بسم الله الرحمن الرحيم
سأقدم الان بحث عن البحر الميت واليكم التفاصيل
البحر الميت هو البحيرة الفاصلة للوادي المتصدع الأردني. وهو أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية ولدى مياهه أعلى كثافة وملوحة لأي بحر في العالم. وتحف الشواطئ الشرقية والغربية للبحر الميت منحدرات عمودية على شكل أبراج صدعية والتي تشكل جزءاً من الخزان المتصدع السوري - الأغريقي. أن منحدرات الوادي تتجه إلى أعلى برقة إلى ناحية الشمال في اتجاه نهر الأردن وإلى ناحية الجنوب في اتجاه وادي عربا. ومن الناحية التاريخية فأن البحر الميت يتكون من حوضان : الحوض الرئيسي الشمالي والذي يبلغ عمقه 320 متراً (في عام 1997) والحوض الجنوبي الضحل والذي منه تراجع البحر الميت منذ عام 1978. والحوضين منقسمان عن طريق شبه جزيرة ليسان ومضايق الموت التي لديها تل من الطمي يبلغ ارتفاعه 400 متر تحت سطح البحر .
يحطم البحر الميت أرقاما قياسية عالمية: فهو يقع في منخفض عميق هو الأوطأ بالعالم (حوالي 400 متر تحت سطح البحر) وهو أيضا أكبر مجمع مائي الأكثر ملوحة بالعالم. ملوحة البحر الميت أعلى بـ 10 أضعاف من تلك المميزة للبحار الكبيرة والمحيطات (تركيز الأملاح في البحر الميت 34% وفي البحر المتوسط 3.5%).
البحر الميت هو موقع خاص وهام؛ تستعمل مياهه في الصناعة (استخلاص أملاح معدنية)، لسياحة الاستجمام والعلاج (ينابيع حارة، طين ومياه ذات خصائص علاجية)، على مقربة منه مواقع عديدة ذات أهمية حضارية – تاريخية مثل مسادة والكهوف التي اكتشفت فيها الوثائق المكتنزة، ويشكل محيطه موطنا لنباتات وحيوانات مميزة.
مع أن اسمه "البحر الميت" إلا أنه تعيش فيه كائنات حية هي جزء من نظام بيئي خاص سوف نفصله ،
خلال آلاف سنوات وجوده تغير مستوى الماء في البحر الميت بصورة متطرفة (جف البحر وغُمر على التبادل). بينما في مطلع القرن الـ20 بلغ مستوى البحر الميت أوجه، فقد انخفض المستوى في الثلاثين سنة الأخيرة بنحو 25 مترا، ومؤخرا حتى زاد تسارع انخفاض المستوى. ينزل المستوى باستمرار بقدر كبير نتيجة نشاط الإنسان حوله: استغلال صناعي على مدى سنين، لا سيما بواسطة مصانع البحر الميت التي تستخرج أملاحا معدنية من مياهه؛ قلة الرواسب في المنطقة وتقليص بارز بكمية الماء الواصلة للبحر الميت من نهر الأردن؛ فاليوم تصل فقط 10% من مياه الأردن إلى البحر الميت ويُستغل الباقي للري واستعمالات أخرى للسكان على امتداد الأردن. سبّب انخفاض مستوى مياه البحر إلى تشكيل حفر خطرة ("בולענים") في المنطقة وتضرر الصناعة، السياحة والنظام البيئي المركب والمميز في البحر الميت. إصابة أخرى تتسبب نتيجة تصريف مياه مجاري منزلية وصناعية إلى البحر الميت.
.
حياة في بحر الموت
سمي بالبحر الميت لاعتقادهم بالماضي أنه لا حياة فيه. ومنذ عام 1936 في نشر للباحث بنيامين العزري فولكاني ذكر أنه تعيش في البحر الميت كائنات حية دقيقة مميزة باستطاعتها العيش بأعلى تركيز أملاح بالعالم: طحلب أخضر وبعض أنواع بكتيريا حمراء لاهوائية وهوائية محبة للأملاح (هالوفيلية أو هالوتوليرانتية ). كما وصفت أوليات مثل أميبيات وهدبيات وذكرت مؤخرا أيضا فطريات محبة للأملاح – هالوفيلية وهالوتوليرانتية. اليوم، بأعقاب سوء ظروف المعيشة في البحر الميت (عملية التجفيف وارتفاع تركيز الأملاح) فإن عدد الأنواع التي يمكن إيجادها فيه أقل مما كان بالماضي. الكائنات الدقيقة الموصوفة لاحقا هي جزء من الكائنات التي تعيش في البحر الميت ولها تلاؤمات خاصة للحياة في الظروف الصعبة التي تسود به.
الطحلب وحيد الخلية دونالييلا (Dunaliella prava)
طحلب تمثيلي ذاتي التغذية (فوتوأوتوتروبي)، موجود بتراكيز عالية خاصة بالطبقة العليا من الماء ("مياه السطح"). يحتاج الدونالييلا لنموه إلى أملاح النيتروجين والكبريت والفوسفور. مركبات نيتروجين وكبريت متوفرة في مياه البحر الميت أما مركبات الفوسفور فتتدفق إليه مع مياه الفيضانات. جدران خلايا الدونالييلا ليست صلبة، ولذا بوسع الخلايا استيعاب ماء وفقدان ماء وتغيير حجمها وفقا للشروط الأوسموزية في الماء. يتكون في خلايا الطحلب ويخزن جليسرول بتركيز عالٍ، لكنه لا يضر العمليات التي تحدث في الخلية.
أصل الجليسرول في مياه البحر من خلايا طحلب دونالييلا، قليل منه نتيجة تسرب المادة من الخلايا الحية ومعظمه من خلايا طحالب ميتة.
بوسع الطحلب العيش بمجال واسع من الملوحة بفضل تغيرات بتركيز الجليسرول في خلاياه وجدار الخلية غير الصلب. عندما تصبح الملوحة في البحر الميت عالية جدا بالنسبة لمعيشة الدونالييلا، تختفي خلاياه بسرعة من مياه البحر وبنفس الوقت تنشأ خلايا سميكة الجدار، بوسعها البقاء فترة طويلة بحالة غير نشطة، حتى تحين ظروف مناسبة لتكاثر الطحلب. تدعى هذه الخلايا الراسبة في قعر البحر خلايا دائمة. عندما تكون الظروف مواتية في الموطن تتطور الخلايا الدائمة إلى طحالب بفضل المواد الموجودة في خلاياه يعتبر الطحلب ذا خصائص فريدة ويستعملونه بصناعة التجميل.
تنتمي بكتيريا هالوروبروم سودومنسي (Halorubrum sodomense) لمجموعة بكتيريا هوائية محبة للأملاح من عائلة Halobacteriaceae. هذه البكتيريا وغيرها عُزلت من البحر الميت (Haloferax volcanii و Halobaculum gomorrense) هي غير ذاتية التغذية وكذلك تعيش بالأساس في الطبقات العليا من مياه البحر الميت. بظروف تنمية معينة تنتج هالوروبروم سودومنسي بروتينا بنفسجيا (بكتيريورودوبسين) بواسطته بإمكان البكتيريا استغلال ضوء الشمس كمصدر طاقة. البكتيريا المحبة للأملاح بحاجة لتركيز عالٍ من أيونات المغنيسيوم في الماء. رغم أن هذه البكتيريا تعيش فقط في محيط فيه تركيز عالٍ جدا من الأملاح، إلا أن مقدرتها على التكيف للتغيرات في ملوحة المحيط محدودة. تجمّع الأملاح (خاصة كلوريد البوتاسيوم KCl) في الخلايا بتركيز مشابه وحتى أعلى مما في مياه البحر الميت يتيح لهذه البكتيريا المحافظة على الضغط الأسموزي في خلاياها. بروتينات البكتيريا هي ذات مبنى خاص، يكسبها استقرارا بتراكيز ملح عالية.
مصادر مياه البحر الميت :
وتبلغ مساحة المجاري المتعلقة للبحر الميت 40.650 كيلو متر مربع. وتأتي معظم تدفقات المياه إلى البحر الميت من مناطق ذات الكثافة المطرية النسبية لمجرى نهر الأردن إلى الشمال والمنحدرات العمودية للوادي المتصدع لشرق وغرب البحر الميت. وإلى الجنوب¡ يغطي خط تقسيم مياه وادي عربا المناطق القاحلة لنجف وصحراء الأردن الجنوبية. ويتنوع الطقس في المجرى من ثلجي حيث تغطي الثلوج جبل هيرمون (جبل الشيخ) بترســيبات سـنوية تصل إلى 1200 مم إلى مناطق قاحلة جنوبي نجف¡ حيث يصل المعدل السنوي للأمطار إلى أقل من 50 مم .
ويصل المعدل السنوي للمطر فوق البحر الميت إلى 90 مم. والتبخر السنوي المحتمل حوالي من 1300 إلى 1600 مم ويتنوع بملوحة عند سطح البحر الميت¡ والتي تتأثر بالحجم السنوي لتدفق المياه العذبة ومعدل درجة الحرارة حوالي 40 درجة مئوية في الصيف وحوالي 15 درجة مئوية في الشتاء.
مليون متر مكعب فـي الشهر خلال موسم الصيف إلى أكثر من 1 مليون متر مكعب في الشـهر أثناء فصل الشـتاء كما هو مبين بالرسم البياني لذروة الحجم الشهري يميناً. ولقد حدثت ظروف التدفق صفر على نحو غير دائم عند منسوب قياس جسر كاراك خلال فصل الصيف للسنوات شديدة الجفاف. ومن الممكن أن يترتب على العواصف الكثيفة التي تحدث بصفة عارضة خلال فصل الشتاء فيضانات كبيرة .
ولدى منسوب المياه بالبحر الميت دورة موسمية. وقبل تطوير مصادر المياه في المجرى¡ فأن أعلى منسوب حدث في شهر مايو¡ وأقل منسوب في ديسمبر¡ كما هو واضح في الفترة من 1935-1955 في الرسم البياني الموضح بقاع الصفحة التالية. وفي خلال سنة فأن التنوع يتراوح من 0.3 إلى 1.2 م خلال معظم الفترة التي كانت محل التسجيل. أن التطور المكثف للمياه العذبة في مجرى البحر الميت قد غيرت التنوع الموسمي في منسوب المياه¡ والتي كانت على نحو نمطي عبارة عن زيادة النقص وتخفيض الزيادة .
التقلب طويل الأمد لمياه البحر الميت
أن منسوب مياه البحر الميت كان ُيضبط دائماً منذ عام 1930¡ وقد هبط المنسوب أعلى من 21 م من عام 1930 إلى عام 1997. ويرفع هذا الانخفاض الكبير سؤالاً عما إذا كان يوجد نسبة مئوية لهذا التغيير في المنسوب من عدمه¡ وعما إذا كان يمكن تفسيره وشرحه بالتنوعات العادية للطقس من عدمه. ولحسن الحظ فأن دليل التغييرات التاريخية لمنسوب مياه البحر الميت قد يوجد في العديد من المصادر المستقلة .
طريقة إعادة بناء منسوب مياه البحر الميت التاريخي: لأكثر من ألف سنة في تاريخ منسوب المياه كانت تقام التسجيلات وتستخدم الأدلة من المطر وحلقة الشجرة وعلم الترسيب والتاريخ وعلم الآثار وعلم النبات لقياس هذا المنسوب.
دليل حلقة الشجرة والمطر : أن فترات المعدل الأوسع والأضيق لعرض حلقات شجرة الفيونيه العرعرية (والتي قطعت وتم قياسها في عام 1968) وجدت أنها تتطابق جيداً مع فترات ارتفاع وهبوط معدل المطر في مجرى البحر في الفترة بين 1846-1968 عندما كانت تسجيلات المطر المتزامن متاحة. اعتماداً على هذه العلاقة¡ فأن معدل التغيير في عرض الحلقة لفترة تمتد إلى 1115 بعد الميلاد تم تقييمها ووجدت أنها تتوافق مع بعض المؤشرات الأخرى لمنسوب مياه البحر الميت.
التاريخ وعلم الآثار : أن الفترات التي كانت تسكن فيها العديد من المواقع الأثرية على طول الشاطئ للبحر الميت. أو الفترات التي كانت تهجر خلالها تلك المواقع كانت من الممكن أن تؤرخ طبقاً للتاريخ الجاري¡ وطبقاً لقطع النقود المعدنية والأواني الفخارية والمتروكات. ولتقسيم تلك المواقع طبقاً لتواريخها وسموها أُكدت بعض النقاط على الرسم البياني الهيدروليكي أن التاريخ يسجل الفترات التي كان يمكن فيها خوض البحر الميت على منسوب 400 متر تحت خط البحر على عتبة ممرات الموت في أواخر القرن التاسع عشر والقرون الثامن عشر¡ والسابع عشر والرابع عشر. والتاريخ يسجل أيضاً فترات الجفاف الشديدة جداً أو المحاصيل الوفيرة.
أن أكبر تغيير في منسوب المياه معروض في الرسم البياني الهيدروليكي المقدر حدث بين 100 قيل الميلاد 40 بعد الميلاد. خلال تلك الفترة ارتفع منسوب مياه البحر الميت حوالي 70 متر¡ من حوالي 400 متر إلى حوالي 330 متر تحت مستوى البحر (حيث غرقت قومران) في حوالي 76 سنة. وكنتيجة لذلك هبطت حوالي 65 متر في حوالي 66 سنة. ولقد حدث ارتفاع ثاني كبير¡ غير ظاهر في الرسم البياني بين سنة 900 بعد الميلاد وسنة 1100 حيث وصل إلى حوالي 350 متر تحت منسوب البحر. هل من الممكن أن تفسر تلك التغييرات الاستثنائية وتشرح طبقاً للتذبذبات المناخية؟
لضبط هذا السؤال وتوجيهه الوجهة الصحيحة¡ فقد قام المحققون بعمل محاكيات حسابية للأمطار الزائدة والسيول في مجرى البحر الميت معتمدة على فقد التبخر وتشير هذه المحاكيات إلى أن تغييرات منسوب المياه السريعة في نظام 70 متر خلال فترة 76 عاماً من الممكن أن تحدث لو أن التدفق زاد ما بين 33 إلى 48% أعلى من ظروف معدل التدفق العادي. وبالمثل¡ فأن سنوات الهبوط المستمر لأسفل المعدل العادي في الأمطار من الممكن أن يسبب انخفاض سريع في منسوب المياه. أن المؤشرات التاريخية ترجح الاستنتاج¡ توجد مؤشرات تاريخية على محاصيل وفيرة أثناء فترة ارتفاع منسوب المياه بالبحر الميت سابقة على حوالي 67 سنة بعد الميلاد¡ وكان يوجد جفاف عنيف أثناء فترة هبوط منسوب المياه بالبحر الميت وأن ذلك قد ُسجل بمعرفة جو سيفس فلافيوس في سنة 25-24 قبل الميلاد. عندما اضطر هيرود أن يبيع كنزه من أجل شراء القمح من مصر للسكان .
من المعروف أن مساحة سطح البحر الميت تتراوح بين 1440 كم مربع لأن ارتفاعه التاريخي حوالي 330 متر تحت سطح مستوى البحر¡ وحوالي 670 كم مربع عند 410 متر تحت سطح البحر¡ أي أكثر من ضعف الفرق. هناك اختلاف مماثل في حجم المياه المفقودة في البحر كل عام
أن توازنات البحر الميت زادت من التدفقات ليس فقط عن طريق ارتفاع منسوب المياه ولكن أيضاً عن طريق فقد التبخر المتزايد. وحيث يرتفع منسـوب مياه البحـر الميت فأن منطقة سطحه تزيد¡ فسببه زيادة بقابلية في حجم تبخر المياه. أن الزيادة الأكثر من ضعفين في منطقة السطح بين المسافات 410 و 330 تحت مستوى البحر سيزيد الحجم السنوي لكمية المياه المتبخرة بين 1005 إلى 2160 مليون متر مكعب بافتراض تبخر سنوي مستمر لـ 1500 متر مكعب في السنة. أن التبخر أثناء فترات منسوب المياه المرتفع يزيد بفعل تحلل المياه المالحة بالقرب من السطحº لأن التبخر في حقيقة الأمر ليس مستمراً¡ بل أنه يزيد كلما زادت الملوحة .
أن التذبذبات طويل الأمد لمنسوب مياه البحر الميت تحدث بسبب التذبذبات في الأمطار على المجرى. أن منسوب المياه سنة بسنة يكون ثابتاً ومستقراً عندما تكون حجم المياه التاركة للبحر الميت بسبب التبخر تعادل كمية المياه المتدفقة إليه من المجاري المستديمة والفيضانات العالية في الأودية والعيون والترشيحات من المياه الجوفية. أن منسوب المياه يرتفع في أعقاب المواسم التي تتميز بغزارة الأمطار ويهبط أثناء أعوام الجفاف¡ كما هو ظاهراً في الرسم البياني الموضح بتلك الصفحة لمنسوب المياه والمطر من عام 1850 إلى عام 1997. في هذا الرسم البياني¡ إنما الأمطار في القدس يُفترض أن تكون مؤشر لأنماط الأمطار بالبحر الأبيض المتوسط الساقطة على البحر الميت. عندما تكون الأمطار السنوية أعلى من المعدل العادي لسنوات عديدة¡ فأنه يوجد تأثير تجميعي (ظاهراً في الابتعاد التجميعي للمنحنى) يؤدي إلى ارتفاع في منسوب المياه¡ مثل الذي حدث من حوالي سنة 1882 إلى 1895. الأثر التجميعي لمعدل الأمطار المنخفض عن المعدل العادي يؤدي إلى انخفاض منسوب المياه كما هو مبين في أعوام 1930-1936 ¡ 1954- 1963
تأثير تطوير مصادر المياه على منسوب مياه البحر الميت
لقد تطورت بشدة خلال العقود الأربعة الأخيرة مصادر المياه الخاصة بمجرى البحر الميت لمواجهة الطلبات المتزايدة لتلك المصادر الثمينة¡ لقد تم تصريف الكميات الزائدة للمياه من السطح والمصادر الجوفية لمواجهة الاحتياجات المحلية والزراعية والصناعية¡ فمنذ عام 1964 لا يغادر نهر الأردن في منطقة جزئه الأعلى إلا جزءاً يسيراً فقط إلى البحر الميت ومعظم هذه المياه¡ والمياه من أنهار الأزرق واليرموك يُصرف لاستخدامات داخل وخارج المجرى. وطبقاً للظروف الراهنة القائمة على أساس المعدل العادي¡ فأن التدفق المشترك من كل المصادر إلى البحر الميت قُدرت على أنها تبلغ التصريف أو ربع التدفق السابق على التطوير. كما يتم أيضاً ضخ المياه من البحر الميت نفسه إلى برك التبخر التي أنشئت في الحوض الجنوبي الضحل .
تأثير المطر وتطوير مصادر المياه على منسوب المياه بالبحر الميت موضح بالرسم البياني بتلك الصفحة. حتى حوالي عام 1970 أظهر منسوب مياه البحر الميت والأمطار علاقة تبادلية بينهما. فعلى سبيل المثال¡ فأن هبوط منسوب المياه بالبحر الميت خلال أعوام 1954-1963 تتطابق مع فترة هبوط معدل الأمطار. هذا الاتجاه إلى الانخفاض قد تم اعتراضه بارتفاع المعدل العادي لسقوط الأمطار الذي ترتب عليه ارتفاع في منسوب المياه بالبحر الميت خلال أعوام 1964 إلى 1969. ومنذ عام 1970¡ فأن العلاقة التاريخية بين المطر ومنسوب المياه بالبحر الميت بدت كما لو أنها تبتعد. فعلى الرغم من الأمطار قد زادت بصفة عامة طوال هذه الفترة فأن منسوب المياه تناقص بشدة متطابقاً مع تدفقات منخفض من نهر الأردن. وعلى الرغم من أن تأثيرت السنوات المطيرة في تطوير مصادر المياه سينتج عنها تأثير أكبر للجفاف على مناسيب مياه البحر الميت. وهكذا فأن مناسيب البحر الميت تستمر في تقديم سجل من التأثيرات المكملة للمناخ التاريخي وتطوير مصادر المياه في هذا المجرى .
البحر الميت.. من يحاول قتله!!
وصل تناقص البحر الميت إلى 80 سم سنويًّا ليصل إلى انخفاض 10 أمتار عن مستواه في السبعينيات من القرن الماضي، ويعد السبب الرئيسي لهذا التناقص الشديد هو
• تقلص كمية المياه الواردة للبحر فمنذ منتصف هذا القرن والمياه المتدفقة للبحر من نهر الأردن التي كانت تبلغ حوالي 972 مليون م3 تتقلص كميتها لتصل إلى ما يقارب 125 مليون م3 عام 1985 كما ذكرت صحيفة الرسالة الفلسطينية.
• فالاحتلال يقوم باستمرار بتجفيف منابع الأودية والأنهار التي تغذي الميت، حيث أقام ما يزيد عن 18 مشروعا لتحويل مياه نهر الأردن المغذي الأساسي والرئيسي له .
• وتحويل الأودية الجارية التي تتجمع فيها مياه الأمطار وتجري باتجاه الميت إلى المناطق المحتلة وخاصة للمستوطنات، وقد وصلت نسبة المياه المحجوزة والمحولة عن البحر الميت حوالي 90% من مصادره ، كما قامت إسرائيل بحفر ما يزيد عن 100 بئر غائر لسحب المياه الجوفية من المناطق القريبة التي تغذي أيضاً البحر الميت بالمياه.
• إضافة إلى إقامة المصانع ومراكز استخراج الأملاح خاصة البروميد بصورة كبيرة من البحر الميت والتي تؤدي حسب آراء الخبراء إلى زيادة مستوى التبخر؛ مما يؤثر على طبقة الأوزون، حيث أثبت علماء ألمان من خلال الأقمار الصناعية تأثر طبقة الأوزون في منطقة البحر الميت بسبب المصانع المقامة والمنتجة للمواد المعدنية خاصة عنصر ميثيل البروميد الذي يساعد على اتساع ثقب الأوزون.
• ولا تستثنى الأردن من المشاركة في قتل البحر الميت، حيث قامت بتحويل عدد من المنابع التي تزود البحر بالمياه إلى مناطق عمان والمدن الأردنية لشح المياه التي تعاني منه بسبب الجفاف وإن كان لا يتساوى مع ما تقوم به إسرائيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق