اخر الأخبار

27‏/4‏/2012

بحث عن العمارة البيزنطية

بسم الله الرحمن الرحيم
سأقدم الان بحث عن العمارة البيزنطية واليكم التفاصيل

العمارة البيزنطية هي عبارة عن الفن المعمارى في عصر فجر المسيحيه حسبما أخذ مجال تطوره في "القسطنطينيه" وفي الامبراطوريه الشرقيه ككل بعد تحول العاصمه الرومانيه الي القسطنطينيه عام 324م؛ ولقد كانت أغراضه متشابهه تماما لأغراض العمارة الرومانية في فجر المسيحيه ولقد اتخذت الامبراطوريه الغربيه نظام المباني البازيليكيه في بناء الكنائس.اما الأمبراطوريه الشرقيه اتخذت نظام القباب الذي هو نتاج للتـأثير الشرقي حيث أن القبه كانت هي المستعمله في التسقيف في العصور المتقدمه عند الفرس وغيرهم من ممالك الشرق. و يقع في القسطنطينيه اليوم أروع ما نتجت عنه هذه الحقبة وهو متحف (كنيسة تحولت إلى مسجد ثم متحف حاليا) آيا صوفيا.


مواد البناء المنتشرة في هذا العصر

حذا البنائون البيزنطيون حذو الرومان في طرق الإنشاء واستخدام مواد البناء، اي انهم استعملوا الطوب والخرسانه في الحوائط والأقبيه وغيرها وحتى الفخار فلقد استعملوه في القباب وذلك لخفته. اما الطوب فكان يستعمل لدرجه محدده إذ لم يكن استعماله بمثل الكثره التي كان يستعمل بها في إيطاليا. وكان الطوب يستعمل غالبا في بناء الحوائط الخارجيه من مداميك على هيئة رباط لغرض زخرفى وليحل محل الحليات التي لم يكن لها وجود الا قليل وكان الطوب المستعمل كنظيره من الطوب الروماني تماما "أى من قطع كبيره رفيعة"وكان يبنى باستعمال المونة ولحاماتها متسعة.


ملامح المساقط الأفقية والتصميم الداخلي

ولقد كانت القباب وما أدخل عليها من ابتكارات في أوضاعها وطرق انشائها هي أهم ما يميز عمارة ذلك العصر ،وخاصة استعمال المثلثات الكروية pendentives لحمل تلك القباب على الصالات المربعة تحتها وذات الشبابيك الصغيره في محيطها أو محيط ذلك الجزء الاسطوانى. وعلى أثر ذلك تطور المسقط الأفقى للكنائس في ذلك العصر بما يتمشى مع استعمال القباب،فأصبح المسقط عبارة عن صحن مربع كبير فوقه القبه الرئيسيه ،و له أذرع أربعة تكون معه شكل صليب ،و سقف كل من هذه الأذرع على شكل قبو أو نصف قبة ،أما الأركان الاربعة المحصورة بين الصحن وتلك الاذرع فكانت أسقفها اما قباب صغيرة أو مصابات "grointed vaults". وقد اشتهر المهندسون في ذلك العصر بالابداع والتفوق في التكوين المعمارى لهذه القباب مع بعضها من كبيرة وصغيرة ونصف قباب، مما جعلها فريدة من نوعها على مر الزمن. وأهم ما يلاحظ أيضا أن أبراج الأجراس للكنائس لم تظهر في هذه المنشئات في ذلك العصر. أما من حبث الوجهات الخارجيه لتلك الكنائس ،فقد كانت بسيطة قوية معبرة ،ذات صف واحد أوأكثر من الشبابيك الصغيرة لإنارة الأجنحة الصغيرة حول الصحن الكبير والشرفات الداخلية أعلاها والتي أخذ استعمالها في الانتشار.وأما من حيث التفاصيل المعمارية الداخلية فكانت أقرب ما تكون لتفاصيل العمارة الرومانية ،وأساسها الطراز الأيونى والطرازين الكورنثى والمركب، وذلك بعد إدخال عدة تعديلات على هذا الطراز بما يتناسب والطراز الجديد.وأهم هذه الابتكارات والمستحدثات في هذا الشأن، هو ما ظهر من انبعاج تيجانها إلى الخارج، ووضع جلسة مربعة أعلا هذه التيجان مباشرة ،وذلك لتحسين حمل العقد الذي يبتدئ من هذا المنسوب مباشرة وبدون استعمال التكنة الرومانية المعتادة، وكذا استدارة سوك هذه العقود لاستمرار عمل الموزابيك على بطنياتها ،كالتي يتم عملها على الحوائط الرأسية تماما.


العوامل الطبيعيه التي اثرت علي الطراز البيزنطي
من الناحيه الجغرافيه
كانت العاصمة هي بيزنطيه وسميت بعد ذلك بالقسطنطينيه أو إسطنبول وكانت أحيانا تسمى روما الجديده حيث كانت القسطنطينيه عاصمه الامبراطوريه الرومانيه عام 330م، ونجد أن بيزنطه تقع علي سبع هضاب وكانت أيضا تقع علي ملتقى طريقين رئيسيين للتجاره :و هما "الطريق المائي وهو طريق البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط"و"الطريق التجاري الواصل بين أوروبا واسيا" ولذلك تحكمت بيزنطه في التجاره.و على ذلك نرى ان الفن البيزنطي غزا الامبراطوريه الرومانيه الشرقيه، وحمله التجار الي اليونان وسوريا وأسيا الصغري وروسيا حتى المناطق الواقعه غرب البحر الأبيض المتوسط مثل فينسيا ورافينا وغيرها وكان لهذ الفن البيزنطي تأثير كبير على العماره في هذه المناطق المختلفه حيث لعب الموقع الجغرافي دورا هاما في هذا الشأن.


من الناحيه الجيولوجيه
الحجر ،كماده أساسيه من مواد البناء، لم يكن موجود في هذه المنطقه مثل الطمي الذي استعمل في عمل الطوب أو الزلط في الخرسانه وعلى ذلك فكان لابد من استيراد تلك المواد الهامه المطلوبه لإقامه المباني التذكاريه على وجه الخصوص فكان يستورد الرخام مثلا من المحاجر التي تقع في منطقه حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقيه بالنسبة إلى القسطنطينيه، ولذلك نجد أن العماره البيزنطيه تأثرت كثيرا بتلك الأحجار الضخمه التي كانت تبنى بها المباني التذكاريه والتي كانت تستخرج من تلك البلاد.


من الناحية المناخية
لم يغفل الرومان ظروف عوامل بلادهم الجوية ،تلك البلاد الشرقية ذات الجو الحار نسبيا القليل الأمطار إلى أوروبا ،وعلى ذلك ظهرت تلك العوامل واضحة على مبانيهم وفي فنونهم متأثرة بالنسبة لهذه الظروف المناخية ،و من ثم إبتكرت طرق معماريه وطرز خاصة وتأثرت بها مبانيهم.فمثلا نجد الاسطح المستوية مشتركة معا مع القباب ذات الطابق الشرقى الأصيل ،والفتحات الصغيرة الضيقة للشبابيك المرتفعة نسبيا عن منسوب الأرضية ،وتلك الحوائط الغير منكسرة ،والعقود المتكررة التي تحيط بالأفنية الداخلية ،كل هذه العوامل كونت الخواص المعمارية لهذا الطراز البيزنطى.والتي تعتبر من أهم الصفات والمعالم المميزة للعمارة البيزنطية.


من الناحية الدينية
ثبتت القسطنطينية دعائم المسيحية واعتبرت الدين المسيحي هو الدين الرسمى للامبراطورية الرومانية عام 323م.وعلى ذلك كان الطراز البيزنطى في العمارة هو التعبير الرسمى للابنية العامة والكنائس والأديرة ولكن سرعان ما دب الخلاف بين المسؤولين في الكنيسة ،وخاصة حينما بدأ يظهر ذلك الانقسام السياسى بين الشرق والغرب في الإمبراطورية الرومانية.وكانت الكنيسة الغربية تزعم أن "الروح تتقدم وتنبع من الأب والابن" بينما الكنيسة في الشرق تقول "أن الروح تتقدم وتسير مع الأب فقط" (هذا تبعا لعقائد المسيحية الموجودة) ونشأ عن هذه الخلافات المذهبية أن غادر البلاد بعض الفنانين والمهندسين الأغريق، ورحلوا إلى إيطاليا ليزاولو أعمالهم وفنهم المتحرر، ولهذا السبب نجد أن العمارة البيزنطية في الشرق خالية من التماثيل المعبرة واللوحات الزيتية عكس الطراز البيزنطى في الغرب الذي تميز بهذه العناصر المعبرة من تماثيل ولوحات زيتية ذات الألوان الزاهية الجميلة.


من الناحيتين الاجتماعية والتاريخية
تعتبر بيزنطية من الناحية الاجتماعية مقرالحكم السياسى والدينى والعسكري عام 234م، نظرا لموقعها المتوسط بالنسبة للامبراطورية الرومانية ،ولكن نظرا لأن أهل هذه المدينة في ذلك الحين كانوا محدودى الذكاء ،مشهورين بالكسل والشراسة ،فكان لهذا التغيير، وهو انتقال العاصمة والحكم إلى القسطنطينية، أثر فعال وسريع في تدهور الإمبراطورية الرومانية.كانت بيزنطية مدينة إغريقية قديمة ،وعلى ذلك فالمبانى الحكومية التي أنشئت في ذلك الوقت قام ببنائها حرفيين أغارقة متأثرين بالروح والتقاليد الرومانية.ولذلك نجد أن القسطنطينية نفسها أنشئت غلى اسس وخطوط رومانية كلما سمحت المناطق الجبلية بذلك.فأنشت الفورم forum حول الشارع الرئيسى ،وأنشئت كنيسة آيا صوفيا والقصر الامبراطوري ومجلس العلوم ودار القضاء وساحة العرض الكبرى والاحتفالات العامة والاستعراضات ،حيث كانت الساحة تخصص أيضا لمحاكمة وإعدام المجرمين.كما إهتم الرومان اهتمام بالغا بمجارى المياه والحمامات ووسائل تخزين المياه ،إما تحت سطح الأرض في مخازن خاصة أو في خزانات مرفوعة على عمد.وبمرور الايام إتسعت المدينة وزاد عدد السكان ،وانشئ الحائط العظيم ببوابته وأبراجه المشهورة الذي بناه تيودور الثاني عام413م لحماية المدينة.ولكن خلف قسطنطين "الرجل القوى"أباطرة ضعفاء وإنقسمت الإمبراطورية ،إلى عدة إقسام ،بعد ذلك حكم جستنتيان البلادعام527-565م ،راعى الفن والعمارة ،والذي في عهده استمر في إنشاء كنيسة إيا صوفيا وكنائس أخرى مختلفة في المدينة وفى سوريا وفلسطين.وبعد ذلك دب الفساد في البلاد وانتهى الحكم الرومانى حينما سقطت المدينة في يد الأتراك العثمانيين عام1453م على يد السلطان محمد الفاتح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق