اخر الأخبار

26‏/4‏/2019

بحث عن توفيق وهبي ونشأته ودوره السياسي

بحث عن توفيق وهبي ونشأته ودوره السياسي

ينتسب توفيق الملقب بـ (وهبي)*  الى سلالة بكزادات (قليجة و ميرةدي)، وهو  ابن معروف أفندي بن محمد بك بن حسن بك بن ميران بك، من أسرة (خدربكي)،  ويبدأ تأريخ هذه الأسرة من (خدر بك) وهو أحد امراء البابان، الذي كان  معاصراً للسلطان سليمان القانوني (1521 – 1566)،

ذلك يعني ان توفيق وهبي ينتمي الى سلالة أمراء بابان أيضاً. ولكن مثلما جاء في عدد      من المصادر، لم يشر وهبي في كتاباته ولا في أحاديثه الخاصة والصحفية الى انتمائه لامراء البابان، ويرجع ذلك –كما تأكدنا من عدد من المقربين منه- الى انه لايعني بتلك المواضيع. 
أما والده المعروف بـ (معروف أفندي) فلا نستيطع ذكره كثيراً، نظراً لعدم وجود معلومات وفيرة عنه، وأكثر ما نعلم عنه، أنه كان شخصاً متعلماً، ويظهر ذلك من لقبه (أفندي) و وظيفته كمأمور في دائرة النفوس السليمانية في العهد العثماني، إلا أن المصادر لم تشير الى مستواه التعليمي، ولكن من الواضح أنه لم تكن في السليمانية من المدارس في تلك الفترة غير المدارس الدينية وعلى ما يبدو إنه تعلم القراءة والكتابة في تلك المدارس.
أمــا حياتـه الشخصيـة، فقـد تـزوج معروف أفنـدي مـن         ( عاصمة ) بنت العالـم الكبيـر ( رسول مستي أفندي ) الملقب بشيخ الحكمــاء، وهي تنتمي الى الاسرة نفسها- أ ي خدر بكي- وتلتقي في جدها الخامس مع عائلة زوجها، وقد أنجبت (عاصمة خان) فضلاً عن وهبي، ولدين آخرين وهما (نامق) و (فؤاد) وبنت وحيدة وهي (حلاوة خانم). وقبل أن يبلغ وهبي السنة العاشرة من عمره توفي والده معروف أفندي وذلك في عام 1900.
 ولـد وهبي في الأول من كانـون الثاني سنة 1891، وليـس هـذا هو الرأي الوحيــد عــن تأريخ مولده، بل هنـاك آراء أخــرى مختلفة، إلا أننا نعتقد أن التأريخ الذي ذكرناه هو أصح من غيره لانه مأخوذ مباشرة من توفيق وهبي نفسه. ومما تجدر الإشارة إليه أن هناك اختلافاً في المصادر حول مكان ولادته اذ تشير عدد من المصادر، الى أن ولادته كانت في (ضوارتا)*، وفي الحقيقة أنه ولد في محلة (قةزازةكان-القزازيين) مركز مدينة السليمانية، هذا ما اكده أقاربه، فضلاً عن دليل آخر الا وهو وظيفة والده آنذاك في السليمانية، التي كانت سبباً لاستقرار عائلته في هذه المدينة.
نشأ توفيق وهبي وترعرع في كنف عائلته وعنى والده بتعليمه، وقام بارساله الى احدى المدارس الدينية في السليمانية لدى (عزيز خواجه أفندي) فتعلم فيها الادب الكردي والفارسي والتركي وشيئاً من العربية. ثم دخل (المدرسة الرشدية العسكرية) في السليمانية سنة 1899، وكان من طلاب المتفوقين والمتميزين فيها، وحين توفي والده- سنة 1900- كان وهبي في عامه الثاني في مدرسة الرشدية، وعلى أثرها انتقل مع عائلته الى منزل جده لأمه، ولحسن حظه كانت عائلة جده من العوائل التي تعنى بالعلم والدراسة، فأكمل دراسته في الرشدية العسكرية في منزلهم وذلك سنة 1902. وفي السنة نفسها التحق بـ (المدرسة الاعدادية العسكرية) ببغداد، فتخرج فيها سنة 1905، بدرجة التفوق وكان المتفوق الأول على صفه.
بعد تخرجه من الاعدادية العسكرية توجه الى استانبول للدراسة في الكلية الحربية على نفقة الدولة، ليتخرج ملازماً ثانياً في سنة 1908، وأختير مباشرة للدراسة في كلية الاركان الحربية في استانبول أيضاً، ومن الضروري أن نشير الى تلك التغيرات التي أدخلت في النظام الدراسي عقب انقلاب الاتحاديين في تموز 1908، عندما قرروا ادخال اصلاحات على جيشها، ومن ضمنها كلية الاركان، وبموجبها تم إرسال طلاب الصف الاول الى وحدات الجيش للتدريب فيها مدة سنتين، وهكذا بقي وهبي حتى عام 1911 في وحدات التدريب، وبعدها لم ينل شهادة الأركان إلا في سنة 1918، وذلك بسبب الحروب المتتالية التي واجهت الدولة العثمانية في غضون السنوات الواقعة بين 1911 و 1918، كما سنرى.
أما حياته العائلية، فقد تزوج وهبي من السيدة (آسيا) ابنة التاجر رضا (ريزةلى) وأختاً لماهر والدكتور عبدالجبار، وينتمي والدها الى اسرة كردية، اما والدتها فهي سيدة عربية تنتمي الى اسرة بغدادية، وولدت السيدة (آسيا) سنة 1900 في بغداد، ودرست في (المدرسة الرشدية للبنات) في العهد العثماني، واقترنت بـ (توفيق وهبي) سنة 1927، وكانت لها شخصية قوية وثقافة عالية، وتعتبر من رائدات النهضة النسائية في العراق، ونشطت السيدة آسيا في آواخر العهد الملكي – ولاسيما في العقدين الرابع والخامس من القرن الماضي – نشاطاً متميزاً في سبيل حصول المرأة على حقوقها السياسية والاجتماعية، واسهمت في كثير من الجمعيات الثقافية والخيرية، وأول نشاطها في هذا المضمار مشاركتها في افتتاح الجمعية العلمية للنساء في السليمانية في 28 تموز 1930.
كما تولت زوجة وهبي رئاسة الفرع النسائي لجمعية حماية الاطفال عند تأسيسها في آذار 1945، وكانت عضوا دائماً في جمعية مكافحة العلل الاجتماعية، ثم تولت أيضاً رئاسة الاتحاد النسائي العراقي منذ إنشائه سنة 1945 الى ثورة 14 تموز 1958، وصاحبة الامتياز لمجلتها التي صدرت في تشرين الثاني 1949 باسم (الاتحاد النسائي العراقي).  وترأست المؤتمر النسائي العربي الذي عقد في بغداد في آذار 1952، كما مثلت المرأة العراقية في عدد من المؤتمرات العربية والدولية في لبنان وسوريا وباكستان.
عاشت بعد ثورة تموز 1958 مع زوجها وهبي في لندن، وتوفيت هناك في أول حزيران 1980، وحمل جثمانها الى بغداد، فدفن في الحضرة الكيلانية. وانجبت السيدة آسيا ولدين، وهما (سزا) الابن الاكبر وهو طبيب، و (سروشت) الابن الاصغر وهو فنان (موسيقي)، توفي في سنة 2003.
عن رسالة ( توفيق وهبي ودوره السياسي والثقافي ) . جامعة الموصل 2005.

في بداية الحرب العالمية الأولى سنة 1914، شارك وهبي في حرب "جنه قلعة" في دردنيل، بعد هذا أرسل إلى مناطق جنوب العراق للمشاركة في الحرب ضد القوات البريطانية في منطقة "الشعيبة"، و في الوقت الذي أعلن فيه العثمانين أنسحابهم أمام القوات البريطانية في شهر أيلول سنة 1917، كان هو قد شارك في حرب منطقة الرمادي و في الوقت الذي وقعت هذه المدينة تحت سيطرة القوات الأنكليزية أنسحب وقواته إلى منطقة "هيت".

و في سنة 1918 نُقل إلى المشاركة في حرب فلسطين، و تم ترفيعه إلى درجة رائد في الجيش و حصل وقتها على ميدالية البطولة من القيادة الألمانية، الجدير بالذكر بأن أكثر القياديين في الجيش العثماني كانوا من الجنرالات الألمان و ذلك بسبب أن في ذلك الوقت من الحرب كان العثمانين و الألمان يمثلون تحالفاً ضد كل من بريطانيا و فرنسا و إيطاليا و أمريكا.

في الوقت الذي الذي خسر به العثمانين و تحالفهم الحرب العالمية الأولى و التي أنتهت في تشرين الثاني سنة 1918، عاد توفيق وهبي إلى كوردستان و من ثم ذهب إلى بغداد و أصبح أحد الضباط الأكراد في الجيش العراقي آنذاك في يوم الـ6 من كانون الثاني سنة 1921.
في سنة 1922 عاد الشيخ محمود الحفيد من هندستان إلى مدينة السليمانية و أصبح ملكاً لها، أمت توفيق وهبي أنضم إلى قوات الشيخ محمود الحفيد في شهر تشرين الأول سنة 1922، بعدها تم القضاء على قوات و قياديي الشيخ الحفيد من قبل القوات الإنكليزية.
أما توفيق وهبي فقد سجن لمدة 42 يوماً و بعد تحريره في أواخر سنة 1923، عُين مسؤولاً عن القوات العسكرية في وزارة الدفاع العراقي، و في شهر آب سنة 1925 عُين مديراً للمدرسة العسكرية في بغداد و ترفعت درجته إلى رتبة مقدم، و في سنة 1929 أرسل إلى أنكلترا للمشاركة في دورة لتطوير المعلومات و المهارات العسكرية.
في سنة 1930 رُفعت درجة العسكرية إلى رتبة عقيد و عُين أيضاُ كمحافظ لمدينة السليمانية، لكن بسبب مظاهرة الـ6 من أيلول سنة 1930 في ساحة سه را وسط السليمانية عُفي توفيق وهبي من منصبه، لكن في سنة 1931 و بعد حرب الشيخ محمود الحفيد ضد السلطات و القيادات العراقية في منطقة " ئاوباريك" بعدها أُعتقل توفيق بتهمة المطالبة بتغيير الحكم و جعله حكماً كوردياً و حث الشعب الكوردي على إحداث إنقلاب لتحقيق ذلك، بقي هذا الشخصية الكوردية المعروفة فترة من الزمن دون عمل إلى سنة 1946 حتى أصبح وزيراً للإقتصاد العراقي في حكومة حمدي الباججي و بعدها و في سنة 1958 باسم الكورد عُين كوزير للدفاع و المعارف.
في أوائل سنة 1958 أصبح عضواً في مجلس أعيان العراق، و بعد ثورة الـ14 من تموز سنة 1958 ترك توفيق وهبي العراق و سافر إلى لندن و عاش فيها سنواته الأخيرة و من هناك مارس كتابة التأريخ و اللغات الكوردية. و في يوم 5-1-1984 في مدينة لندن وافته المنية عن عمر ناهز الـ93 سنة و نقل جثمتنه إلى مدينة السليمانية و تلبية لوصيته وارى جثمانه الثرى في منطقة بيره مكرون بجوار قبر الرجال الأكراد الأفاضل.

أهم كتابات و إنتاجات توفيق وهبي

الأستاذ توفيق وهبي كانت له العديد من الإصدارات الثمينة في اللغة و التأريخ الكوردستاني القديم باللغة الكوردية و التركية و العربية و الأنكليزية و أغلب تلك تلك الإصدارات تم طبعها.

الإصدارات الكوردية المطبوعة

- دستور اللغة الكوردية – طبع في بغداد سنة 1928 و يحتوي على 114 صفحة - القراءات الحديثة – طبع في بغداد سنة 1933 و يحتوي على 44 صفحة
- جزء من كوردستان – طبع في بغداد سنة 1947 و يحتوي على 18 صفحة
القاموس الكوردي – إنكليزي (بمشاركة ئدمونيز) طبع في لندن سنة 1965 و يحتوي على 179.

إصدارته المطبوعة باللغة العربية

- رجعیة‌ المانیا وعبادة‌ القوة‌ - طبع في بغداد سنة 1942 و تكون من 36 صفحة
- الأصل و الإستطراد في أصل معنى بغداد – طبع في بغداد سنة 1950 و تكون من 51 صفحة
- قواعد اللغة الكوردية ج (1)- طبع في بيروت سنة 1956 و تكون من 112 صفحة
- قواعد اللغة الكوردية ج(2) – طبع في بيروت سنة 1956 و تكون من 55 صفحة
- التون كوبري- طبع في بغداد سنة 1956 و تكون من 28 صفحة
- سخرة من دربند بازيان إلى طاسلوجة- طبع في بغداد سنة 1956 و تكون من 36 صفحة
- حول مقال مسؤولية الأديب الكوردي للأستاذ عبد المجيد لطفي- طبع في بغداد سنة 1973 و تكون من 15 صفحة.

إصداراته المطبوعة باللغة الإنكليزية

كهف كندوك- طبع في بغداد 1949
- مآثر الإيزييديين- طبع في لندن سنة 1968
- قواعد اللغة الكوردية – الجزء الأول طبع في لندن سنة 1962.
تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ توفيق وهبي اُختير كعضو و بإفتخار من قبل مؤسسة المعارف الكوردية في سنة 1971 و ذلك لتحقيقاته الفريدة التي كان يكتبها في المجلات الكوردية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق