اخر الأخبار

1‏/4‏/2019

قصة سيدنا ابراهيم للأطفال الصغار

قصة سيدنا ابراهيم للأطفال الصغار

قصة النبي إبراهيم للأطفال

قَصَّ الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم بعض قصص الأنبياء السّابقين، ومن تلك القصص قصة النبي إبراهيم عليه السّلام، الذي ولد ونشأ في أرض بابل في العراق، وكان قومه يعبدون الأصنام والكواكب، وكان أبوه آزر يصنع الأصنام ويبيعها لقومه ويعبدها معهم، ورغم ذلك لم يعبد النبي إبراهيم -عليه السّلام- شيئًا منذ ذلك، فقد حفظه الله -سبحانه وتعالى- من تلك الشرور والآثام، وآتاه منذ صغره عقلًا رشيدًا.
وعندما جعله الله -سبحانه وتعالى- رسولًا، بدأ النبي نوح -عليه السّلام- بدعوة أبيه آزر بألطف عبارة وبكل أدب واحترام لترك عبادة الأصنام التي لا تَسمع ولا تبصر، ولا تجلب نفعًا ولا تدفع ضرًّا، إلّا أنّ أباه قد قابل دعوته بالرفض والتهديد والوعيد، 1) وكذلك فعل قومه رغم دعوته لهم مرارًا وتكرارًا؛ فأراد النبي إبراهيم – عليه السّلام- أن يثبت لهم أن هذه الأصنام التي يعبدونها لا تستطيع حماية نفسها وأنها ليست آلهة، ولا تستحق العبادة، فقام بتكسير الأصنام إلّا الصنم الكبير، إذ علق الفأس عليه لعلهم يسألونه عن الذي حطم أصنامهم.
ولمّا رجع قوم إبراهيم من عيدهم الذي يخرجون فيه للسياحة والنزهة، ووجدوا أصنامهم محطَّمة غضبوا غضبًا شديدًا واتهموا النبي إبراهيم -عليه السّلام- بتحطيمها، ولما سألوه عن ذلك، قال لهم: “بل فعله كبيرهم هذا فاسألوه إن كانوا ينطقون “، ومُراد إبراهيم -عليه السلام- من ذلك أن يبين لقومه أن الأصنام التي يعبدونها لا تستطيع حتى ان تدافع عن نفسها، فكيف يمكن أن تكون آلهة، وقد اعترف قومه بعجز أصنامهم حيث ردوا على إبراهيم بقولهم: “لَقَد عَلِمتَ ما هـؤُلاءِ يَنطِقونَ” 2)، فرد عليهم النبي إبراهيم -عليه السّلام- بقوله : “أفتعبدون من دون اللّه ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم ، أفٍ لكم ولما تعبدون من دون اللّه أفلا تعقلون” 3)، أي كيف تعبدون هذه الأصنام وأنتم تعلمون بأنّها عاجزة، وأنّها لا تنفع ولا تضر، ولكنهم بدل أن يستجيبوا لدعوة النبي إبراهيم -عليه السّلام- استكبروا واتفقوا فيما بينهم على القيام بحرق النبي إبراهيم -عليه السّلام- نصرةً لأصنامهم، فجمعوا حطبًا كثيرًا وأشعلوه نارًا، ثم ألقوا النبي إبراهيم -عليه السّلام- في تلك النّار ولكن الله أنجاه منها، قال تعالى: “قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ” 4).
ورغم رؤيتهم لتلك المعجزة التي حدثت أمام أعينهم إلا أنهم استمرّوا في كفرهم وظلمهم وعنادهم، فلمّا لم يجد النبي إبراهيم -عليه السّلام- منهم قبولًا لدعوته هاجر ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط -عليه السّلام- من بابل في العراق إلى أرض الشام، ومنها إلى مصر، ثم عاد إلى الشام وأقام مع زوجته سارة في فلسطين، ثم تزوج من هاجر، وأنجب منها إسماعيل -عليه السّلام- ورحل بهما إلى مكة، وهناك تركهما بأمر الله -سبحانه وتعالى- بوادٍ غير ذي زرع، وقد تكفل الله بحفظهما بعد رجوعه إلى فلسطين، وبعد مدة رأى النبي إبراهيم -عليه السّلام- في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل -عليه السّلام-، ولمّا هم بذبحه افتداه الله -سبحانه وتعالى- بكبش عظيم.
وقد بشره الله -سبحانه وتعالى- بعد تلك الحادثة بإسحاق -عليه السّلام-؛ تكريمًا له ولزوجته سارة، ثم أمره -سبحانه وتعالى- ببناء ورفع قواعد بيت الله الحرام في مكة المكرمة، فكان إبراهيم يبني وولده إسماعيل يناوله الحجارة. 5)
وفي قصة النبي إبراهيم -عليه السّلام- ما يدل على نبذِهِ التقليدَ الأعمى، والثبات على الحق، وصبره وثباته عند الشدائد، وثقته بالله -سبحانه وتعالى-، وصدق طاعته له وتوكله عليه، وحرصه على بر والديه من خلال استعماله لأرق الألفاظ في مخاطبة والده، وحواره معه بكل أدب وتودد وتلطف، وحرصه الشديد على ما ينفعه، وعلى إرادة الخير له. 6)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق