اخر الأخبار

6‏/5‏/2012

بحث شامل ومفصل عن دودة الارض

بسم الله الرحمن الرحيم
سأقدم الان بحث عن دودة الارض واليكم التفاصيل

الآن تعالو معى الى موضوعنا المهم, وهو كيف نربّى دودة الأرض من أجل رحلات الصيد. الأمر يتطلب عمل مزرعة مناسبة لتربية دودة الأرض. وقبل أن نخوض فى هذا الموضوع أرى أنه من الضرورى ان نعرف قدرا ما عن حقائق هذا الحيوان, فبعض المعرفة سيساعدنا كثيراً على فهمه... وبالتالى الحصول على نتائج أفضل من المزرعة المنشودة. ويمكن تلخيص موضوعنا فى النقاط التالية؛

 تاريخ دودة الأرض ونشأتها.
 بيئة دودة الأرض وأعداؤها وأصدقاؤها.
 حقائق تشريحية عن دودة الأرض.
 مزرعة دودة الأرض, مكوناتها وكيفية صنعها.
 إختيار أنواع الدودة المناسبة للمزرعة.
 إطعام دودة الأرض، وأصناف الطعام المناسب وكيفية إعداده.
 صيانة مزرعة دودة الأرض والمشاكل التى قد تطرأ وعلاجها.
 جمع دودة الأرض قبل الخروج الى رحلات الصيد.
 موضوعات ذات صلة.

تاريخ دودة الأرض ونشأتها.
وُجدت دودة الأرض منذ مائة وعشرين مليون عام مضت, عاشت وتكاثرت وتنوّعت فى كل بقاع الأرض فيما عدا المناطق الصحراوية شديدة الجفاف وكذلك القطبين الجليديين. وعندما ضرب العصر الجليدى كوكبنا منذ عشرة آلاف الى خمسة عشر ألف عام مضت أُبيدت معظم هذه الديدان, ويعتقد بعض الباحثين أنها أبيدت جميعا فى مناطق مثل أمريكا الشمالية.
وبانتهاء العصر الجليدى عادت دودة الأرض الى الانتعاش والتكاثر والتنوع مرة أخرى, وعندما وطأ الأوربيون أمريكا الشمالية منذ خمسة قرون أخذوا معهم زهوراً ونباتات أخرى فى تربة مناسبة حتى يحفظو تلك الزهور والنباتات فى حالة جيدة خلال رحلاتهم عبر المحيط الأطلسى, وبالطبع انتقلت دودة الأرض فى التربة المنقولة الى العالم الجديد فانتشرت وتكاثرت هناك.
يقدر العلماء أنه يوجد حوالى ألفين وسبعمائة نوع من أنواع دودة الأرض, ويعود هذا التنوع إلى عاملين رئيسيين؛ الأول هو الطفرات الوراثية والثانى هو تأثير البيئة المحيطة بالدودة, وقد ساعدها فى ذلك أنها تضرب مائة وعشرين مليون عاماً فى عمق الزمن وكذلك نشاط الإنسان الزراعى والتجارى والاستيطانى فى القرون الماضية وحتى الآن.
تقضى دودة الأرض وقتها خلال اليوم تحت سطح الأرض فى نشاط غذائى دءوب, حيث تشق أنفاقها ملتهمة تراب الأرض الذى يحتوى على المواد العضوية المتحللة وكذلك الفطريات والطحالب وجذور النباتات الدقيقة التى تحتويها التربة, وبعد غروب الشمس وخلال ساعات الليل تخرج دودة الأرض فى الغالب إلى سطح التربة لتواصل نشاطها الغذائى على أوراق الشجر الساقطة والحشائش وروث الحيوانات ومواد عضوية اخرى أو لتتخلص من روثها... فدودة الأرض تحافظ على أنفاقها نظيفة, وقد تخرج الى سطح الأرض للتزاوج أو للإنتقال من تربة الى تربة أفضل... فحركتها على سطح التربة تكون أسرع وأسهل. وقبل شروق الشمس تشق الدودة طريقها داخل التربة مرة أخرى مختفية بعيداً عن ضوء الشمس وكذلك أعين أعدائها.
وقد لوحظ أن وجود بعض أنواع دودة الأرض ينحصر فى مناطق محددة من الأرض بينما ينتشر بعضها الآخر فى معظم مناطقها.

بيئة دودة الأرض وأعداؤها وأصدقاؤها
إقترن إسم هذه الدودة بالأرض لأنها تقضى كل دورة حياتها تحت سطح الأرض أوعليه, وقد وُجدت بعض الديدان فى أعالى الأشجار... ويعود السبب فى ذلك إلى أن بعض بويضاتها علقت بأرجل الطيور عند وقوفها على الأرض ثم سقطت بين الأجزاء الرطبة والمتحللة فى أعالى الأشجار... ويبدو أن هذه البويضات وجدت هناك بيئة مناسبة ففقست وانتعشت, ولكن هذا أمر نادر الحدوث ولايغير من حقائق دودة الأرض شيئاً. ويمكن وصف بيئة دودة الأرض كما يلى؛
* الظلمة الدامسة؛ فدودة الأرض تقضى يومها فى ظلمة باطن التربة و لاتخرج إلى سطح التربة إلا فى ساعات الليل... فهى لاتتحمل أشعة الشمس لأكثر من ساعة واحدة, فأشعة الشمس تؤدى إلى جفاف جلدها والذى من خلاله تتنفس الدودة ويؤدى الأمر إلى موتها.
* تربة رطبة نسبياً؛ فالتربة الجافة تؤدى إلى جفاف جلد الدودة مما يؤدى إلى موتها كما أسلفنا, وإذا علمنا أن الماء يشكل ٩٠% من وزن جسم الدودة ندرك أهمية الماء فى حياتها, وكما أن التربة الجافة تقتل الدودة فإن التربة الغارقة فى الماء تؤدى هى أيضا إلى خنقها وموتها.
* درجة حرارة معتدلة أو مائلة للبرودة؛ دودة الأرض تنتعش فى نطاق من درجات الحرارة يتراوح بين ١٥ إلى ٢٥ درجة مئوية ومع ذلك فهى تستطيع تحمل درجات حرارة تهبط إلى ٥ درجات مئوية أو ترتفع إلى ٣٥ درجة مئوية ولكنها تعمد إلى التغول إلى أعماق أبعد داخل التربة لحماية نفسها من تأثير البرد أو الحر الشديدين كما أن نشاطها يقل بدرجة كبيرة, أما إذا خرجت درجات الحرارة عن هذا النطاق فقد يؤدى إلى دخولها فيما يشبه حالة بيات وقد تموت.
* تربة ذات درجة حامضية معتدلة؛ فالتربة القلوية أو الحمضية قد تؤذى الدودة أو تدفعها إلى إلى الهروب منها.
* تربة ذات بنية هشة؛ فدودة الأرض تتنفس وتتحرك أفضل داخل التربة الهشة... وعلى النقيض من ذلك تجد الدودة صعوبة فى التنفس والحركة خلال التربة الكثيفة الصلبة أو تلك التى تكثر فيها نسبة الحصى والحجارة.
* توفر المحتوى العضوى فى التربة؛ فإفتقار التربة إلى المحتوى العضوى الكافى لطعام الدودة يدفع بها إلى الهرب بحثا عن مكان آخر.
* الهدوء والسكينة؛ ولا تعجب من ذلك, فالدودة لاتتحمل البيئة التى تضج وتهتز بالآلات والماكينات وتسعى للهروب منها إلى أخرى هادئة.
يُذكر أيضاً أن أعداء دودة الأرض كثر, فالطيور والسلاحف والفئران والقنافذ وكثير من الجرذان وكذلك الثعابين والسحالى وكثير من الزواحف, وأيضاً الخنافس والنمل, وكذلك بعض ديدان الأرض (من الأنواع الشريطية والمفلطحة) كل هذه الحيوانات تستسيغ دودة الأرض, وحتى أن بعض الناس يجففونها ليصنعوا منها حساءا.
وكما لدودة الأرض أعداء فلها أيضاً أصدقاء, فكثير من المزارعين يقومون على تربية ديدان الأرض فى مزارع خاصة ثم ينشرونها فى أرضهم الزراعية, فالأنفاق التى تشقها ديدان الأرض تخلق تربة أكثر حيوية للنباتات ولذلك يطلقون عليها "المحاريث الطبيعية", كما أن روث ديدان الأرض يعد أفضل أنواع السماد على الإطلاق... فهو أغنى عدة مرات من التربة العادية باليوريا والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم, ويقر بعض مزارعى الخضروات بأن إنتاجهم من الخضروات زاد بنسبة ٢٠ إلى ٤٠ بالمائة منذ أن أستخدموا دودة الأرض فى مساعدتهم, ويبذل كثير من المزارعين الجهد مضاعفاً للعناية بزراعاتهم يدوياً من أجل التقليل من الاعتماد على الإضافات الكيماوية التى تؤذى دودة الأرض وكائنات أخرى مفيدة.

حقائق تشريحية عن دودة الأرض.
تأخذ دودة الأرض أشكالا مختلفة منها الشريطى والمفلطح وكذلك الإسطوانى أو الأنبوبى, والنوع الأخير هو مايهمنا فى هذا الموضوع. وككل الحيوانات الأخرى فإن دودة الأرض تحتوى على عدد من الأعضاء والأجهزة الحيوية التى تعطى دودة الأرض شكلها وتمدها بالوظائف الحيوية اللازمة لتتغذى وتتنفس وتنمو وتتحرك وتتكاثر. وفى الصفحات القادمة سنتعرض لتشريح الدودة بشكل مبسط ؛
* الجلد؛ وهو أكبر عضو فى جسم الدودة ويعطيها شكلها الخارجى, وإذا نظرنا إلى الدودة سنجد أنها إسطوانية أو أنبوبية الشكل كما ذكرنا, وتأخذ الدودة درجات مختلفة من اللون الأحمر أو البنى أو البنفسجى وكذلك الأزرق الخفيف أو الرمادى وحتى الأخضر الخفيف, ويبلغ طول دودة الأرض فى معظم أنواعها ما بين سنتيميرين وخمسة عشر سنتيمتر, وهناك أنواع يصل طولها ثلاثين سنتيمتر وموطنها أمريكا الشمالية, بل وهناك أنواع يتعدى طولها المتر إلى ثلاثة أمتار مثل دودة "الجبسلاند" العملاقة وموطنها أستراليا.
يبدو جسم الدودة وكأنه يتألف من حلقات عددها مائة أو أكثر, وتتميز الحلقات ٣١ إلى ٣٧ بإنتفاخ يبدو كإسطوانة قصيرة تحيط بجسم الدودة ويختلف لونها بعض الشئ عن بقية جسمها ويُطلق عليه "السرج" وذلك نسبة إلى أنها تشبه السرج أو المقعد الذى يُثبّت على ظهر الخيل. يتألف جلد الدودة من ثلاث طبقات رئيسية هى الطبقة السطحية أو البشرة يليها إلى الداخل طبقة العضلات العرضية أو الدائرية وأخيراً طبقة العضلات الطولية, وتمتد جميعها بطول جسم الدودة.
طرف الدودة الأمامى مدبب وقوى وتلتف الحلقة الأولى فيه على فتحة الفم أما الطرف الخلفى فهو أقل تدبباًً ومفلطح بعض الشئ وتحتوى الحلقة الأخيرة فيه على فتحة الشرج.
وفيما عدا الحلقتين الأولى والأخيرة فإن كلاً من الحلقات الأخرى تحتوى على أربعة أزواج من الأشواك الدقيقة المجهرية لا ترى بالعين المجردة، يقع زوجان منهم على جانبى الدودة بينما يقع الزوجان الآخران على بطن الدودة وقريباً من جوانبها. وتشق الدودة طريقها فى التربة برأسها المدبب القوى, وفيما تنقبض بعض حلقاتها وتنتفخ ملتصقة بجدار النفق يساعدها فى ذلك هذه الأشواك الدقيقة... تنبسط حلقات أخرى وتتمدد, وهكذا تتقدم الدودة فى طريقها.
يُذكر أيضا أن دودة الأرض تستطيع أن تبنى وتعوّض أجزاءها المجروحة أو المقطوعة وتعود الى كامل هيئتها, والسؤال هنا هو أى جزء هذا المجروح أو المقطوع ؟ فاذا كان الجزء يحتوى على عضو حيوى, فان الدودة ستموت بكل تأكيد.

* الجهاز الهضمى؛ ويبدأ بفتحة الفم وتجويفه... يليه البلعوم وهو عبارة عن تجويف عضلي قوى يستطيع دفع التراب إلى المرئ وهو عبارة عن أنبوب قصير ينتهى بإنتفاخ أو مستودع أشبه بحوصلة وهى الصومعة التى يتجمع فيها التراب المُلتهم، ومن الصومعة يدخل التراب وبانتظام إلى القونصة... نعم قونصة كما هوالحال فى الطيور، تقوم القونصة بطحن التراب طحناً جيداً قبل أن يمر إلى الأمعاء الدقيقة، وتقوم الأمعاء الدقيقة بإفراز الإنزيمات اللازمة لإذابة المواد العضوية المختلطة بالتراب، ثم يُمتص الطعام المذاب خلال جدران الأمعاء الدقيقة ومنها إلى الدم، أما الباقى من التراب أو الروث فيمر خلال القولون ومنه إلى خارج جسم الدودة من خلال فتحة الشرج.
ومن الحقائق التى تُُذكر هنا أن دودة الأرض ليس لها أسنان، كما أنها تحصل على الماء اللازم لها من ذلك المختلط بالتراب الذى تلتهمه, وأنها تستهلك مايقرب قدر وزنها من الطعام يومياً.

* الدورة الدموية؛ دودة الأرض لاتملك عضلة القلب كما نعرفها فى الحيوانات الراقية، وإنما تملك خمسة أزواج من الأقواس الأورطية وهذه عبارة عن اسطوانات عضلية ضاخّة تقوم بعمل القلب فى ضخ الدم، ومتصل بها وعاءان دمويان رئيسيان يمتدان بطول الدودة، وبينما يمتد الوعاء الأول بالقرب من أسفل تجويف جسم الدودة...يمتد الآخر بالقرب من أعلاه, وتضخ الأقواس الأورطية الدم إلى الوعاء السفلى الذى يتشعب إلى شبكة من الأوعية الدموية الدقيقة التى تنتشر خلال أنسجة الدودة لتمدها بحاجتها من الدم, ثم يتجمع الدم مرة أخرى ليصب فى الوعاء الدموى الرئيسى العلوى ومنه إلى الأقواس الأورطية التى تضخّه لتعيد الكرّة. يُذكر هنا أن الأقواس الأورطية تحتوى على صمامات تسمح للدم بالمرور فى إتجاه واحد فقط.
ويُذكر أيضاً أن الدم يتخلص من الأملاح الذائدة ومخلفات اليوريا (البول) عن طريق مرشحات تعمل وظيفة الكلى فى الحيوانات الراقية, ويمر البول عبر أنابيب هذه المرشحات الكلوية إلى التربة من خلال فتحات توجد على معظم حلقات جسم الدودة.

* الجهاز التنفسى؛ دودة الأرض لاتملك رئة أو خياشيم كما هو الحال لدى الحيوانات الأرقى وإنما تتنفس أكسيجين الهواء المختلط بالتربة عن طريق مسامات أو فتحات تنتشر على السطح العلوى لجسم الدودة بين حلقاتها، يتم ذلك من خلال طبقة رقيقة ورطبة يفرزها جلد الدودة ويغطى سطح بشرتها، تستطيع هذه الطبقة الرطبة أن تمتص أكسيچين الهواء كيميائيا ثم تمرّره عبر المسامات أو الفتحات التي ذكرناها إلى الدم, وبطريقة مشابهة يتخلص الدم من ثانى أكسيد الكربون من خلال الجلد.
هنا لابد من الوقوف عند أمرين مهمين جداً؛ الأول هو بنية التربة... فكلما كانت هشة كلما كان محتوى الأكسيچين فيها أكبر وبالتالى أفضل. وأما الأمر الثانى فهو رطوبة التربة... فالتربة الجافة تؤدى الى جفاف الطبقة الرقيقة الرطبة والتى تغطى جسم الدودة - كما تحدثنا عنها - مما يؤدى إلى صعوبة التنفس وعلى الدودة إما أن تهرب إلى تربة أخرى أو أن تموت... وعلى النقيض من ذلك، فإن التربة الغارقة فى الماء تعيق تنفس الدودة, فهى لاتستطيع تنفس أُكسيچين الماء كالأسماك، ومرة أخرى، فعلى الدودة إما أن تهرب أو تموت، وربما شاهد الكثير منّا ديدان الأرض تخرج إلى سطح التربة فى أوقات المطر الغزير أو عندما يعمد المزارعون إلى طريقة الرى على الحامى.
* الجهاز العصبى و حواس الدودة الخمس؛ دودة الأرض لاتملك أنفاً أو آذاناً أو أعين، ومع ذلك فهى تستطيع أن تشم غذائها فتشق طريقها إليه بل وتتذوق المناسب منه فتقبل عليه، كما تستطيع إستشعار وجود الضوء فتهرب إلى الظلمة، وهى أيضاً تستطيع التعرف على خطوات أعدائها مثل الطيور والفئران والزواحف وغيرهم, وكذلك ضجيج الآلات فتشق طريقها بعيداً عنهم, فكيف يتم ذلك؟
تنتشر أعضاء و خلايا حسية أو إستشعارية على جسم الدودة وداخلها لتمد الدودة بما تحتاجه من معرفة عن البيئة من حولها وتُعد بمثابة نوافذ للدودة على عالمها، ويمكن تقسيم هذه الأعضاء والخلايا إلى أربع مجموعات كما يلى:
- خلايا إستشعارية كيميائية؛ وتتفاعل هذه الخلايا مع كيمياء مكونات التربة الصلبة والسائلة المحيطة بالدودة وكذلك الغازات والروائح المنتشرة بها.
- خلايا إستشعارية ضوئية؛ تتغير كيمياء هذه الخلايا بفعل موجات الضوء فتستشعر وجوده.
- خلايا إستشعارية ميكانيكية؛ تتأثر هذه الخلايا باللمس, ومنها مايستجيب للموجات الميكانيكية للصوت فتعمل كخلايا سمعية.
- وأخيراً, خلايا تستشعر حرارة التربة المحيطة بالدودة.
والجهاز العصبى للدودة بسيط ويتكون من مخ صغير وحبل عصبى يمتد بطول الدودة، وعلى طول الحبل العصبى تبرزعقدة عصبية على كل حلقة من حلقات جسم الدودة، ومن هذه العقد العصبية تتشعب الألياف والخلايا العصبية التى تتصل بالأعضاء والخلايا الاستشعارية وكذلك عضلات الدودة. يقوم المخ باستقبال الإشارات العصبية المختلفة ويرسل أوامره إلى العضلات لتتحرك بطريقة معينة.

* الجهاز التناسلى والتكاثر؛ لايوجد دودة أرض ذكر وأخرى أنثى، فدودة الأرض ثنائية الجنس بمعنى أنها تملك العضوين الذكرى والأنثوى، ومع ذلك فهى لاتستطيع أن تلقّح نفسها, فهى بحاجة إلى دودة أخرى لإتمام عملية التلقيح. تصل الدودة إلى مرحلة البلوغ الجنسى بعد حوالى شهرين إلى شهرين ونصف من فقسها، وعلامة بلوغها هذه المرحلة هى وجود السرج حول جسدها. يوجد جهازا الدودة التناسليين داخل تجويف جسمها... على أن مخارجهما تبرز على شكل فتحات تقع على سطح الدودة السفلى، فعلى الحلقة ١٤ يبرز زوج من الفتحات الأنثوية ( فتحات المبيض) حيث تخرج البويضات، فيما يبرز زوج من الفتحات الذكرية على سطح الحلقة ١٥ حيث يخرج السائل المنوى. يوجد أيضاً زوجان من فتحات المستقبلات أو المستودعات المنوية... يقع زوج منهما بين الحلقتين ٩ و ١٠ وأما الزوج الآخر فيقع بين الحلقتين ١٠ و ١١. يلاحظ أيضاَ وجود زوج من المجارى أو الأخاديد يمتدان على السطح السفلى بين الفتحتين الذكريتين وحتى السرج ويُطلق عليهما "الأخاديد المنوية", كذلك يوجد مخلبان على الحلقة ٢٦ ويُطلق عليهما "مخالب تناسلية".

يعتقد الباحثون أنه عندما تكون دودة الأرض جاهزة للجِِِِماع فانها تشيع روائح معينة كما لو كانت دعوة لدودة أخرى قريبة منها وجاهزة هى أيضا للجماع. تخرج الدودتان إلى سطح التربة وتلتقيان فى إتجاه معاكس... ثم تلتصق رأس الواحدة بإتجاه سرج الأخرى وتمسك إحداها الأخرى بواسطة مخلبيها التناسليين ثم تفرز كل منهما سائلاً مخاطياُ كثيفاً من شأنه أن يُحكم الإلتصاق بين جزئى الجسمين المتلاقيين ثم تقذف كل دودة بإفرازها المنوى تجاه الأخرى... تجرى السوائل المنوية لكل دودة خلال الأخاديد المنوية - التى أشرنا إليها سابقاَ- لتستقر فى المستودعات المنوية للدودة الأخرى. لا يتم تخصيب البويضات فى هذه المرحلة بل تسعى كل دودة إلى الإنفصال عن الدودة الأخرى محتفظة بالحيوانات المنوية التى إكتسبتها منها لإستخدامها فى وقت لاحق تكون فيها مستعدة لتخصيب بيضها.
تختار دودة الأرض الوقت والمكان المناسبين لتخصيب البيض... وعندها تفرز الدودة طبقة مخاطية حول منطقة السرج, ثم تتغلظ هذه الطبقة لتشكل غلافا إسطوانيا يشبه كم القميص وهو فى الواقع غلاف الشرنقة, ثم تبدأ عضلات الدودة فى التقلص والانقباض ويبدأ معها غلاف الشرنقة فى الانزلاق من منطقة السرج والى الأمام باتجاه الرأس, وعندما يمر غلاف الشرنقة على فتحتى المبيض تخرج البويضات لتلتصق بالجدار الداخلى لغلاف الشرنقة... ويستمر غلاف الشرنقة فى الانزلاق حتى يصل الى فتحات المستودعات المنوية وعندها تخرج الحيوانات المنوية لتمتزج بالبويضات وهكذا يتم تخصيبها, ثم يستمر غلاف الشرنقة فى الانزلاق حتى يخرج من رأس الدودة تماما... وهنا ينغلق طرفا إسطوانة غلاف الشرنقة, وهكذا يكون قد اكتمل تكوين الشرنقة والتى يكون حجمها أقل من حجم حبة الأرز.
يذكر هنا أن الشرنقة تحتوى على عدد من البويضات يتراوح مابين بويضة واحدة وعشرين بويضة... ويتوقف هذا العدد على نوع الدودة وكذلك البيئة المحيطة بها, وتضع الدودة شرنقة واحدة أو إثنتين أسبوعياً, وبعد مدة حضانة تمتد من ٤ الى ٦ أسابيع تشق الديدان الصغيرة طريقها الى التربة خلال جدار الشرنقة.


مزرعة دودة الأرض, مكوناتها وكيفية صنعها.
علينا أولاً أن نختار المكان الذى سنضع فيه المزرعة.
البلكونة مثلاًً مكان مناسب, وكذلك المطبخ إذا كانت مساحته تسمح بذلك, فمزرعة دودة الأرض لاتشيع روائح كريهة إن نحن واليناها العناية الواجبة. ولنأخذ البلكونة مثلاً.
تتكون المزرعة, ببساطة, من صندوق مكشوف مصنوع من الخشب الطبيعى ( فالخشب المضغوط أو الحبيبى لايتحمل الرطوبة اللازمة لمزرعة الدود) وبقاع هذا الصندوق ثقب أو ثقبان, ثم نضعه على قاعدة مناسبة.
الغرض من الثقوب بقاع الصندوق هو تسريب الماء الزائد عن حاجة المزرعة.
أبعاد الصندوق كالتالى؛ الطول ٩٠ سم ( أو عرض البلكونة).
العرض ٥٠ سم.
العمق ٣٥ سم إلى ٤٥ سم ( ويجب ألا يقل عن ٣٥ سم).
أما القاعدة فتُصنع من أربع قوائم, وبإرتفاع ٦٠ إلى ٧٠ سم, ويمكن إستخدام ترابيزة قهوة قديمة وغير مستعملة - إن توفرت - على أن نُُحدث بسطحها ثقوباً بقطر أوسع تقابل تلك التى بقاع الصندوق كى تسمح للماء الزائد من المزرعة بالتسرّب ليتجمّع فى وعاء يوضع أسفلها.
الأدوات المطلوبة: شاكوش ومنشار وبعض المسامير, ويمكنك بالطبع أن تطلب من نجّار أن يصنعها لك.
يُحظر طلاء الصندوق من الداخل, لأن الطلاءات تحتوى على معادن ثقيلة وقد تؤذى دودة الأرض ( يمكنك تبطين قاع الصندوق بطبقة من البلاستك لحمايته من الماء على أن تعمل بها ثقباُ أو ثقوباُ تقابل تلك التى بالصندوق للسماح للماء الزائد بالتسرّب).
تُغطى الثقوب التى فى قاع الصندوق بطبقة من القماش وتُثبت بلاصق مناسب، أو بمسامير، والغرض من تثبيت طبقة القماش فوق الثقوب هو السماح للماء الزائد بالتسرب ومنع الديدان من الهروب. توضع آنية أو وعاء مناسب أسفل المزرعة كى تستقبل الماء الذائد المتسرب منها.

الآن، وبعد أن إنتهينا من صنع المزرعة، يأتى الحديث عن التربة التى ستملأها وهى خليط من المواد التالية;
* تراب؛ ويمكن شراؤه نقياً من محلات بيع الزهور، وإذا تعذّر ذلك فيمكن إستحضاره من أرضٍ زراعية...وبالطبع بعد إستئذان صاحب الأرض. أحضر تراباً نقياَ قدر الإمكان وخالٍ من الكتل الصلصالية الكثيفة، ولابأس من إحضار كمية أكبر مما تظن أنها كافية فسوف تحتاج إلي التراب الفائض فيما بعد, ثم أتركه يجف إن كان رطباَ. إفرك التراب الجاف جيداَ وقم بتنقيته من الحصى والحجارة.
* روث مواشى(سبلة أو جلة)؛ وهى مخلفات البقر والجاموس والخيول والأرانب ويمكنك الحصول على هذة المخلفات من حظائر تربية المواشى والأرانب وكذلك إسطبلات الخيول، ثم أتركها تجف إن كانت رطبة ثم أفركها جيداً. ويحظر إستخدام روث الحيوانات اللاحمة مثل القطط والكلاب فهى تشيع روائح كريهة وقد تحتوى على جراثيم قاتلة.
* أوراق شجر و حشائش؛ قم بجمع أوراق الشجر الساقطة والحشائش الأخرى ثم قم بتقطيع الغض والأخضر منها إلى قطعٍ صغيرة، وأفرك الجاف منها.
* نشارة الخشب؛ ويمكنك الحصول عليها من ورش النجارة.
* رمل؛ والمقصود هنا هو الرمل المستخدم فى أعمال البناء وليس رمل شاطئ البحر، ويمكنك الحصول عليه من مستودعات بيع مواد البناء.
* صدف القواقع المطحون؛ قم بجمع بعض أصداف القواقع الموجودة بوفرة على شاطئ البحر ونظّفها من رمال الشاطئ ثم إطحنها طحناً جيداً بالهاون حتى تبدو كمسحوق.
* مخلفات الورق؛ يمكن أيضاً إضافة خليط من ورق الجرائد والمجلات القديمة وكرتون البيض وكذلك ورق صناديق التعبئة المصنوعة من الكرتون أو الورق المقوّى، إجمع كل هذه المخلفات وقطّعها قطعاً صغيرة أو قصها على شكل شرائح رقيقة أو أفرمها. هنا يجب نزع الصور و الأجزاء الملونة من الجرائد والمجلات لأن الأحبار الملونة تحتوي على معادن ثقيلة ومشتقات بترولية وهى مواد سامة وتضر بدودة الأرض.
ومرة أخري، فلابأس من جمع هذه المواد بكميات أكبر مما تظن أنها كافية، فسوف نستخدم الفائض منها عند إطعام الدودة أو صيانة تربتها.
وإذا كان هناك سؤالٌ عن أهمية خلط رمل البناء وصدف القواقع المطحونة إلى التربة... فالإجابة هى أن دودة الأرض تبتلع بعضاً من هذه المواد وتحتفظ بها فى قونصتها من أجل طحن طعامها بشكلٍ أفضل.
بعد أن نكون قد أعددنا مكونات التربة نبدأ فى خلطها, وتراعى النسب التالية عند الخلط ؛
٤٠% تراب جاف ومفروك.
٢٠% روث مواشى جاف ومفروك.
١٠% أوراق شجر وحشائش مقطعة قطعاً صغيرة.
١٠% نشارة خشب.
١٠% خليط متوازن ومتجانس من رمل البناء ومسحوق أصداف القواقع.
١٠% خليط من ورق الجرائد والكرتون المقطع أو المفروم.
يلاحظ فيما ذكرنا تعدد مكونات المواد العضوية فى التربة، وذلك للحصول على تكامل للعناصر الغذائية اللازم لنمو أسرع للدودة, كما يلاحظ إنخفاض نسبة التراب مقابل مجموع باقى مكونات التربة وذلك للحصول على تربة هشة ومريحة للدودة.
النسب السابق ذكرها, فى الحقيقة، ليست أرقاماً جامدة، ولكن يمكن الإستدلال بها على أى حال.
قم بخلط هذه المكونات خلطاً جيداً ومتجانساً، وهكذا تكون قد حصلت على التربة المناسبة للمزرعة. قم بعد ذلك بتغطية قاع الصندوق ببعض صفحات الجرائد القديمة وورق الكرتون المُقطّع، ثم إملأه بالتربة المخلوطة على أن تترك فراغاَ إرتفاعه حوالى خمسة سنتيمترات فوق سطح التربة فسوف نحتاج هذا الفراغ عند إطعام الدودة وصيانة المزرعة.
الآن قم بإضافة الماء إلى التربة، وطريقة عمل ذلك هى أن تُحضر إناءاً مملوءاً بالماء ( جَردل مثلاَ) وكوب ماء صغير، إملأ الكوب ورش الماء على كل سطح التربة بطريقة متجانسة وببطء إلى حدٍ ما, وكرر ذلك حتى يبدأ الماء فى التسرب من قاع المزرعة... توقف عندها عن إضافة الماء. أترك المزرعة يوماً أو يومين لتستقر قبل إضافة الدود إليها. أما الباقى من التربة فيمكن حفظه فى أكياس بلاستيكيه أو مصنوعة من القماش وهذه أفضل من البلاستيكية لأنها تسمح بتهوية التربة داخلها فلايشيع منها روائح كريهة. أنظر شكل (١٠) .



إختيار أنواع الدودة المناسبة للمزرعة.
ونأتى الآن على إضافة الدود إلى المزرعة، فأى أنواع الدود نختار وكيف نحصل عليه؟
فى كل الأحوال يجب تجنب أنواع الديدان باهتة اللون وتلك كبيرة الحجم، فهى لاتتحمل الظروف الصعبة أو كسولة تنمو ببطء على الرغم من أنها تصل لأحجام كبيرة. أفضل أنواع الدود المناسب للتربية هى تلك الحمراء أو الحمراء القاتمة متوسطة الحجم، ويمكن إستحضارها من المزارع المجاورة وباستشارة ومساعدة المُزارع، وقد لاحظت أن محلات بيع أدوات الصيد تبيع أنواعاَ بنّية اللون ولايزيد طولها عن سبعة أو ثمانية سنتيمترات وهذه أيضاَ أنواع جيدة تصلح للتربية. تحتاج المزرعة إلى حوالى خمسين إلى مائة دودة لتبدأ بها. يجب مراعاة نقل الدود من مصدره إلى البيت بطريقة مناسبة، ولعمل ذلك أقترح إحضار بعضاً من ورق الجرائد وكرتون البيض وقصها على شكل شرائح رقيقة ثم ترطيبها برشٍ رزازى للماء عليها، ويمكنك إستخدام عبوة رزّازة (بخاخة) كالمستخدمة فى المنظفات التى تستخدمها ربة البيت على أن تُغسل عدة مرات بالماء والصابون وتُشطف جيداً لتتخلص تماماَ من أي آثار لمواد كيماوية كانت تحتويها، ويُذكر أننا سنحتاج لهذه البخاخة كثيراً عنما نأتى الى إطعام دودة الأرض أو جمعها أو صيانة مزرعتها، ضع كمية مناسبة من قصاصات الورق المبلل في حاوية أو كيس بلاستيك واذهب به إلى المصدر الذى ستشترى منه الدود... ثم ضع الدود فى الكيس، ثم أفرغ محتويات الكيس على سطح تربة المزرعة ولاتحاول دفن الدود فيها فالدود سيشق طريقه بنفسه داخل التربة.
أترك المزرعة ليومٍ أو يومين ليستقر الدود داخلها، وإذا لزم الأمر إضافة بعض الماء فقم بذلك.
هكذا تكون قد إنتهيت من صنع المزرعة، والأمر يستغرق ثلاثة أو أربعة أشهر قبل أن تبدأ فى جمع محصول المزرعة من الديدان.

وقبل أن ننتقل إلى الموضوع التالى، أود أن أوضح أن هناك طريقة أخرى لصنع مزرعة مناسبة لدودة الأرض يمكن أن نستخدم فيها وعاءاً كبيراً من البلاستيك من النوع الذى تستخدمه ربة البيت فى غسل الملابس، وإذا كان عمق الوعاء غير كافٍ فإنى أقترح أن نستخدم إثنين من هذه الأوعية واحداً فوق الآخر حتى نحصل على عمقٍ مناسب، فكما ذكرنا سابقاً يجب ألا يقل عمق المزرعة عن ٣٥ سم.
يُنزع معظم قاع الوعاء العلوى حتى يُسمح للدود بالحركة خلال كل التربة... فيما نُحدث ثقباً بقطر ٥ سم فى قاع الوعاء السفلي، ثم يُُغطى الثقب بطبقة من القماش ويُُثبت بلاصق مناسب... فكما ذكرنا من قبل تسمح طبقة القماش للماء الزائد بالتسرب وتمنع الديدان من الهروب.
أما القاعدة فيمكن أن نصنعها من الخشب بأبعاد مناسبة، وأيضاَ يمكن أن نستخدم ترابيزة قهوة غير مستعملة على أن نُحدث بها فتحة بقطر مناسب يسمح للماء المتسرب بأن يُجمع فى إناء أو قابلة توضع أسفل المزرعة، ويمكن طلاء أوانى المزرعة من الخارج بطلاء قاتم حتى نوفر للدود الظلمة التى يحتاجها. أنظر شكل (١١).

إطعام دودة الأرض، أصناف الطعام المناسب وكيفية إعداده.
مائدة طعام دودة الأرض تتسع لعدد كبير من أصناف الطعام المؤلفة من مواد عضوية كثيرة وسنوضحها كمايلى;
* أوراق الشجر والحشائش المختلفة؛ إجمعها ثم قطّعها قطعاً صغيرة أو أفرمها.
* روث المواشى والخيول والأرانب؛ فهى إضافات غذائية جيدة، قم بتجفيفها وفركها. ويحظر هنا إستخدام روث الحيوانات اللاحمة مثل القطط والكلاب فقد تحتوى على جراثيم قاتلة كما أنها تشيع روائح كريهة وتجلب الذباب.
* مخلفات المطبخ؛ ومعظمها يمكن إضافته إلى طعام الدودة مثل قشور البطاطس والخس والجزر والباسلاء والقرع والكرفس والمقدونس والكرنب وعيدان الملوخية وغيرها. يحظر إضافة قشور البصل والثوم فهى تحتوى على زيوت طيارة نفاذة وقد تنفر الدودة منها، وأيضاَ تجنب المخلفات الحرّيفة مثل الفلفل والطرشى وماشابه. تجنب أيضاً مخلفات اللحم والدجاج والسمك ومننتجات اللبن فهى ليست مما تستسيغه الدودة كما أنها تشيع روائح كريهة وتجلب الذباب. أما إذا أضفت مخلفات الطعام المطهى فتأكد من خلوه من الشحوم والزيوت.
* بقايا الحبوب؛ مثل الأرز والقمح والذرة وماشابه وكذلك بقايا الخبز. وحتى مخلفات الشاى والقهوة (التفل) كلها مما يمكن إضافته إلى طعام الدودة.
* قشور الفواكه ومخلفاتها؛ مثل البطيخ والشمام والموز وقشور البلح الرطب.... إلخ, كلها مما تقبل عليه الدودة. ويحظر إضافة قشور ومخلفات البرتقال والليمون فهى تحتوى على زيوت طيارة نفاذة ومنفرة للدودة كما أنها تزيد من حموضة التربة عند تحللها.
* قشور البيض المسلوق؛ إضافة ممتازة، إجمعها واطحنها جيداً فتصبح كمسحوق يضاف إلى طعام الدودة. وإذا كان البيض نيئاً فيمكن وضع القشر فى قليلٍ من الماء المغلى لبعض الوقت.
* مخلفات الورق؛ مثل الجرائد والمجلات القديمة وكرتون البيض وكرتون صناديق التعبئة كلها مواد تصلح لإطعام الدودة، إجمعها وقطّعها قطعاً صغيرة أو أفرمها، ولاتنسى أن تنزع الصور والأجزاء الملونة فالأحبار الملونة - كما ذكرنا سالفا- تحتوى على معادن ثقيلة وإضافات كيماوية تؤذى دودة الأرض.
ولأهمية موضوع طعام الدودة، أرجو أن تتذكر الآتى;
* تستهلك الدودة مايقارب وزنها من الطعام يومياً.
* تنوّع أصناف طعام الدودة أمرٌ مطلوب، فالتنوّع يؤدى إلى تكامل العناصر الغذائية التى تحتاجها الدودة.
* الطعام المفروم أو المطحون جيداَ يشجّع الدودة على التهام كمية أكبر منه، فلاتبخل عليها بفرم مخلفات المطبخ مثلاً فى الخلاط الكهربائى.
* إذا كان الطعام جافاً جداً فيمكن ترطيبه قليلاً بواسطة بخاخة.
* قم بوضع الطعام على شكل خطوط رفيعة على طول سطح تربة المزرعة ولاتكدّسه كله فى بقعة واحدة.
* فى بداية الأمر يكون عدد الديدان قليلاًَ، لذلك إبدأ بكمية قليلة من الطعام.
* يفضل إضافة الطعام قبل غروب الشمس، فالدودة لاتخرج إلى سطح التربة فى وجود الضوء.
* بعد إضافة الطعام قم بتغطية سطح المزرعة ببعض أوراق الصحف القديمة لجعلها مظلمة، فهذا يشجع الدودة على الصعود إلى سطح التربة لالتهام غذائها.
* تُفضّل الدودة طعامها طازجاَ فتشمه وتصعد إليه لذلك قم بتحضير الطعام بصفة يومية إن أمكن.
* قبل إضافة كمية جديدة من الطعام، تأكد من أن الديدان قد التهمت ما سبق أن وضعته من طعام فى اليوم السابق، وتذكر أن تراكم بقايا الطعام يؤدى إلى تعفنه وبالتالى زيادة حموضة التربة وفسادها وهذا بدوره يؤذى الدودة.
* يمكنك فى البداية إختبار شهية نوع ديدان المزرعة وذلك بإعداد أصناف الطعام المختلفة كلٍ على حده وإضافتها فى خطوط منفصلة على سطح المزرعة، ثم لاحظ أى أصناف الطعام تفضّلها الديدان أكثر من غيرها


صيانة مزرعة دودة الأرض والمشاكل التى قد تطرأ وعلاجها.
تعيش دودة الأرض فى الطبيعة بحرية، فهى تختار المستساغ من طعامها وتنتقل من تربة إلى أخرى أنسب وأنظف وقد تشق التربة إلى عمق قد يصل إلى مترٍ أو حتى أكثر هرباً من ظروف البيئة القاسية جداً. كل هذا من أجل حماية وكذلك توفير الراحة لنفسها.
أما وقد وضعناها فى بيئة محدودة جداً فقد وجب علينا أن نقوم ببعض واجباتها نيابة عنها، وهنا تأتى أهمية العناية بالدودة وصيانة مزرعتها.
* كنا قد صنعنا تربة ذات بنية هشة من أجل راحة الدودة، ولكن طبيعة مثل هذه التربة تجعلها تفقد رطوبتها بوتيرة أسرع لاسيما فى أيام الصيف الحارة، ولذلك وجب إضافة بعض الماء إلى تربة المزرعة من حين لآخر، وأقترح أن يُضاف الماء بصفة يومية فى أيام الصيف الحارة جداً، وماعدا ذلك فيمكن إضافته مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً، ويُفضّل إجراء هذه الصيانة قبل إضافة الطعام، وربما أربعة إلى ستة أكواب من الماء تكفى, وإن كنت فى شك من كمية الماء المضاف فإن المعيار هو تسرّبه من قاع المزرعة.
* دودة الأرض تفضل بيئتها نظيفة كما ذكرنا من قبل، لذلك وجب كشط بضع ملليمترات من سطح التربة لتنظيفه من روث الدود وبقايا الطعام المتحلل، ولاتُلقى بالتربة المكشوطة فى سلة القمامة بل إجمعها واحفظها فى كيس من البلاستيك أوالقماش، وبالطبع فالقماش أفضل لأنه يسمح بتهوية أفضل لمحتواه، ولا تنسى أن التربة المكشوطة تحتوى أفضل أنواع السماد على الإطلاق. تُجرى هذه الصيانة قبل إضافة الطعام مرة أو مرتين أسبوعياً. بعد إجراء هذه الصيانة عدة مرات ستلاحظ إنخفاض سطح التربة بشكل ملحوظ وعليك تعويض ذلك بإضافة بعضاً من التربة التى أعددناها من قبل.
* كنا قد ذكرنا أن دودة الأرض تنتعش فى نطاق من درجات حرارة يتراوح بين ١٥ إلى ٢٥ درجة مئوية، إلا أن سقوط أشعة الشمس المباشر على سطح المزرعة لاسيما أيام الحر الشديد من شأنه أن يرفع كثيراً من درجة حرارتها مما يؤذى الديدان داخلها ولذلك يُنصح بتظليل المزرعة بطريقة مناسبة، ويمكن أن يتم ذلك بتثبيت تندة من القماش السميك أو مستطيل من خشب الأبلكاچ على إرتفاع مناسب يحجب أشعة الشمس ولا يمنع من تهوية سطح التربة. أما لحماية المزرعة من البرد القارس فيمكن تغطية سطح تربة المزرعة مباشرة بصفحات الجرائد القديمة فهذا من شأنه أن يحفظ حرارة التربة إلى حد ماَ.
* تفحّص سطح تربة المزرعة عند إضافة الطعام إليها، فإذا وجدت دودة ميتة قم بإزالتها فدودة الأرض تموت بشكل طبيعى بعد عمرٍ يصل من ٤ الى ٦ سنوات، أما إذا أحسست أن الأمر يتجاوز مجرد موتٍ طبيعى فتوقف وابحث عن السبب فقد يكون جفاف التربة الشديد أو غرقها بالماء لسبب ما أو فسادها بسبب إضافة أصناف غير مناسبة من الطعام أو طريقة إطعام غير مناسبة... إجتهد فى البحث عن السبب وقم بإصلاحه.
* إذا لاحظت أن الديدان تتسلق جدران المزرعة فى محاولة للهروب منها فتوقف وابحث عن السبب، ومرة أخرى, فإن جفاف التربة أو غرقها أو فسادها أو قلة طعامها... كلها أسباب تدفع بالدودة إلى الهروب... إجتهد فى البحث عن السبب وقم بتعديله. قد يتطلب الأمر أحياناً تغيير تربة المزرعة بالكامل.
* يمكنك أيضاً تقليب تربة المزرعة من أجل تهويتها، ولعمل ذلك أقترح أن تعمل فتحات عميقة على أقصى جوانب تربة المزرعة باستخدام جاروف صغير من النوع الذى يُستخدم فى تنقية الأزهار والنباتات الصغيرة من الحشائش أو بأداة أخرى مناسبة, ثم إدخل يدك خلال هذه الفتحات وقم بتقليب التربة ببطء وحذر حتى لاتتسبب فى قطع أو جرح الديدان.
* لاتبخل على دودة الأرض بتجديد تربتها بالكامل مرة مثلاً كل عام، ولعمل تلك الصيانة عليك أولاً بإعداد التربة المناسبة كما سبق شرحه، ثم قم بتخليص الديدان من التربة القديمة وجمعها فى مكان وبأسلوب مناسبين، ثم عبئ صندوق المزرعة بالتربة الجديدة واتبع الخطوات التى سبق شرحها.

جمع دودة الأرض قبل الخروج الى رحلات الصيد.
بداية، علينا أن نصنع حاوية مناسبة لحفظ الدود فيها عند خروجنا لرحلة صيد، فكثيراً ماتموت الديدان بعد وقت قصير من حفظها بطريقة سيئة فيشيع منها رائحة كريهة ولاتصمد كثيراَ فى السنارة بسبب ترهّل جسدها.
والأمر لايتطلب جهداً أو تكاليف كبيرة لصنع هذه الحاوية. والفكرة هى صنع صندوقين، الأول صغير الحجم يثبّت داخل صندوق أكبر حجماً، وفيما يحتوي الصندوق الصغير على الدود, يعمل الصندوق الكبير على حماية الصندوق الصغير من أشعة الشمس المباشرة وحرارة الجو العالية.
أقترح أن تكون أبعاد الصندوق الكبير كالآتى؛
٢٥سم طول، ١٥سم عرض، ٢٠سم عمق... ويُفضّل أن يكون له غطاء مفصلى لحماية محتوى الصندوق الصغير من أشعة الشمس المباشرة، كما نُحدث ثقوباً بقطرسنتيمترين أو ثلاثة سنتيمترات على جوانب الصندوق الكبير وكذلك غطائه من أجل تهويته ومنع درجة الحرارة داخله من الارتفاع، ويمكن أيضاَ تثبيت طرفي دبارتين غليظتين بطول ٣٠ سم لكلٍ منهما على الطرف العلوى لجانبى الصندوق فتصبح كَيَّد تُسهِّل حمل الصندوق.
أما أبعاد الصندوق الصغير فتكون كالآتى;
٢٠سم طول، ١٠سم عرض، ١٥سم عمق. لاحظ هنا أن أبعاد الصندوق الصغير تقِل ٥ سم فى كلٍ منها عن الصندوق الكبير.
يُثبَّت الصندوق الصغير على قاع الصندوق الكبيربطريقة مناسبة تاركاً مسافات متساوية بطول حوالى إثنين ونصف سم على كل جوانبه، ويمكن إستخدام ألواح من خشب الأبلكاچ لصنع هذه الصناديق.
هكذا نكون قد صنعنا مايمكن أن نطلق عليها "علبة الدود".


ولازلنا فى مرحلة الإعداد قبل جمع الديدان، قم بإحضار بعضاَ من كرتون البيض أو كرتون صناديق التعبئة أو ورق جرائد مستعملة ثم قصّها شرائح رفيعة، ثم قم بترطيبها جيداً بواسطة بخاخة، ثم إملأ الصندوق الصغير بالقصاصات المبلّلة ( يمكنك إستخدام نشارة الخشب أو شرائط رقيقة من الخيش لهذا الغرض).

إذا كانت علبة الدود هذه تبدو كبيرة أو صعبة الصنع فيمكنك عملها من صندوق واحد بحجم الصندوق الصغير المبيّن أعلاه على أن يكون له غطاء مفصلى وبه فتحات للتهوية, ثم قم بقص مستطيل من الكرتون (بطول وعرض مناسبين) ثم قم بلف هذا المستطيل من الكرتون حول الجدار الداخلى للصندوق بغرض عزل محتواه جيداً عن حرارة الجو المحيطة, وأخيراً, قم بملأه بقصاصات الورق أو النشارة أو شرائط الخيش المبللة.
يذكر هنا أن أفضل وقت لجمع الديدان هو بعد غروب الشمس أى خلال الليلة السابقة لرحلة الصيد. فكما عرفنا سابقاً، لايخرج الدود إلى سطح التربة إلا خلال الليل، إجمع الدود وهو على سطح التربة, وإذا لزم الأمر فقم بنبش التربة لجمع الكمية المطلوبة لرحلة الصيد، ثم قم بوضع الدود الذى جمعته على سطح القصاصات أو النشارة المبللة فى الصندوق الصغير داخل علبة الدود، ولاتحاول دفنه بين القصاصات أو النشارة المبلّلة، فالدود سيشق طريقه خلالها, ثم ضع العلبة فى جانب بارد حتى الصباح .
بعد الإنتهاء من رحلة الصيد قم بتنظيف علبة الدود مما بقى فيها، ثم قم بتعريضها لأشعة الشمس المباشرة لتجفيفها وتطهيرها من أى روائح قد تعلق بها.

منقووووووووووووول

هناك تعليق واحد:

  1. أي المصادر المستخدمه في المقال دا
    ضروري الرد من فضلكم

    ردحذف