحياة في البلدان النامية. وتتمثل الموارد الإدخارية المكتنزة بالمقتنيات التي تراكمت عبر السنين من معادن ثمينة كالذهب والحلي والتحف بفعل الدوافع الإقتصادية والأعراف والعادات والتقاليد الإجتماعية. أما الموارد الإدخارية الكامنة فتتمثل بالطاقات البشرية الفائضة التي تأخذ شكل البطالة المقنعة (وحتى السافرة أحياناً) في الزراعة وفي القطاع الحكومي.(11)
 تستطيع البلدان الأقل نمواً زيادة معدلات الإدخارات الوطنية المحققة فعلياً عن طريق ترشيد الإستهلاك العام والخاص وتحرير المدخرات المكتنزة وتحويلها الى فرص أستثمارية وعن طريق سحب الفائض من الموارد البشرية في الزراعة وفي قطاع الحكومة وتحويله الى طاقات إنتاجية جديدة.
خاتمة
تغير مفهوم التنمية مرات عدّة منذ عقد الخمسينات من القرن العشرين، فقد تدرّج من التنمية الإقتصادية الى التنمية الإجتماعية الى التنمية البشرية فالتنمية البشرية المستدامة.
لقد أتى إدماج مفهموم الإستدامة مع مفهوم التنمية البشرية في أعقاب عدد من التطورات والتحولات الكونية أبرزها: الأزمات الإقتصادية التي بدأت بالظهور منذ مطلع السبعينات من القرن العشرين، التزايد اللاعقلاني في معدلات الإنتاج والإستهلاك، تدمير المحيط البيئي وتلوث المحيطات والفضاء، التزايد الكبير في عدد السكان (خاصة في البلدان الأقل نمواً)، التعارض الناشىء عن التزايد الكبير في حجم الثروة العالمية وفي أعداد الفقراء في العالم، إنهيار الكتلة الإشتراكية وتراجع خيارات التنمية المستقلة في بلدان العالم الثالث، إنتشار الإيدولوجية الليبرالية المفرطة وقيام النظام العالمي الجديد… وغيرها.
كما أدت الأزمات والحروب والنزاعات التي إندلعت في النصف الثاني من عقد التسعينات من القرن العشرين الى إعادة الإعتبار لدور الحكومات في عملية التنمية المستدامة الى جانب القطاع الخاص بالإضافة الى إبراز دور هيئات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية.
ولقد أتت الأزمة المالية والإقتصادية العالمية الراهنة 2008 لتؤكد على ضرورة السعي لتحقيق الأهداف الكبرى التي طرحها تقرير التنمية للعام 1996 حول التنمية المستدامة وهي: تعديل أنماط الإستهلاك، عقلنة إستثمار الموارد الطبيعية، عدم توريث الأجيال القادمة ديوناً لا تقدر على حملها وتحقيق العدالة في العلاقات الإقتصادية والإجتماعية .
ولتحقيق هذه الأهداف الكبرى لا بد من مراجعة نقدية واعية للثقافة التي كانت سائدة خلال العقود الثلاث الأخيرة.
يظهر البحث أن التربية يمكنها أن تلعب دوراً محورياً في هذا المجال، إذ يمكن السعي للوصول الى تحقيق هذه الأهداف الكبرى ولو بصورة جزئية من خلال إعتماد سياسات تربوية يمكنها أن تؤدي الى تحقيق بعض الأهداف المرحلية الضرورية في هذا المجال: تنمية حس المشاركة بين الناس وبينهم وبين الدولة، إعتماد اللامركزية في إدارة شؤون الثروة، تنشيط دور مؤسسات المجتمع المدني، إعتماد التخطيط للمستقبل، تنمية الإنتماء الإنساني، تعزيز دور المرأة، تنمية حس المواطنة والأعتراف بالآخر وحق الإختلاف والشفافية لدى الأفراد، نشر الوعي حول الأخطار البيئية والصحية وتلك الناتجة عن الزيادة المفرطة في عدد السكان، إبراز أهمية عنصر الوقت، إعادة التركيز على مشكلة ندرة الموارد، تشجيع الإستثمار في الإقتصاد الحقيقي والإستغناء عن اسلوب النمو الذي يتغذى بالدين… وإعتبار الإدخار فضيلة من الفضائل الأساسية في حياة المجتمعات والشعوب.
لائحة المراجع
  • تم إعلان عقد الستينات عقد أول للتنمية بموجب القرار رقم 1710 تاريخ 1961 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة (إشارة من الباحث).
(2) جلال أمين – كيف ندرك الوجه الإنساني للتنمية – مجلة العربي – العدد 530 سنة 2003، ص.: 18.
(3) تجدر الإشارة إلى أن تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002 طرح مفهوماً جديداً للتنمية هو “التنمية الإنسانية”.
يعتمد هذا المفهوم الجديد أيضاً معياراً مركباً لقياس التنمية يحتفظ بمؤشري العمر المتوقع عند الولادة ومستوى التعليم من المعيار الذي اعتمده مفهوم التنمية البشرية ويضيف إليهما أربعة مؤشرات جديدة هي: الحرية، مركز المرأة (أو ما أسماه التقرير بتمكين النوع)، درجة الاتصال بشبكة الانترنت ودرجة نظافة أو تلوث البيئة.
وبذلك تصبح المؤشرات ستة بعد أن كانت ثلاثة. ومن الجدير بالملاحظة أن مفهوم التنمية الإنسانية إستبعد تماماً المؤشر القديم المشهور، مؤشر متوسط دخل الفرد الذي ظل لفترة طويلة يعتبر مرادفاً أو حتى تعريفاً للتنمية. (إشارة من الباحث)
(4) تقرير التنمية البشرية لعام 1996– منشور لحساب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي– ص 56.
(5) يمكن في هذا الصدد مراجعة تقارير التنمية البشرية الصادرة في الأعوام 1990 – 1991 – 1992– 1993. (إشارة من الباحث).
(6) التقرير الأهلي اللبناني حول التنمية المستدامة. تحضيراً لقمة الأرض الثانية في جوهانسبرغ آب 2002– بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي– ومنشور بدعم من منظمة اليونسيف– بيروت – لبنان ص10.
(7) المصدر نفسه ص 16
(8) المصدر نفسه ص 10
(9) المصدر نفسه ص 14
(10) تقرير التنمية البشرية 1996- مصدر سابق ص 4
(11) صبحي تادرس قريصة –  مذكرات في التنمية الإقتصادية – الدار الجامعية بيروت 1993 ص109 و110.
——————————-
(*) أستاذ جامعي وباحث في الشؤون الإقتصادية